وصل قادة في
مليشيات الحشد الشعبي الشيعية العراقية إلى محافظة
الحسكة، بشمال شرق
سوريا، استعدادا لنقل عناصر من هذه المليشيات لتعزيز قوات النظام في هذه المنطقة.
من جهته، ذكر الناشط الإعلامي خالد خليفة، قادة المليشيات وصلوا عبر مطار
القامشلي، لإجراء مباحثات سرية مع مسؤولي النظام السوري، بهدف التحضير لمشاركة الحشد في معارك النظام ضد تنظيم الدولة في منطقة الجزيرة السورية.
وأضاف خليفة، في حديث لـ"
عربي21"، أن الغاية من هذه الزيارة تأتي ضمن إطار ترتيب دخول نحو ألفي عنصر من الحشد الشعبي العراقي خلال الأسابيع المقبلة إلى محافظة الحسكة، حيث من المتوقع أن يتركز وجودهم في منطقة جبل كوكب على أطراف المدينة، والتي ستكون منطلقا للعمليات العسكرية للنظام السوري والحشد الشعبي في منطقة الجزيرة السورية.
وبحسب خليفة، فإن الهدف الأساسي من دخول مليشيات الحشد الشعبي العراقي إلى الجزيرة السورية والمشاركة في المعارك ضد تنظيم الدولة، وبشكل منفصل عن المليشيات العراقية الأخرى الموالية للأسد في شمال سوريا، سيكون من أجل الهيمنة مستقبلا على الحدود السورية العراقية.
وكان المتحدث الرسمي باسم "هيئة الحشد الشعبي" أحمد الأسدي، قد أعلن في وقت سابق أن قواته تعتزم عبور الحدود إلى سوريا للقتال مع قوات نظام بشار الأسد بعد طرد مقاتلي تنظيم الدولة من العراق.
أما مستشار الأمن الوطني في الحكومة العراقية، رئيس "هيئة الحشد الشعبي"، فالح الفياض، فقد رجح دخول قوات الحشد الشعبي للأراضي السورية بعد "تحرير" الموصل، لملاحقة عناصر تنظيم الدولة بسبب تشارك العراق وسوريا بحدود واسعة.
كما أعلن هادي العامري، الأمين العام لـمنظمة بدر والقيادي في الحشد الشعبي، أن الحشد تلقى دعوة من رئيس النظام السوري بشار الأسد لدخول سورية بعد "تحرير" الموصل من تنظيم الدولة، على حد قوله.
لكن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أعلن الأربعاء رفضه مشاركة مليشيات الحشد في القتال في سوريا، وقال إن قانون الحشد الذي يضع هذه المليشيات ضمن الجيش العراقي؛ يفرض عليها الالتزام بأوامر رئيس الوزراء باعتباره القائد العام للقوات المسلحة. كما تحدث عن رفضه للتدخل في دول الجوار، لكنه لم يقم بإدانة ما تقوم به المليشيات الراقية في سوريا، مكتفيا بأنها لن تكون تحت مظلة الحشد.
وفي هذا السياق، قال الناشط السياسي السوري، عمار مطرود، في حديث خاص لـ"
عربي21"، إن "دعم المليشيات الطائفية للنظام السوري ليس جديدا، وهو موقف ثابت بالنسبة لها وتكرر في أكثر من منطقة سورية، ويقوم على أساس طائفي بحت، لأن هذه المليشيات تحكمها جهة واحدة وسياسة واحدة".
ورجح مطرود أن يكون دخول مليشيات الحشد الشعبي العراقي إلى منطقة الجزيرة السورية؛ جاء بطلب من النظام السوري بعد تعاظم دور حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)، نتيجة الضعف التدريجي للنظام وخسائر قواته التي مني بها خلال السنوات الماضية، وتقليص المساحات التي كان يسيطر عليها لصالح الحزب، مع تنامي قوة هذا الحزب، ما دفع النظام للاستعانة بمليشيات الحشد الشعبي، الأمر الذي من شأنه أن يقلب موازن القوى في منطقة الجزيرة لصالح نظام الأسد، وفق تقديره.
يشار إلى أن قوات الحشد الشعبي تتكون من عدة مليشيات عراقية شيعية أبرزها فيلق بدر وحزب الله العراقي وعصائب أهل الحق، ويقاتل العديد من عناصر تلك المليشيات إلى جانب قوات النظام السوري ضد فصائل المعارضة السورية في مدينة حلب، بشمال سوريا، وريف دمشق، بشكل خاص.