سياسة دولية

كيف رد ترامب على إطلاق كوريا الشمالية صاروخا جديدا؟

إطلاق الصاروخ الكوري صادف اليوم الذي تحتفل فيه الولايات المتحدة بعيدها الوطني- أ ف ب
أطلقت كوريا الشمالية الثلاثاء صاروخا بالستيا جديدا، في اليوم الذي تحتفل فيه الولايات المتحدة بعيدها الوطني.

ويأتي إطلاق كوريا الشمالية للصاروخ بعد أيام من القمة الأميركية الكورية الجنوبية التي عقدت في واشنطن وتباحث خلالها الرئيس الأميركي مع نظيره الكوري الجنوبي الجديد مون جاي-إن في التهديدات الكورية الشمالية.

وكتب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في رد فعل أولي على "تويتر" متسائلا: "أطلقت كوريا الشمالية للتو صاروخا جديدا. أليس لدى هذا الرجل (الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون) أي شيء أفضل يفعله في حياته؟".

وأضاف الرئيس الأميركي: "من الصعب أن نصدق أن كوريا الجنوبية واليابان ستتحملان هذا الأمر لفترة طويلة. ربما تتخذ الصين بادرة قوية في موضوع كوريا الشمالية وتضع حدا لهذه العبثية بشكل نهائي".
وأعلنت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية نقلا عن الإذاعة الرسمية أن بيونغ يانغ ستصدر إعلانا هاما عند الساعة الـ15:00 (6:30 ت غ) عقب إطلاق الصاروخ.


ويندرج إطلاق الصاروخ ضمن سلسلة من التجارب الصاروخية في انتهاك لعدد من العقوبات والقرارات الدولية التي تمنع على بيونغ يانغ تطوير برامج بالستية ونووية.

اقرأ أيضا: كوريا الشمالية تطلق صاروخا بالستيا

وقالت هيئة أركان القوات الكورية الجنوبية في بيان إن "الصاروخ البالستي غير المحدد" أطلق من موقع قريب من بانغيون في مقاطعة بيونغان الشمالية الواقعة في غرب كوريا الشمالية، قبل أن يسقط في بحر الشمال، التسمية الكورية لبحر اليابان.

وأكدت الولايات المتحدة أن الصاروخ متوسط المدى. ومن جهتها أعلنت وزارة الدفاع اليابانية أن الصاروخ ارتفع إلى علو يزيد على 2500 كلم، ما يشير بحسب المحللين إلى أن مواصفاته تطابق الصاروخ البالستي العابر للقارات.

وقالت الوزارة في بيان: "يقدر أن الصاروخ بلغ ارتفاعا يزيد بكثير على 2500 كلم، وحلق لمدة 40 دقيقة وسقط في بحر اليابان، في المنطقة الاقتصادية الحصرية للأرخبيل، على مسافة 900 كلم من نقطة انطلاقه".

من جهته صرح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي للإعلام بأن "إطلاق الصاروخ يظهر بوضوح أن التهديد ارتفع".

وقال آبي إن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان ستعقد اجتماعا هذا الأسبوع على هامش قمة مجموعة العشرين، و"أحث الرئيس (الصيني) شي جينبينغ والرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين على اتخاذ المزيد من الإجراءات الفاعلة".

ولا تخفي بيونغ يانغ سعيها لامتلاك صواريخ عابرة للقارات قادرة على استهداف الأراضي الأميركية بقنابل نووية، وتعتبر أن برامجها النووية تهدف إلى التصدي للتهديد الأميركي.

ويبدي محللون شكوكا حول قدرات كوريا الشمالية على بناء رؤوس نووية يمكن تحميلها على صواريخ. ويستبعدون أن تكون بيونغ يانغ تمتلك حاليا التكنولوجيا الضرورية لبناء صواريخ عابرة للقارات.

وأطلقت كوريا الشمالية عدة صواريخ منذ انتخاب الرئيس الكوري الجنوبي الجديد مون جاي-إن في أيار/ مايو، في حين أعرب الرئيس الكوري الجنوبي مرارا عن نيته إعادة إطلاق الحوار مع الشمال.

اقرأ أيضا: ترامب: عهد "الصبر الاستراتيجي" على "كوريا الشمالية" انتهى

ألعاب نارية

ودعا الرئيس الكوري الجنوبي مجلس الأمن الوطني للانعقاد ردا على إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي.
وحذر ترامب الجمعة من نظام "خطير ووحشي" في كوريا الشمالية، مؤكدا أن "فترة الصبر الاستراتيجي قد انتهت"، بدون تحديد الاستراتيجية التي سيعتمدها.

ولدى استقباله لأول مرة في البيت الأبيض نظيره الكوري الجنوبي الذي يدعو إلى الانفتاح على كوريا الشمالية، لم يستبعد ترامب أي فرضية، مؤكدا أن لديه "خيارات عديدة" للرد على البرامج النووية والبالستية الكورية الشمالية.

وأجرى ترامب الاثنين اتصالات مع كل من الرئيس الصيني ورئيس الوزراء الياباني.

واعتبر شيا كوتون الخبير في مركز جيمس مارتن للدراسات حول منع انتشار السلاح النووي ومقره الولايات المتحدة، أن إطلاق الصاروخ الجديد كان بمناسبة العيد الوطني الأميركي.

وقال الخبير عبر "تويتر": "لقد حل الرابع من تموز/ يوليو في كوريا الشمالية. أعتقد أنهم يطلقون اليوم ألعابا نارية في هذه المناسبة".

وتنشر واشنطن التي تضمن أمن كوريا الجنوبية، أكثر من 28 ألف جندي في البلاد للتصدي لخطر جارتها الشيوعية في الشمال التي تكثف تجاربها الصاروخية، وقامت بخمسة تجارب منذ تنصيب مون في 10 أيار/ مايو.

وأطلق آخر صاروخ كوري شمالي في 8 حزيران/ يونيو.