ملفات وتقارير

العادلي سجل مكالمات السيسي.. ومحاميه: لا صفقة معه (شاهد)

العادلي- الأناضول
كشف الإعلامي وائل الإبراشي أن رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي أراه، وآخرين، كيف أن وزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلي، كان يسجل المكالمات الهاتفية لأعضاء المجلس العسكري إبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، في وقت أكد فيه محامي العادلي أنه لا صفقة مع السيسي، وأن العادلي سيحضر جلسة محاكمته الثلاثاء، التي تشهد تقديم استشكال على الحكم الصادر بسجنه سبع سنوات.

وحددت محكمة استئناف القاهرة جلسة اليوم، الثلاثاء، لنظر الاستشكال الذي يطالب بوقف تنفيذ الحكم الصادر من محكمة جنايات القاهرة في 15 نيسان/ أبريل الماضي، بمعاقبة العادلي وآخرين بالسجن المشدد سبع سنوات، في اتهامهم بالاستيلاء، وتسهيل الاستيلاء، على المال العام بوزارة الداخلية، مع إلزامهم برد 195 مليونا و936 ألف جنيه، وتغريمهم مبلغا مماثلا.

وبرغم مرور شهر كامل على صدور الحكم، إلا أنه لم يتم القبض على العادلي، الذي هرب من الإقامة الجبرية المفروضة عليه في بيته، وسط تساؤلات شغلت الرأي العام عن مكان وجوده في الفترة الماضية.

ماذا قال السيسي عن العادلي؟

وفي برنامجه "العاشرة مساء"، بفضائية "دريم"، مساء الاثنين، وتحت عنوان: "هل هناك علاقة بين اختفاء حبيب العادلي وتسجيل المكالمات لقادة الجيش؟"، قال الإبراشي إنه بعد الثورة (25 يناير 2011)، نظم المجلس العسكري عددا من الجلسات مع البعض، وكان الفريق السيسي وقتها مديرا للمخابرات الحربية، وقد أطلعنا على نص تسجيلات الشرطة، يعني أن حبيب العادلي كان يسجل للقادة العسكريين، وهذا ما كان يؤلم أعضاء المجلس العسكري جدا".

وأضاف الإبراشي: "شوف القوات المسلحة لما يتسجل لها.. طيب المواطن العادي يحصل ليه إيه؟".
وأشار إلى أن السيسي "أطلعنا على نماذج بسرعة.. أنه: كيف كان يتم التسجيل لقادة الجيش من قبل وزارة الداخلية، وهذا ما سبَّب لهم آلاما شديدة جدا؛ لأن التسجيل بيأخذ الحياة كلها.. الخاص والعام، كلها"، مضيفا أن "الموقف كان بهذا الشكل".

وتساءل الإبراشي: "هل يتم إقحام اسم السيسي في ذلك (أي قضية العادلي)؟ وأجاب: "لا أعتقد". وأضاف: "هنا السؤال حول الجهة الأمنية المكلفة بتنفيذ قرار المحكمة بالتحفظ على العادلي في منزله"، مؤكدا أنها وزارة الداخلية.

وتساءل: "من المسؤول هنا (هروب العادلي)؟ مشددا على أنه لا بد من محاسبة ومساءلة المسؤول والمقصر.


محاميه: يسلم نفسه ولا صفقة مع السيسي

لكن محامي العادلي، محمد الجندي، نفى أن يكون السيسي عقد صفقة مع العادلي ليتم تهريبه من البلاد، مؤكدا أن السيسي لا علاقة له بالأمر.

وأضاف، في مداخلة مع الإبراشي، أن موكله سيحضر جلسة المحاكمة المقررة اليوم الثلاثاء؛ لتقديم استشكال على الحكم بحبسه، لكنه يطلب نقله للمحكمة بطائرة خاصة؛ نظرا لإصابته بذبحة صدرية، مشيرا إلى أنه سيتم نقله بسيارة إسعاف طبية، رفقة فريق طبي؛ بسبب المرض الذي ألمّ به في الفترة الأخيرة.

وشارحا أنه سيذهب صباح الثلاثاء لمقر محكمة جنايات القاهرة لتقديم الاستشكال، قال: "لا أتعامل معه (العادلي) بشكل مباشر، لكن ما لديَّ من معلومات أنه يعاني من ظروف صحية صعبة قد تمنعه من الحركة، إلا أن موكلي لم ولن يهرب خارج مصر".

واستكمل تصريحاته بأن الأمر قد يتطلب نقل العادلي للمستشفى، حال استمرار حبسه في القضية، والعثور عليه أو وجوده في المحكمة، وذلك لحين تماثله للشفاء.

وكشف أن السعودية عرضت على العادلي، بعد اندلاع ثورة 25 يناير 2011، القدوم إليها، ومنحة جنسيتها، فضلا عن دول عربية أخرى عرضت عليه ذلك أيضا، لكنه رفض التخلي عن الجنسية المصرية والهرب إلى خارج البلاد، وفق قوله.

وعن سيناريو محاكمة الثلاثاء، قال إن الأمر يسير في اتجاهين؛ الأول الرفض، ومن ثم يستلزم الأمر تسليم العادلي نفسه للأجهزة الأمنية لتنفيذ الحكم الصادر بحبسه، والثاني قبول الاستشكال، ومن ثم يتم وقف تنفيذ الحكم لحين الفصل في الطعن، ويظل العادلي متحفظا عليه بمقر إقامته الجبرية، وفقا للحكم القضائي.




النيابة: لم نتسلم إخطارا بهروبه

وفي تعزيز لأقوال محاميه، قال مصدر قضائي، بحسب صحيفة "الوطن"، الثلاثاء، إن نيابة وسط القاهرة أرسلت الصيغة التنفيذية الخاصة بالحكم القضائي الصادر بحق العادلي، وإن دور النيابة العامة ينتهي عند إخطار الداخلية بضبط المتهم وإحضاره، وإن النيابة لم تتسلم أي إخطار رسمي من الداخلية يفيد بهروبه.

وكانت أنباء ترددت حول إرسال وزارة الداخلية خطابا رسميا إلى نيابة وسط القاهرة الكلية، يفيد بهروب العادلي، وعدم وجوده في منزله بمدينة 6 أكتوبر، لتنفيذ الحكم الصادر ضده.

وكَلَّفَت النيابة، في وقت سابق، الأجهزة الأمنية بقطاع تنفيذ الأحكام في وزارة الداخلية، بسرعة القبض على وزير الداخلية الأسبق؛ لتنفيذ الحكم الصادر ضده في قضية "الاستيلاء على المال العام".

فقيه دستوري: "كوميديا سوداء"

من جهته، استنكر الفقيه الدستوري، الدكتور نور فرحات، واقعة هروب العادلي من محل إقامته، في حين صدر في حقه حكم بالسجن المشدد سبع سنوات.

وكتب عبر حسابه بموقع "فيسبوك": "لميس الحديدي: الداخلية أخطرت النيابة العامة أن وزيرها السابق حبيب العادلي المحكوم عليه بالسجن هرب وجار البحث عنه.. وقد صرح محاميه بأنه سيحضر الثلاثاء في سيارة إسعاف. (هل سيتم نقله بالطائرة إياها على السرير الطبي إياه؟).. الكوميديا السوداء في اللادولة أو الطابونة.. الحساب بيجمع"، حسبما قال.