سياسة عربية

مواقف متباينة لحكومة الوفاق الليبية بخصوص حرب الهلال النفطي

فائز السراج
فائز السراج
تباينت مواقف أعضاء مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني الليبي، من أزمة سيطرة قوات سرايا الدفاع عن بنغازي، على أغلب منطقة الهلال النفطي منذ الجمعة الماضية، وطرد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر منها.

فرحب عضو مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني محمد عماري زايد، بإعلان سرايا الدفاع عن بنغازي، استعدادها تسليم موانئ الهلال النفطي، لحكومة الوفاق الوطني.

وقال عماري في بيان له "الأحد": إن حكومة الوفاق الوطني مستعدة لاستلام موانئ الهلال النفطي، وإنها "لن تدخر جهدا في حسن استلام المنشآت النفطية وإدارتها، والحفاظ عليها، لما تشكله من أهمية للاقتصاد الوطني".

وأعرب عضو مجلس رئاسة حكومة الوفاق عن دعمه لمن سماهم "ثوار ليبيا" في كل مكان، وأنهم صمام الأمان لضمان عدم عودة النظام السابق، أو صوره المستنسخة من الانقلابات العسكرية.

ودعا عماري، ثوار ليبيا، إلى الhندماج في مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية، ونبذ الاقتتال الداخلي، ورفض أي شكل من أشكال الإرهاب.

فيما وقّع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج بيانا باسم المجلس الرئاسي، رفض فيه التصعيد العسكري في منطقة الهلال النفطي وسط ليبيا، موضحا أنه لم يصدر أي أوامر أو تعليمات لأي قوة بالتحرك نحو المنطقة.

وقال السراج في البيان الموقع باسم الرئاسي الجمعة الماضية، إن التصعيد العسكري في منطقة الهلال النفطي يتزامن بطريقة مشبوهه مع جهود المصالحة وتوحيد الصفوف، التي يقودها الرئاسي منذ فترة.

وأوضح رئيس المجلس الرئاسي أن النفط الليبي هو ملك كل الشعب، ومصدر رزقه الوحيد، ولا مجال لإدخاله في دائرة الصراع السياسي بين الأطراف الليبية؛ محذرا من أن الحكومة لن تقف عاجزة عن الذين يحاولون تقويض اتفاق الصخيرات السياسي وعرقلة تنفيذه، وأن مثل هذا الهجوم يحبط آمال الشعب الليبي في إقرار السلام وحقن الدماء.

بينما طالبت وزراة الدفاع في حكومة الوفاق الوطني، قوات المرتزقة من المعارضة التشادية والسودانية، الداعمة للواء المتقاعد خليفة حفتر، بالانسحاب من منطقة الهلال النفطي، وكامل التراب الليبي. مؤكدة أنها ستشكل قوة لفك الاشتباك بين أطراف الصراع في الهلال النفطي، بهدف المحافظة على قوت الليبيين.

بينما هدد نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني علي القطراني، الموالي لعملية الكرامة، المتورطين في الهجوم على الهلال النفطي، بالمساءلة القانونية، مستغربا من صمت المجتمع الدولي، على هجوم جماعات "متطرفة" على مصدر رزق الليبيين الوحيد.

البرلمان يصعد

وفي السياق ذاته، صعّد مجلس النواب الليبي في طبرق من خطابه ضد سيطرة قوات سرايا الدفاع على الهلال النفطي، وذلك بارتفاع عدد أعضائه الموقعين على مقاطعة الحوار السياسي، والتفاوض بشأن تعديله من ستة وثلاثين، إلى ثلاثة وسبعين نائبا.

وطالب بيان أعضاء البرلمان، أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني"علي القطراني" و "فتحي المجبري" و "عمر الأسود" بالانسحاب الفوري، وتقديم استقالتهم من المجلس الرئاسي.
واتهم بيان أعضاء مجلس النواب، دولتي قطر وتركيا بالضلوع في دعم قوات سرايا الدفاع عن بنغازي، في الهجوم على مرافئ النفط شرق البلاد.

وهو ما نفته السفارة التركية في العاصمة الليبية، معلنة أن سياسة تركيا الخارجية لا تعترف إلا بالمؤسسات الناشئة عن اتفاق الصخيرات السياسي، وأنها مستعدة للتعاون مع مجلس النواب، ضمن هذا السياق.

يذكر أن قوات سر ايا الدفاع عن بنغازي سيطرت منذ الجمعة الماضية على الهلال النفطي شرق ليبيا، وافتكته من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر التي دخلته في سبتمبر/أيلول العام الماضي.
التعليقات (0)

خبر عاجل