مقابلات

قيادي بدرع الفرات: هدفنا تنظيم الدولة والوحدات الكردية

أكد عثمان أن الهدف التالي بعد الباب سيكون منبج لطرد الوحدات الكردية - أرشيفية
أكد عثمان أن الهدف التالي بعد الباب سيكون منبج لطرد الوحدات الكردية - أرشيفية
بالتزامن مع التطورات في مدينة حلب المحاصرة، تتسارع الأحداث بريف حلب الشرقي، ضمن عملية "درع الفرات" التي أطلقتها فصائل للجيش السوري الحر بريف حلب، بدعم من القوات التركية، بهدف طرد تنظيم الدولة من الشريط الحدودي مع تركيا.

"عربي21" التقت بالعقيد أحمد عثمان، قائد "فرقة السلطان مراد"، وهي من كبرى الفصائل المشاركة بالعملية، حيث أكد عثمان استمرار عملية درع الفرات التي تتركز الآن في محيط مدينة الباب، حتى الوصول نحو مدينة منبج، لطرد الوحدات الكردية منها أيضا.

وفيما يلي نص الحوار:

* بداية، ضعنا في صورة المجريات العسكرية على الأرض فيما يتعلق بعملية درع الفرات..

- المعارك تتواصل وهي تقتصر في محيط مدينة الباب. وكما تعلم، تم الوصول بسرعة لأطرافها، ولكن اقتحام المدينة ليس بالأمر السهل، كون مدينة الباب هي معقل التنظيم الرئيسي في ريف حلب عموما، ناهيك عن وجود كل أمراء التنظيم وقاداته المسؤولين عن حلب وريفها؛ في تلك المدينة. لذلك ارتأينا العمل على محاصرة المدينة شيئا فشيئا، ومن ثم العمل على اقتحامها، طبعا بعد الوصول إلى أطرافها من جهة الشمال، حيث تمت السيطرة على القرى الواقعة غربها، وتمت أيضا السيطرة على عدة قرى هامة من جهة الشرق، وكان آخرها قريتا أم عدسة والزرزور، لتغدو المدينة من جهة الشمال والغرب والشرق كلها شبه محاصرة تقريبا، وما يزال العمل جاريا وما تزال الاشتباكات متواصلة.

* ما هي خسائر تنظيم الدولة والقوات الكردية؟ وما هي أعداد القتلى والمصابين والأسرى في صفوف الجيش الحر والجيش التركي؟

- منذ بداية عملية درع الفرات هناك أكثر من 600 قتيل تقريبا من داعش، وحوالي 40 قتيلا من الوحدات الكردية، فيما يبلغ عدد الأسرى من الطرفين 16 أسيرا. وبالنسبة لخسائرنا، فقد قضى 46 شهيدا في صفوف قوات الجيش الحر، وهناك عدد كبير من الإصابات وصل لحدود 100 مصاب، وذلك بسبب كثرة الألغام والمفخخات التي يعتمد عليها داعش. وبالنسبة للخسائر في صفوف الجيش التركي فهناك ستة شهداء في صفوفهم، إضافة لأسيرين وقعا مؤخرا بيد تنظيم داعش.

* ماذا تعني سيطرتكم على مدينة الباب سياسيا وعسكريا لكل الأطراف؟ وما هو هدفكم القادم بعد مدينة الباب؟

- السيطرة على هذه المدينة مهم جدا من الناحية السياسية والعسكرية، فنحن بسيطرتنا على تلك المدينة، نكون قد قطعنا مشروع الأحزاب الكردية مثل "pyd" (حزب الاتحاد الديمقراطي) و"pkk" (حزب العمال الكردستاني)، وهم يسعون من وصولهم لمدينة الباب لتكون امتدادا لمدينة عين العرب (كوباني) إضافة لمناطق تواجدهم بالحسكة، وهذا المشروع يقاتلون عليه منذ زمن طويل. أيضا بسيطرتنا على مدينة الباب، فسوف نكون على تماس مباشر مع قوات النظام المتواجدة على أطراف (مطار) كويرس. وطبعا النظام حاول كثيرا عرقلة تقدمنا، لكننا ماضون في تقدماتنا، وهدفنا بعد تحرير الباب، هو تحرير كامل محافظة حلب، والتقدم للسيطرة على منبج وريفها من عصابات "pyd" و"pkk" و"ypg" (وحدات حماية الشعب الكردية).

