سياسة دولية

معلقون: مدينة عدن اليمنية باتت على "كف عفريت"

جيتي
كشفت تصريحات رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن دغر، الثلاثاء، عن الصورة التي تعيشها مدينة عدن (جنوبا)، والتي باتت على كف عفريت، بحسب مراقبين، في ظل صراع غبي قد يمهد لعودة الحوثيين وحلفائهم إلى هذه المدينة، التي تتخذ الحكومة منها مقرا لها.

سياسيون يمنيون رأوا أن ابن دغر حاول إطلاق صرخته الأخيرة؛ لتدارك مسارات المشهد في عدن، من خلال توجيهه رسائل للداخل وللخارج، وتحديدا إلى السعودية، قائدة التحالف العربي، أبرز فيها واقع المدينة الجنوبية والتحدي الحرج الذي يعصف بها، متحدثا عن جولة جديدة وشيكة من الصراع قد تدفع إلى حرب مناطقية لن يستفيد منها سوى إيران.

وكان لافتا في حديث رئيس الحكومة الشرعية تخييره قادة ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي تأسس في 11 أيار/ مايو الماضي بدعم إماراتي، بين "الحفاظ على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي" أو عودة عبدالملك الحوثي لإدارة عدن، والذي تتمركز قواته على بعد 150 كم منها.

تحذيرات وعصابات


وفي هذا السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي، فيصل علي، إن ابن دغر ما زالت معرفته باليسار كبيرة؛ نظرا لخبرته السابقة كيساري سابق، وتحذيراته من عودة اليساري المدعوم من الإمارات حاليا، ومن إيران سابقا، عيدروس الزبيدي، آتية من دراية وليست من خيال.

وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أن الإمارات جهزت هؤلاء الانتهازيين -حد قوله- الذين يعملون كعصابات احترافية بالسلاح والدعم والمعسكرات، لينفذوا أجندتها في السيطرة على السواحل اليمنية. مشيرا إلى أنها أيضا أبرزتهم إعلاميا، وقدمتهم سياسيا؛ لكي يكسبوا الشارع الجنوبي الذي حقنته بالشعارات المعادية للدولة والهوية والشرعية.

وبحسب السياسي اليمني علي، فإن النظام الإماراتي يلعب لعبة خطرة في اليمن، وتحديدا في عدن (جنوبا) وحضرموت (شرقا)، وهي ترد على قرارات الرئيس هادي الذي تنبه وغيّر القيادات التي باعت نفسها له، في إشارة إلى إبعاد الرئيس هادي لثلاثة محافظين مقربين من أبوظبي من مناصبهم، وهم: محافظ حضرموت، اللواء أحمد بن بريك، ومحافظي شبوة، أحمد لملس، وسقطرى، اللواء سالم السقطري، وثلاثتهم أعضاء في المجلس الجنوبي.

وأوضح علي أن تلويح من وصفه بـ" الإرهابي" ابن بريك بالحرب، أي الوزير السلفي المقال والمحال للتحقيق، هاني بن بريك، دليل على أن الإمارات ستفجر الإرهاب في اليمن؛ لكي تظل مسيطرة من خلال "حرب أهلية تغذيها في الجنوب، واستنزاف في الشمال، والحصول على سواحل وموانئ اليمن.

عدن باتت مستعمرة

من جهته، أكد الصحفي والباحث في الشأن الخليجي، عدنان هاشم، أن رئيس الحكومة اليمنية خرج ليخبرهم بأن مدينة عدن باتت مستعمرة، وتنتظر حربا فاصلة وكارثية تعيد سيناريوهات التصفية على الهوية في 1986، التي تعرف بـ"أحداث يناير الدامية" قبل الوحدة مع الشمال.

وقال في حديث خاص لـ"عربي 21" إن تصريح بن دغر يؤكد مصادرة القرار السياسي والعسكري والأمني في عدن والمحافظات المحررة لـ"صالح" دولة أخرى، بما فيها قرار الحرب ضد الحوثيين. مستدلا بأن محافظها الجديد لم يستلم مقر عمله، فيما تنتشر أذرع الإمارات العسكرية (الحزام، والنخبة) في مراكز المحافظات، وتشكل حائط صد أمام تنفيذ قرارات الرئيس هادي، وتحول دون تفعيل مؤسسات الدولة من محاكم ونيابات وغيرها.

وجدد هاشم تأكيده على أن رئيس الوزراء اليمني كشف حقيقة أن عدن "مُستَعمَرة"، والحرب القادمة تعني "هزيمة حكومته وبقاء "المُستعمر" وشروطه وهيمنته شمالا وجنوبا ، وبالتالي تعصف بأمن شبه الجزيرة العربية في الجحيم، التي تعاني هي أيضا من جنون آخر بحصار قطر، وفق تعبيره.

رسائل موجه للتحالف

من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، نبيل البكيري، أن رسائل رئيس الحكومة ابن دغر كانت صريحة وواضحة للداخل والخارج، وإن كان هدفه التحالف العربي أكثر من الداخل.

وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أن التحالف هو المسؤول عن تجسير هذه الهوة؛ بخلق مليشيات خارج سيطرة الدولة في الجنوب، ودعمها على حساب دعم الشرعية التي أتى تحت مظلتها لاستعادتها.

وقال البكيري إن وضع عدن لا يسر صديقا ولا يغيض عدوا، في ظل ما تشهده المدينة من تصعيد مخيف يستهدف الجميع والشرعية في مقدمة المستهدفين. على حسب قوله.