حقوق وحريات

هكذا حولت الصين قلب منطقة "الويغور" المسلمة لثكنة عسكرية

تتعرض أقلية الويغور المسلمة لاضطهاد وقمع السلطات في الصين- جيتي
تتعرض أقلية الويغور المسلمة لاضطهاد وقمع السلطات في الصين- جيتي
تتذرع الصين بمكافحة الإرهاب للتضييق على أقلية الويغور المسلمة، في إقليمهم الصغير، وحولت مناطقهم إلى ثكنة عسكرية.

وتقوم الشرطة الصينية بعمل تدريبات إجبارية لمكافحة الإرهاب، وتسلح أصحاب المحال ليقاوموا مهاجمين يفترض أنهم يحملون أسلحة بيضاء. 

وتدوي صفارات الإنذار ثلاث مرات يوميا في شوارع مدينة كاشغر التي تقع على طريق الحرير القديم، فيهرع أصحاب المحال من متاجرهم ملوحين بهراوات خشبية منحتها لهم الحكومة.

وتطوق عربات تابعة للشرطة وقوات الأمن المنطقة، فيما يدوي صوت الإنذار.

وتدعي الصين أنها تواجه تهديدا خطيرا من "إسلاميين متطرفين" في تلك المنطقة النائية من شينجيانغ، غرب البلاد. 

وتتهم بكين "انفصاليين" من الأقلية الويغور المسلمة بتأجيج التوترات مع الأغلبية من عرقية هان الصينية، وتزعم تآمرهم لشن هجمات في مناطق أخرى من البلاد.

وتقول وسائل إعلام حكومية إن التدريبات وإجراءات أخرى مثل إنشاء شبكة من آلاف مواقع الشرطة الجديدة في زوايا الشوارع، تهدف إلى إشاعة الشعور بالمزيد من الأمن لدى الجميع.

لكن الكثير من السكان يقولون إن تلك التدريبات ما هي إلا جزء من عملية أمنية قمعية تصاعدت وتيرتها في كاشغر، ومدن أخرى في قلب منطقة الويغور، في شينجيانغ، خلال الأشهر الماضية.

إخضاع المسلمين لـ"مراقبة جماعية"

وبالإضافة إلى المشاركة في التدريبات، فإنه يتعين على أصحاب المتاجر تركيب أبواب أمنية لا تفتح إلا بكلمة سر، وأزرار لاستدعاء قوات الأمن بسرعة وقت الطوارئ، وكاميرات مراقبة ليس لتصوير ما يجري في الشارع فحسب، لكن أيضا ما يجري داخل متاجرهم، وترسل بثا مباشرا للشرطة، وكل ذلك على نفقتهم الخاصة.

وبالنسبة للويغور، فالأمر لا يتعلق بالأمن، بل بالمراقبة الجماعية، وفق ما يقوله مالك شركة للوسائط المتعددة عبر الإنترنت، المواجهة لأحد الشوارع الرئيسة في كاشغر.

وقال صاحب الشركة الذي طلب عدم ذكر اسمه، خوفا من تعرضه لأذى السلطات: "ليس لدينا خصوصية.. يريدون أن يروا كل ما نفعل".

وزعم مصدر أمني صيني، بعد أن طلب عدم ذكر اسمه، أن الإجراءات الأمنية الجديدة في شينجيانغ ليس لها دوافع سياسية، لكنها قائمة على تطورات ومعلومات مخابراتية جديدة. وأحجم عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

وتمتنع حكومة شينجيانغ ومكتب معلومات مجلس الدولة عن التعليق، ولكن الحكومة تنفي بشكل روتيني انتهاج سياسات قمعية في شينجيانغ، رغم خطواتها الأمنية الأخيرة.

إجبار الويغور على رفع العلم

ويقوم الحزب الشيوعي بحربه الخاصة على "الإرهاب"، وفي شينجيانغ يمكن رؤية ذلك خلال مراسم رفع العلم الأسبوعية التي يُجبر عليها الويغور للتعهد بالولاء تحت العلم الصيني. 