* ما هو التفسير المنطقي لتوقف درع الفرات على مسافة كيلومترين تقريبا شمال مدينة الباب منذ فترة؟

- أؤكد لك أن درع الفرات لم ولن تتوقف أبدا، فلا يمكننا اقتحام مدينة الباب من دون تأمين تقدماتنا من اليمين واليسار، أي من الغرب والشرق، وهذا شيء صعب جدا. فكما قلت فإن مدينة الباب محصنة جدا، ونحن نعلم كذلك أن كل المفخخات التي يرسلها داعش للجبهات تنطلق من تلك المدينة، وهناك معسكرات لداعش بداخلها يقوم بتدريب عناصر فيها، إضافة لتواجد الكثير من المهاجرين قدموا وتمركزوا فيها، كما أن لديهم أسلحة كبيرة وعناصر مدربة بشكل جيد. فاقتحامها ليس بالأمر السهل. لذلك عمدنا لاتباع تكتيك الاقتحام الليلي، ومن خلال ذلك سيطرنا على عدة نقاط قريبة من الباب؛ سعيا منا لتفريغها من تنظيم داعش، من أجل أن تسهل عملية التقدم نحوها.

* ما صحة استهدافكم بغاز الكلور من قبل تنظيم الدولة؟

- هذه ليست المرة الأولى التي نُستهدف فيها، فقد سبقها استهدافات في مدينة مارع، وهذا يعني أنهم يستخدمون آخر ورقة لديهم وهي غاز الكلور، ما يدل على ضعفهم وتشتتهم، ولا يستطيعون التركيز بسبب الصدمات التي تأتيهم بشكل يومي.

* ما دلالة تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن الهدف من دخول شمال سوريا هو الإطاحة ببشار الأسد؟

- نقرأ أن ما يقصده هو أن القضاء على داعش يعني القضاء على الأسد، فانتهاء داعش هو انتهاء للنظام، وهذا يعني أن كلا منهما يكمّل الآخر، وداعش هو الذراع القوي للنظام في المنطقة.

* ما المعلومات الجديدة حول أسر تنظيم الدولة جنديين تركيين؟ وكيف تم ذلك؟ وما هو المتوقع من تركيا؟

- العملية تمت بقيام داعش بالتسلل لإحدى القرى شمال شرق مدينة الباب، وتم خطف اثنين من الجنود الأتراك، وطبعا تم الإعلان عن فقدهم، وأعلن داعش أسرهم، وإن شاء الله سيتم فك أسرهم قريبا. وبالنسبة للرد التركي على أسر الجنديين الأتراك فإن المدفعية التركية مستمرة بقصف مواقع داعش بشكل يومي، ولا نعلم ما هو الرد الآخر سيكون.

* ما دلالة استهداف طيران النظام للجيش التركي في محيط الباب؟

- تعرضت قواتنا والقوات التركية التي تقوم بدعمنا ومساندتنا بالتقدم على داعش للقصف، وقام طيران النظام بقصف مواقع للجيش التركي، وأعتقد أن النظام غير قادر على ضرب أي موقع بدون دعم وضوء أخضر من روسيا، فالكل يعلم أن النظام في سوريا لا يستطيع اتخاذ أي قرار من دون أمر من روسيا. ومن المعروف أنهم لا يريدون لدرع الفرات أن تتقدم، ويريدون إبقاءها تحت سيطرة داعش، ويريدون للقوات الكردية أن تصل لمدينة الباب، ونحن نعمل على منع ذلك.

* ما حقيقة تزودكم بصواريخ مضادة للدروع من تركيا؟

- تم الحديث أكثر من مناسبة، وخصوصا منذ أسبوع، بأن تركيا زودت فصائل درع الفرات بأسلحة مضادة للطيران، ولكن لم نستلم حتى الآن أي نوع من أنواع المضادات.

* ما هو وضع المدنيين في المناطق التي تتقدمون نحوها؟ وكيف ستتفادون وقوع ضحايا من الأهالي في حال تقدمتم للباب؟

- المدنيون يتم تأمينهم بالقرى البعيدة عن جبهات القتال، بالرغم من أنهم شكلوا علينا عبئا كبيرا بسبب تسلل الدواعش بين المدنيين. أما المدنيون المتواجدون داخل مدينة الباب، فتصلنا معلومات بأنهم يتواجدون في الأحياء الجنوبية، بعد أن تم تفريغ الأحياء الشمالية من المدنيين من قبل داعش، حتى لا يتم رصد تحركاتهم، ومع ذلك فمقراتهم وتجمعاتهم معروفة.

* أخيرا، ما هي الخطط الموضوعة أمامكم لإنقاذ حلب المدينة؟

- نحن نعلم أن حلب محاصرة وبحاجة لتوحيد الجهود العسكرية داخل حلب وخارجها، وفصائل "درع الفرات" لها مقاتلون داخل حلب، وكل مقاتلينا جاهزون للعمل. وهناك أعمال قادمة ستتوج بها انتصارات من داخل حلب المحاصرة، بعد توحيد الصفوف بجيش واحد، وضمن غرفة عمليات واحدة. ونحن سنتابع مهمتنا وأهدافنا، إن كان داخل حلب أو خارجها، للقضاء على النظام وعلى داعش وعلى الحلم الكردي بتقسيم سوريا.
التعليقات (0)