سياسة عربية

مصادرة صحيفة مصرية طالبت بمحاسبة وزير الداخلية (صورة)

مصادرة الصحيفة تحدث للمرة الأولى- أ ف ب
مصادرة الصحيفة تحدث للمرة الأولى- أ ف ب
صادرت السلطات المصرية، عدد الاثنين، من جريدة "البوابة"، الموالية لها، لدى طباعتها بمطابع مؤسسة "الأهرام"، مساء الأحد، بسبب مطالبتها بمحاسبة وزير الداخلية، اللواء مجدي عبد الغفار، عن التقصير في منع تفجيري كنيستي مار مرقس بالإسكندرية، ومارجرجس بالغربية، الأحد، في وقت أعلن فيه نقيب الصحفيين، عبد المحسن سلامة، وآخرون، رفضهم الشديد لقرار مصادرة الصحيفة.

موقف "البوابة"

ومن جهتها، أعربت صحيفة "البوابة"، المشتبه بتمويل الإمارات لها، عن تفاجؤها من مصادرة عددها من قبل الرقيب في المطبعة، مشيرة إلى أن هذه المصادرة، تحدث للمرة الأولى من عمرها.

وأضافت في بيان أصدرته مساء الأحد: "موقفنا تجاه ما حدث، من تفجير لكنيستي مارجرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية، أعلنّا صراحة، وهذا رأينا، أن هناك تقصيرا يستوجب محاسبة المقصرين، وتغيير الاستراتيجية الأمنية المُتَّبعة حاليا في مواجهة الإرهاب".

وأردفت: "قلنا كلمتنا بصراحة واضعين أمن وسلامة الوطن أمام أعيننا، ونحن إذ نؤكد ثبات موقفنا الوطني، وهدفنا هو مصر، وليس أي شيء آخر، نُعلن وبكل وضوح استهجاننا الشديد لفكرة المصادرة، ونسعى لاستقرار الوطن وسلامة أراضيه"، حسبما قالت.

ويرأس مجلسي إدارة وتحرير جريدة "البوابة"، الصحفي عبد الرحيم علي، المقرب من أجهزة الدولة، وعضو "مجلس نواب ما بعد الانقلاب".

وفي الصفحة الأولى من العدد المُتحفظ عليه، كتب "علي" مقالا بعنوان "تغيير الاستراتيجيات الأمنية بات واجب اللحظة"، قائلا: "لقد تجاوز وزير الداخلية كل الخطوط، فما حدث بالأمس، وبكلمات واضحة صريحة، إهمال أمني جسيم، يستحق التوقف، وإعادة النظر في المنظومة الأمنية كافة".

وتساءل علي: "كيف يمكن لنا أن نتجاوز هذا العدد الكبير من الشهداء الذين سقطوا أمس (يقصد ضحايا التفجيرين) دون أي جريرة ارتكبوها سوى أنهم يؤيدون الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويقفون خلف الدولة المصرية؟".

واعتبر علي أن "التقصير الأمني الذي حدث في طنطا والإسكندرية لا يتحمل مسؤوليته ضباط وجنود الشرطة الذين يواجهون الإرهاب في الشارع بكل شجاعة، إنما يتحمل مسؤوليته المسؤولون عن وضع الخطط الاستراتيجية في المؤسسة الأمنية المصرية، وفي مقدمتهم وزير الداخلية"، على حد قوله.

غضب صحفي من المصادرة

وكرد فعل على المصادرة، ساد الغضب في الوسط الصحفي المصري، وأجمع مؤيدو السلطات ومعارضوها، وسط الصحفيين المصريين، على رفض القرار.

وأكد نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة رفضه التام لمصادرة الجريدة، مشيرا إلى أن مصادرة أية جريدة ليس هو الحل على الإطلاق.

وقال، في تصريحات نقلتها "البوابة" إن "جموع الصحفيين تعي الظرف الحرج الذي تمر به مصر"؛ مطالبا وسائل الإعلام بمراعاة الظروف الاستثنائية، والحرب التي تشنها الدولة على الإرهاب، وفق تعبيره.

أما الصحفي المعارض أبو المعاطي السندوبي، فكتب عبر "فيسبوك"، قائلا إن "مصادرة صحيفة "البوابة" بسبب مطالبتها بمحاكمة وزير الداخلية على إهماله في حماية أرواح أهلنا الأقباط هو عمل إرهابي تمارسه الدولة ضد حرية الصحافة والصحفيين"، متسائلا: "أين نقيب الصحفيين؟ وأين مجلس نقابة الصحفيين؟".

وشدد السندوبي على ضرورة إعلان موقف واضح وصريح ضد مصادرة الجريدة، مشيرا إلى أن "الصمت ليس له غير معنى واحد، هو أن النقيب ومجلس النقابة شريك للدولة في جريمة العدوان على حرية الصحافة"، على حد قوله.

وتابع: "الدولة التي تتشطر على الصحفيين، وتخيب فى مواجهة الإرهابيين.. ليست دولة"، حسبما قال.
ومن جهته، اعتبر الكاتب الصحفي أحمد عبد العزيز، أن "المصادرة أسهل الطرق"، فيما استنكر عضو مجلس إدارة نقابة الصحفيين، جمال عبدالرحيم، قرار المصادرة.

وقال عبر "فيسبوك": "مصادرة جريدة "البوابة".. طالبت بإقالة وزير الداخلية.. بس خلاص".

ماذا قالت "البوابة"؟

وخرجت صحيفة البوابة، في عددها المصادَر، الذي تم فرم ما طُبع من نسخه في المطبعة، بمانشيت عريض يقول: "يوم أسود في تاريخ مصر".

وتحت المانشيت صورة للسيسي بعنوان يتساءل: "متى تشفي غليلنا؟"، وقيل تحته: "قتلوهم لأنهم أهلك يا سيادة الرئيس، لأنهم أحبوك".

وجاء في الناحية المقابلة لصورة السيسي، صورة لوزير الداخلية، وأسفلها عبارة: "حاسبوه قبل أن تُحاسبوا".

بينما نشرت الصحيفة صورة البابا تواضروس، وإلى جواره عنوان يقول: "لا تحزن.. الرب معك".


التعليقات (0)