وخلال إحدى هذه المراسم في هوتان، وهي بلدة تقع على طريق الحرير على بعد 500 كيلومتر جنوبي شرقي كاشغر، دخل أكثر من ألف شخص ملعب كرة سلة مفتوحا، حيث فحص مسؤولون بالحزب أسماءهم في لائحة حضور، وفتشوا ثيابهم، وتحققوا من مظهرهم، بشكل يثير تساؤلات حول حقوق الإنسان.

خلع الحجاب ومكافأة مالية للواشين

وقالت مسؤولة وهي تنزع حجابا ارتدته امرأة من الويغور في منتصف العمر: "من الأفضل لك أن تنزعي هذا، وإلا أرسلتك لإعادة التعليم".

وتقدم سلطات هوتان مكافأة قدرها 2000 يوان (290 دولارا) لمن يبلغ عن "تغطية الوجوه والعباءات والشبان ذوي اللحى الطويلة"، أو أي ملابس دينية معروفة أخرى لدى المسلمين، في إطار نظام تحفيز أوسع نطاقا للواشين بالمسلمين.

اقرأ أيضا: الصين تضيّق أكثر على مسلميها.. لا نقاب ولا لحى وقيود أخرى

ووافق المشرعون في شينجيانغ هذا الأسبوع على تشريع يمدد الحظر على إطالة اللحى "بشكل غير طبيعي"، وارتداء الحجاب في الأماكن العامة في جميع أنحاء الإقليم. ودخلت اللوائح الجديدة حيز التنفيذ السبت الماضي.

التجسس على السكان

ومسؤول تدريبات مكافحة الإرهاب وغيرها من الإجراءات الجديدة في شينجيانغ يدعى "تشن كوانغو"، تم تعيينه رئيسا للحزب الشيوعي في الإقليم في آب/ أغسطس الماضي، فيما وصفه محللون بأنه تأييد ضمني لإدارته الصارمة والقمعية للصراع العرقي في التبت.

ووضع تشن بصمته سريعا، وكانت واحدة من أبرز مبادراته بناء الآلاف مما وصفته السلطات بمراكز الشرطة "المريحة" في جميع أنحاء شينجيانغ، وتعيين نحو 30 ألف ضابط جديد لإدارتها.

وتوجد هذه المراكز في كل تقاطع تقريبا في كاشغر، وعادة ما تفصل بينها مئات الأمتار، فيما وصفه تشن بأنه نظام "إدارة اجتماعية بشكل شبكي" كان هو أول من وضعه في التبت.

وتقول جماعات حقوقية إن الهدف الحقيقي لمراكز الشرطة هذه هو التجسس على السكان.

اقرأ أيضا: الشرطة الصينية تقتل 3 أشخاص بموطن أقلية الويغور المسلمة

ويمكن ملاحظة أجهزة كشف المعادن وأجهزة الفحص الأمني، الشبيهة بتلك الموجودة في المطارات، منتشرة في أماكن عامة رئيسة بما في ذلك مسجد عيد غا في كاشغر، ومتاجر ومراكز تجارية وفنادق.

وتفحص الشرطة أوراق المارة، علاوة على هواتفهم بشكل دوري، وتقحم نفسها بخصوصيات السكان، وتفتش أي محادثات تجري عبر "تلجرام" أو "واتساب" أو "تويتر". 

وجرى تخفيض سرعة الإنترنت من الجيل الرابع إلى الجيل الثالث في تلك المناطق.

وقال رجل من الويغور في كاشغر: "ربما يكون هناك أشخاص يثيرون المشكلات، لكن بقيتنا وعددنا 10 ملايين يدفعون الثمن".
التعليقات (1)
مصري
الإثنين، 03-04-2017 05:55 م
اللهم عليك باعداء الدين و خاصا المنافقين ، اللهم احصهم عددا و أقتلهم بددا و لا تغادر منهم أحدا ، اللهم أمين ياجبار يا منتقم .

خبر عاجل