مقالات مختارة

سندفع ثمن مقتل السفير الروسي

عماد الدين حسين
1300x600
1300x600
المفاجأة المحزنة أننا في مصر سندفع ثمنا لمقتل السفير الروسي في تركيا يوم الثلاثاء قبل الماضي.

أحد كبار رجال الأعمال المصريين يقول: «للأسف حركة السياحة إلى مصر سوف تتأثر بدرجة أو بأخرى، بعملية اغتيال أندريه كارلوف على يد رجل أمن تركي أثناء حضوره معرضا فنيا في العاصمة أنقرة».

رجل الأعمال المصري يعرف سوق السياحة العالمية جيدا، وينتقل بين العواصم الدولية الكبرى الفاعلة في حركة السياحة الدولية. هو يقول «إن الناس في معظم بلدان العالم مش طايقة تبص في المسلمين وبلاد المسلمين ولا تريد أن تأتي إليهم».

هو التقى بكثيرين في الفترة الأخيرة خلال تنقلاته بين العواصم الكبرى، وهؤلاء قالوا له: «ما الذي يجبرنا على المجيء لبلادكم، ونحن نرى الدم والقتل والتفجير والدمار والخراب في كل مكان؟!.. لقد صرتم تفجرون المحال التجارية والطائرات والكنائس والمساجد وتقتلون الجميع من السائحين إلى المواطنين الأبرياء بصورة عشوائية».

لدى السائح الآتي من أوروبا وأمريكا وآسيا فإن كل هذه التفجيرات مرتبطة باسم الدين وباسم الإسلام، لا فرق كبيرا إذا وقعت في أنقرة أو القاهرة أو بغداد أو دمشق أو صنعاء أو سرت أو تونس أو أي عاصمة عربية وإسلامية أخرى.

في تقدير هذا الخبير السياحي الكبير فإن السائح الذى يأتي إلى المنطقة العربية والإسلامية الآن هو مجاهد ومغامر ينبغي أن ننحني له احتراما ونقف له إجلالا.

هو سمع من بعض الذين التقاهم في أوروبا وأمريكا مؤخرا حجة قوية تقول: «إذا كنتم تأتون إلى بلداننا وتفجرون المطارات، كما حدث في بروكسل أو الساحات العامة كما حدث في باريس أو تدهسون المواطنين الأبرياء كما حدث قبل أيام في برلين أو تفجرون الملاهي كما حدث في أورلاندو ــ فما الذي ستفعلونه بنا إذا جئنا إلى بلدانكم؟!.

السائح أو المواطن الأجنبي العادي قد لا يستطيع التفريق بين الإسلام والإرهاب. هو غير متخصص، لم يقرأ كتب التراث أو يتعمق في الإسلام ليدرك أن الإرهابيين والمتطرفين يشوهون الإسلام أكثر مما يفعل أعدى أعدائه، والعدد الأكبر من ضحاياهم وقتلاهم من المسلمين خصوصا الأبرياء.

انطباع المواطن الأجنبي العادي أن الإسلام صار دين القتل والإرهاب، وغالبية مواطنيه متطرفون، ونتيجة لهذا الفهم القاصر، فإن من يدفع الثمن لهذا الإرهاب هم المسلمون العاديون، ولذلك رأينا أمريكيا يقوم بقذف كوب شاي ساخن على وجه مسلمة أمريكية تجلس في كافيتيريا لمجرد أنها ترتدي حجابا. ورأينا ونرى مسلمين وعربا كثيرين يتم إنزالهم من الطائرات في أوروبا وأمريكا لمجرد أنهم تحدثوا باللغة العربية، التي صارت في نظر الكثيرين للأسف لغة الإرهاب.

بالطبع كل ما سبق غير صحيح، لكن كيف سنقنع الأجانب بعدم صحة ذلك؟.

الذي يصل إليهم بسرعة ويرونه على أرض الواقع هو القتل والإرهاب والعنف، فما الذي سيدفعهم للمجيء إلى بلداننا العربية والإسلامية؟

لسوء الحظ أيضا فإن هذه الأعمال الإرهابية لن تؤثر على تدفق حركة السياحة للمنطقة فقط، بل ستؤثر بعمق على حركة الاستثمارات الأجنبية التي يفترض أننا نراهن على تدفقها على مصر في الفترة المقبلة.

المستثمر الذى يأتي للمنطقة سيكون شاغله الأساسي بطبيعة الحال هو الربح، وسهولة إخراج أمواله وتحويلها. لكن يشغله أيضا عامل الأمان الشخصي له ولشركته والعاملين معه.

صحيح أن بعض رجال الأعمال يغامرون أحيانا ويستثمرون أموالهم الساخنة في مناطق صراعات واضطرابات كي يحصلوا على مكاسب خيالية، لكن هؤلاء يظلون هم الاستثناء وليسوا القاعدة.

للأسف الشديد نجح الإرهاب في تشويه صورة الإسلام والمسلمين والعرب بصورة لم يفلح فيها ألد أعداء الإسلام والعروبة، ولو دفعوا تريليونات الدولارات.

وبالتالي فإن الحل الوحيد هو حرب لا هوادة فيها ضد هؤلاء الذين سرقوا هذا الدين وشوهوه.. وفضح الذين راهنوا على إمكانية استفادتهم من رعاية الإرهاب والتطرف والتماس الأعذار له، ثم فوجئوا بأن «الوحش» الذى قاموا بتربيته، سوف يهاجمهم إن لم يكن اليوم فغدا.

(بوابة الشروق المصرية)
2
التعليقات (2)
Wael Eshhadeh
الأحد، 01-01-2017 12:58 ص
تقبر امك زعلت عسفير ومازعلت عل ملايين لقتلتون روسيا بصواريخا وجميع انواع اسلحتا انت لبدو شيل رئسك وامسال كل مخلوق اناني اقطاعي برجوازي اعما لنظر
عبدالله الطيب
السبت، 31-12-2016 08:38 م
ربما يكون ماقلته صحيح ولكنك تناسيت ان من خلق هؤلاء وشجعهم وساندهم بشكل غير مباشر هو نفسة الغرب .المنظمات الإرهابية بكل تنصيفاته صناعة غربية تمت صناعتها "بالرموت كنترول" لتدمير المجتمعات الإسلامية ومنعها من التطور . تماما كما تصنع مختبراتهم الفيروسات وتنشرها ثم تعلن أنها اكتشفت الدواء المناسب .لا الإسلام ولا المسلمون مسؤولون عن هذا القتل والدماء بل ابحث عن جنود الأعور الدجال في الغرب .