ملفات وتقارير

هكذا تسابق زعماء عرب لـ"تبني" انتصار الأقصى.. أين الحقيقة؟

يرفض الفلسطينيون محاولات "سرقة" انتصارهم - عربي21
اتفق معلقون فلسطينيون على أن انتصار الأقصى يعود بالدرجة الأولى لجهود الفلسطينيين، والمقدسيين منهم على وجه الخصوص، في الوقت الذي غابت فيه المواقف الرسمية العربية لتتسابق فيما بعد لركوب "موجة الانتصار".

نقطة تحول

وأرجع بيان للديوان الملكي السعودي نشر الخميس الماضي؛ الفضل في إيجاد "نقطة تحول بشأن الأقصى، إلى محادثات أجراها الملك سلمان مع بعض زعماء العالم"، في حين قالت صحيفة "أخبار اليوم" المصرية؛ إن مصر هي التي أعادت المصلين للمسجد الأقصى، واختارت الصحيفة لذلك عنوان: "مصر تعيد المصلين إلى الأقصى"؛ لتتحدث في تقريرها بأن "الاستجابة الإسرائيلية السريعة جاءت لمطالبة السيسي..".

من جهته، أكد مدير شؤون المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عمر الكسواني، أن "انتصار القدس والأقصى؛ هو انتصار للكل الفلسطيني بكافة أطيافه، ولا نسمح أن يركب هذه الموجة أحد، بل الموجة تلفظه".

وأوضح الكسواني في حديثه لـ"عربي21"؛ أن "المقدسيين والفلسطينيين أثبتوا أنهم على قدر المسؤولية في الدفاع وحماية المسجد الأقصى المبارك"، موضحا أن الشباب المقدسي "على درجة من الوعي ولا يخفى عليه ما يحدث"، كما قال.

وشدد الكسواني على أن "قضية الأقصى والقدس؛ هي قضية عقيدة تمس المسلمين"، مضيفا: "الاحتلال الإسرائيلي جاء لخدش هذه العقيدة، فوجد أسودا تدافع عن الأقصى"، على حد وصفه.

ونوه مدير شؤون المسجد الأقصى إلى أن "الحشود التي لم تتوقف عن القدوم لنصرة المسجد الأقصى المبارك، حملت رسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي، الذي أعاد حسابته ووجد أنه الخاسر الأكبر في حال استمراره في العنف والاعتداء على المصلين والمسجد الأقصى".

دلالات

من جانبه، أكد المحلل السياسي هاني البسوس؛ أن لـ"انتصار المقدسيين في معركتهم للدفاع عن المسجد الأقصى دلالة كبيرة، على أن الشعب الفلسطيني باق في أرضه، وأن مدينة القدس توحد كل أطياف الشعب الفلسطيني".

وأضاف في حديث لـ"عربي21": "انتصار المقدسيين في هذا الوقت الحساس، له تأثير إيجابي في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني، مفاده أن الاحتلال إلى زوال وسياسته غير دائمة، وأن الشعب الفلسطيني قادر على كنسه عن فلسطين المحتلة"، وفق قوله.

ورأى البسوس أن هناك خمسة عناصر وقفت خلف  الانتصار في القدس، "تمثلت في الوحدة، والصمود، والتصميم، والإخلاص في النية والعمل، إضافة للعمل الجماعي الذي تحلى به أهل القدس"، منوها إلى أن لفلسطينيي الداخل المحتل عام 1948 "دورا مهما في مقاومة سياسة الحكومة الإسرائيلية التي تسعى لتهويد مدينة القدس المحتلة، وتسعى لفرض سيطرتها على المسجد الأقصى".

وأرجع المحلل السياسي هذا "الانتصار إلى أهل مدينة القدس والداخل الفلسطيني بشكل خاص، مع الجهود المخلصة من الفصائل الفلسطينية ومختلف أبناء الشعب الفلسطيني من داخل وخارج فلسطين"، بحسب تعبيره.

وشدد على أن "ادعاءات بعض الزعماء العرب وحكوماتهم (بالفضل)، وتسابق وسائل إعلامهم بنسب هذا الإنجاز المقدسي لهم؛ واهية ولا قيمة لها ولا تلامس الحقيقة، كما لم  تتجاوز الشعارات"، معتبرا أن "مواقف الزعماء العرب مخزية ولا تتناسب مع الحد الأدنى من المطلوب والمأمول تجاه القدس والأقصى، لذلك يحاول كل منهم كذبا أن ينسب الفضل لنفسه في الانتصار"، كما قال.

النصر والهزيمة

من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة؛ أن "الانكسار الإسرائيلي هو التئام للجرح الفلسطيني النازف، وكل هزيمة للقرار الإسرائيلي هو نصر للإرادة الفلسطينية الصلبة".

وأكد في حديثه لـ"عربي21"؛ أن "إسرائيل انهزمت في معركة القدس والأقصى، وتراجعت خطوات إلى الخلف في مخططها التهويدي الذي يستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية".

وأوضح أبو شمالة أن "ردة الفعل الفلسطينية في القدس المحتلة، أرسلت رسائلها العديدة إلى أذرع الاحتلال ومتطرفيه؛ بأن عليهم أن يعيدوا التفكير في أوهامهم بالسيطرة على المسجد الأقصى، وفرض التقسيم الزماني والمكاني"، مؤكدا أن "التراجع الإسرائيلي عن فرض السيادة على الأقصى، هو أكبر دليل على الانتصار الفلسطيني العربي والإسلامي".

وحول تسابق البعض لـ"ركوب موجة الانتصار"، قال أبو شمال: "لما كانت الهزيمة يتيمة لا أب لها، فإن للنصر ألف أب، ومن هنا نطق الصامت، وتحرك الساكن، وصرخ المبحوح بأعلى صوته، لقد شاركت في هذا النصر، وأنا الذي أسهم في صناعته"، بحسب تعبيره.

وتابع بلغة ساخرة: "فلولا الرئيس فلان والملك علان والأمير بن خلان؛ لما كان الذي كان من تراجع إسرائيلي وثبات وطني فلسطيني رفع رأس الأمة العربية والإسلامية.."، كما قال.