ملفات وتقارير

ما سر هجوم المتحدث باسم حفتر على "الرئاسي" من القاهرة؟

هل يعبر المسماري عن موقف حفتر فقط أم عن موقف مضيفيه أيضا؟
شن العقيد أحمد المسماري، المتحدث باسم القوات التي يقودها اللواء خليفة حفتر، هجوما لاذعا من القاهرة؛ على المجلس الرئاسي الليبي.

واتهم المسماري النائب الأول لرئيس المجلس أحمد معيتيق بأنه عضو في جماعة الإخوان المسلمين، وأن النائب الثاني عبد السلام كاجمان عضو في تنظيم القاعدة.

ووصف المسماري خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة المصرية الثلاثاء؛ حكومة الوفاق الوطني بـ"الحكومة المرفوضة وغير الدستورية"، مطالبا دول حصار قطر الأربع، مصر والسعودية والبحرين والإمارات، باعتبار الحكومة المؤقتة المتواجدة حاليا في شرق البلاد هي الشرعية الوحيدة، وأن الرئيس الفعلي لليبيا هو رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، كما قال.

تساؤلات

وطرحت هذه الاتهامات التي جاءت من القاهرة عدة تساؤلات، حول دلالة المكان، ولماذا لم يهاجم المسماري رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، وفيما إذا كان للأمر علاقة بجولات الحوار المزمع عقدها قريبا، وما إذا كانت هذه التصريحات معبرة عن حفتر فقط، أم تمثل أيضا توجه النظام المصري.

من جهته، رأى الإعلامي الليبي عاطف الأطرش، أن "هذه الاتهامات تأتي ضمن مسلسل عرقلة تنفيذ الاتفاق السياسي، وهي غير صحيحة، وهي مناقضة لتصريحات سابقة للمشير خليفة حفتر بشأن عدم تدخل الجيش في الشؤون السياسية للبلاد".

وقال لـ"عربي21": "تظل هذه الاتهامات ردة فعل لأي تطور في العملية السياسية، ويُتوقع تصعيد جديد له في الأيام القادمة"، مضيفا: "أما بالنسبة للتحفظ على تصنيف السراج أو الهجوم عليه، فيبدو أن هناك توافقا ضمنيا بين السراج وبين حفتر، وهذا ما تابعناه في لقائهما الأخير في أبو ظبي"، حسب قوله.

حكومة عسكرية

لكن المحلل السياسي الليبي، محمد فؤاد، رأى من جانبه؛ أن "اتهام أعضاء في المجلس الرئاسي بأنهم من الإخوان والقاعدة هو أمر مترسخ عند الثقافة السياسية في منطقة برقة (الشرق الليبي)، وهذه هي اللغة التي يفهمها العامة هناك"، كما قال.

وأوضح في حديث لـ"عربي21" أن "الجديد في الأمر هو المشروع المصري الإماراتي السعودي بعد يوم 17 كانون الأول/ ديسمبر القادم (الذي تنتهي فيه مدة حكومة الوفاق) والتجهيز لمرحلة جديدة لا تزال معالمها غير واضحة، لكنها تتمحور حول حكومة في مدينة البيضاء (شرق ليبيا) ربما عسكرية أو تحت قبة البرلمان الموجود في طبرق حاليا، وهذا ما أكدته لنا دول أجنبية ضالعة في الملف الليبي"، وفق قوله.

وقال الناشط من الغرب الليبي، عبد الناصر بلخير، إن "هدف هذه الاتهامات إزاحة المجلس الرئاسي وآخرين من المشهد السياسي، إفساح الطريق لحفتر حتى يحكم البلاد، أو ينقلب على السلطة مثل ما فعل السيسي في مصر"، وفق قوله لـ"عربي21".

مزايدات وتناقضات

وأكد الكاتب الصحفي الليبي، عبد الله الكبير، أن "ما حدث هو مزايدات فارغة، تملقا للمصريين والإماراتيين، وهي لا تعني شيئا كونها صادرة عن متحدث باسم مليشيات لا يعترف بها العالم".

وشدد على أن "التصنيف وفق الإيديولوجيا فكرة متخلفة جدا، لكن ليس غريبا صدورها عن هذه الجهة، وهي امتداد للتعسف الذي خلفه النظام السابق"، على حد وصفه.

وقال الكبير لـ"عربي21": "تعودنا على التصريحات المتناقضة من قبل المسماري ومن معه، فهم تارة يعتبرون مثلا قوات البنيان المرصوص مقاتلين ضد الإرهاب، وتارة يصنفونها بتنظيم قاعدة".

الحوار الوطني

ورأى الخبير الليبي في التنمية وعلم الاجتماع، صلاح بوغرارة، أن "التصريحات والاتهامات المتبادلة تزداد بالطبع بين أطراف الصراع قبل عقد جولات الحوار، وبالتزامن مع أي مبادرة عربية أو إقليمية أو دولية، حيث يريد كل طرف رفع سقف المطالب ويكيل التهم للطرف الآخر للنيل منه"، وفق تقديره.

وأضاف لـ"عربي21": "كل هذه الصراعات مجرد ألاعيب باتت مكشوفة، والناس لم تعد تصدق الطرفين، فهم يساقون لجلسات الحوار كما تساق الأغنام، لعدم وطنية هذه الأطراف وتبعيتها لقوى خارجية تسيرها وفق مصالحها ورغباتها"، حسب تعبيره.