مقالات مختارة

لماذا لا نعول كثيرا على زيارة السيسي لواشنطن؟

جمال سلطان
1300x600
1300x600
لا أعول كثيرا على نتائج زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لأمريكا اليوم، ولا أظن أني وحدي في ذلك، بل لاحظت أن وهج تلك الزيارة لدى أنصار السيسي نفسه أقل كثيرا مما كان يحدث سابقا، واختفى الحديث عن "الزيارة التاريخية"، خاصة وأن المعلن عن الزيارة غامض، ولا يحمل أي ملفات محددة أو واضحة، أو تحظى بأهمية استراتيجية لمصر، كما أن الرئيس المصري ـ وهذا هو الأهم ـ لا يحمل في يده، وهو يلتقي ترامب أي أوراق ذات قيمة كبيرة لدى صانع القرار الأمريكي.

الملفان الأساسيان اللذان يهتم بهما السيسي في زيارته هما: الاقتصاد والإرهاب، وفي كلا الحالتين لا يوجد أي مشترك كاف بين الجانبين، فلا التصنيف الأمريكي للإرهاب يتماهى مع الرؤية المصرية، وخاصة في موضوع الإخوان، ولا الأولوية الأمريكية لتنشيط الداخل وتوفير فرص عمل للأمريكيين تحفل بهموم مصر ورئيسها الاقتصادية، فضلا عن أن تكون مستعدة لمساعدته في ذلك، فترامب منذ مجيئه وهو يتعامل كتاجر يبحث في مجال التصدير ونقل النشاطات الصناعية لبلاده لتوفير فرص عمل لمواطنيه، هذا فضلا عن سمة التردد الواضحة على إدارة ترامب في قراراتها على مختلف الأصعدة، بل وتراجعها عن قراراتها أو تعديلها باستمرار، سواء في الشأن الداخلي أو في الشؤون الدولية، وموقفها المرتبك والغامض من الملفات التركية والإيرانية والسورية والليبية واضح بما يكفي.

واشنطن استبقت زيارة السيسي بالإعلان عن تجميد فكرة تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، وهو الأمر الذي مثل صدمة كبيرة؛ لأن الإدارة المصرية كانت تحتفل مبكرا جدا بهذا القرار وأنه شبه مفروغ منه، وأن ترامب هو حليف السيسي في حربه على الإخوان، كما أن الحديث في واشنطن يدور حول المعونة العسكرية لمصر، وليس أي شيء آخر، وبالنظر إلى أن مشكلة مصر الآن ليست عسكرية من أي وجه، خاصة أن البلد لا تتعرض لأي تهديد بحرب تقليدية واسعة من أي جار، ولسنوات طويلة مقبلة، وإنما معارك صغيرة مع تنظيمات إرهابية محصورة في مساحات صغيرة من الأرض، وسط تفوق تسليحي هائل للجيش، وإنما الدعم الذي تبحث عنه مصر ويمثل إنقاذا حقيقيا هو الدعم الاقتصادي، وهو ما لم تقدمه ولا حتى وعدت به الإدارة الأمريكية الجديدة.

السيسي في رحلته سوف يتحدث لوسائل الإعلام كما يلتقي رجال أعمال ومستثمرين، والإعلام الوحيد الذي يحتفي به هناك الآن هو إعلام اليمين المتطرف المعادي للعرب والمسلمين، وقد حجزت قناة "فوكس" رأس حربة هذا الجناح موعدها في لقاء مع الرئيس المصري، وبالنظر إلى أن غالبية الإعلام الأمريكي في خندق الصراع المرير مع ترامب وإدارته وأسلوبه وحلفائه، فلك أن تتصور نظرتهم للسيسي الذي يقدم نفسه كحليف وصديق حميم لترامب.

وبخصوص رجال الأعمال، فما الذي عسانا نقدمه لهم الآن، وإذا كان رجال الأعمال المصريون يعانون ويضجرون بالشكوى من العقبات الإدارية والقانونية والبنكية والمخاوف على كل الصعد، فما هو المغري للخواجات لكي يغامروا بأموالهم هنا، وكذلك توسع السلطة هنا في تسييس العلاقة مع رجال الأعمال وإخضاعها لموازين وحسابات ولائية وليست اقتصادية أو علمية، هو توجه يقلق أي مستثمر محلي أو أجنبي، هذا فضلا عن فوضى القرارات الاقتصادية في مصر طوال الأعوام الثلاثة الماضية، ودخول الدولة في مشروعات ضخمة دون أي دراسات جدوى حقيقية، واختلاط الأهداف المعنوية والسياسية مع منطق الجدوى الاقتصادية مما تسبب في تجميد مشروعات وإلغاء أخرى عمليا، واضطراب الرؤية حتى لدى المواطن العادي فيما يمكن أن يحدث غدا.

ملف واحد سيكون المحور الأهم في تلك الزيارة من المنظور الأمريكي، وهو الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي"، فشعار ترامب الأعلى طوال مشواره الانتخابي وبعد نجاحه هو التخطيط لفرض سيادة "إسرائيل" على كل جيرانها، وضمان تفوقها الشامل في جميع المجالات العسكرية وغيرها، وفي هذا الإطار وحده سيكون لقاء السيسي / ترامب.

المصريون المصرية
1
التعليقات (1)
على الالفى
الإثنين، 03-04-2017 11:51 ص
السيسى يعلم جيدا انه لن ياتى من امريكا باى شىء يفيد البلد ولكن المهم عند . اللقطه التى سياءخذها بجانب ترامب داخل البيت الابيض. وكذلك مسانده ترامب له فى حربه على المصريين بحجة الارهاب