قضايا وآراء

و آه يا برادعي!

حمزة زوبع
1300x600
1300x600
قبل قرابة ثماني سنوات وتحديدا في 9 كانون الأول/ ديسمبر 2009  كتبت مقالا بعنوان  "البرادعي جالكو خبوا عيالكو" في موقع اليوم السابع الذي تحول منذ ما قبل 30/6 إلى وكر من أوكار المخابرات الحربية انتقدت فيه الحملة الضارية التي شنها إعلام النظام على الرجل لمجرد تسريب يفيد بأنه قد يرشح نفسه منافسا للمخلوع حسني مبارك، يومها قلت إنني قد لا أمنحه صوتي لو ترشح لكنني معه في مواجهة الحملة التي يتعرض لها من إعلام مبارك.

اليوم وكأن التاريخ يعيد نفسه وبمجرد أن أعلنت إحدى القنوات العربية أنها ستستضيف البرادعي على حلقات متتالية  قامت الدنيا ولم تقعد، وضرب قوم السيسي أخماسا في أسداس وأرباعا في أخماس خوفا مما قد يجلبه عليهم البرادعي من مخاطر كانوا يعتقدون أنهم تخلصوا منها خلال الثلاث سنوات والنصف الماضية والتي تميزت بالصمت (البرادعاوي) اللهم إلا قليل من التلميح تارة والتصريح تارة بأن ما حدث انقلاب وهذا في حد ذاته جيد.

الأسئلة المحورية في مسألة عودة ظهور البرادعي الموسمية يمكن اختصارها في سؤال واحد وهو لماذا الآن؟ وهو السؤال الذي يتفرع منه اسئلة عديدة من عينة هل يناير شهر أو موسم شحن بطاقات الثورات؟ وهل تم منح البرادعي كلمة شرف بعدم تعرض النظام له والتخلص منه مثلا؟ وهل بمقدور البرادعي الآن تغيير شئ في المعادلة على النحو الذي فعله قبل وأثناء يناير 2011 ؟ وهل أعادته للمشهد بمثابة العصا التي تلقف نضال وجهاد وتضحيات الاسلاميين وتعيدنا إلى ما قبل يناير 2011؟ يعني القفز على برلمان الثورة ودستورها ورئيسها المنتخب؟ أم أنها صحوة ضمير وأن لدى البرادعي شيئا ما مفيدا في قضايا تدين النظام وتفضحه وتحيله للمحكمة الدولية وهذا وحده كفيل بابراء ذمة الرجل من المساهمة في الانقلاب على الرئيس محمد مرسي وعلى الثورة ذاتها؟

معنيٌ أنا بالسؤال الأخير وعلى مدار حلقات من برنامجي "مع زوبع" طرحت نفس السؤال على محمد البرادعي خصوصا  بعد كل اطلالة صحفية أو تصريح أو تغريدة يتحدث فيها عما يجري الآن ويتحسس كلماته عند الحديث عما جرى بكل تفاصيله ، وقلت وأكرر أن لدى البرادعي كلمة السر في موضوع الانقلاب والمذابح واختطاف السيد الرئيس محمد مرسي، وأنه بمقدوره دعم ثورة مصر بل ودعم مصر نفسها إذا ما أفصح عن كل شئ وأودعه أمام المحاكم في فيينا - النمسا أو بلد آخر عضو في المحكمة الجنائية الدولية  وعلى سبيل المثال ما يلي:

1- هل ما جرى انقلاب عسكري متكامل تحت مظلة تظاهرات تم الاعداد لها سلفا ؟ قولا واحدا نعم أم لا؟

2- هل يفرق بين 30/6 و 3/7 أم أنه ادرك الآن أن ما جرى كله كان ترتيبا مسبقا من قبل القوات المسلحة أو أحد أفرعها؟

3- هل كان عبد الفتاح السيسي هو الرأس المدبر وحده لما جرى في 30/6 و 3/7؟ أم أن معه شركاء يمكن تقديمهم للمحاكمة مع السيسي بتهمة الخروج على الحاكم عبر تمرد مسلح ؟

4- هل نمى إلى علمه أن حركة تمرد كانت من نتاج افكار المخابرات الحربية وتعمل في ضوء توجيهات السيسي ؟ وهل يعتبرها شريكا في الهجوم وحملة الفوضى السابقة ل3/7 وما بعدها ؟ وهل يعتقد امكانية محاكمة رموز هذه الحركة؟

5- هل يعتقد أن السيسي مسؤول وحده أم معه شركاء عن  المجازر التي تمت بعد3/7 وحتى اليوم ؟ وهل يعتقد أنه وبحكم خبراته الدولية في القانون الدولي يستحق المحاكمة ؟ وهل هو مستعد للاداء بشهادته عن هذه المذابح.

6- هل يعتقد أن اخراج الرئيس مرسي من السلطة بهذه الطريقة - التي قال عنها إنها على غير ما اتفق عليه مع السيسي -عملا  مخالفا للدستور والقانون؟

7- هل يعتبر نفسه شريكا في  الانقلاب بموافقته على الظهور على المنصة مع السيسي يوم 3/7 وحين وافق على تولي منصب نائب رئيس الجمهورية بعد الانقلاب؟

8- هل يعقتد البرادعي بأنه أخطأ في المساهمة في دعم الخروج بطريقة غير شرعية على رئيس منتخب شرعيا؟ وهل هو مستعد للاعتذار للرئيس مرسي والاخوان ومعسكر رفض الانقلاب بمجمله عما ساهم فيه؟

10- هل يعترف البرادعي نفسه بأنه لم يكن جديرا بالقيادة وإن استطاع أن يحرك المياه الراكده في الواقع المصري إلا أنه أخطأ حين قرر الهروب بعد تنحي مبارك ، وأنه يعيد الخطأ اليوم باصراره على عدم الافصاح وبصراحة عما جرى ويجري.

هذه أسئلتي التي أكررها وسأظل أكررها، قد يغضب البعض قائلا "إن الرجل عمل اللي عليه واتكلم ومش لازم نضغط عليه "، وأقول القيادة لها ثمن والتاريخ لا يرحم الضعفاء ولا الجبناء ، والبرادعي الآن بيده مفتاح الصندوق الأسود للانقلاب وعليه أن يبرئ ذمته ، وينصف نفسه من صمته ، وهو حر آمن بعيد عن أيدي عصابة الانقلاب.

والبعض قد يرى أنه لا أمل في البرادعي خصوصا وأن تسريبات أمن الدولة المعروفة سلفا باسم "تسريبات الأمن الوطني" قد كشفت عن احتقار الرجل لكل رموز الثورة، وأنه كان في لهفة للتنسيق مع العسكر رغم أن المشاع كذبا وافتراء أن الإخوان هم الذين باعوا الثورة وخانوها إلى آخر طقم الاتهامات المسبوكة والمحبوكة والمصاغة في معامل الكلام التابعة للمخابرات الحربية التابعة للسيسي وشركائه.

إذا ثبتت صحة تسريبات احمد موسى فالبرادعي مدين باعتذار للاخوان وللثوار، والصف الثوري مدين باعادة الاعتبار للاخوان وللرئيس مرسي الآن وليس بعد قليل.
 
شتاء يناير القارس قد يتحول إلى كرة لهب.. أتمنى ألا يطفئها البعض بالقائه كرات الثلج عليها وهو يلهو ويلعب. 
التعليقات (0)