سياسة دولية

مئات الآلاف من الكتالونيين يطالبون بالاستقلال عن إسبانيا

تعارض حكومة المحافظين التي تتولى تسيير الأعمال حاليا في إسبانيا بشدة أي خطوة نحو الانفصال- أرشيفية
تعارض حكومة المحافظين التي تتولى تسيير الأعمال حاليا في إسبانيا بشدة أي خطوة نحو الانفصال- أرشيفية
خرج مئات الآلاف إلى الشوارع في إقليم كتالونيا، الأحد، دعما لمطلب الانفصال عن إسبانيا الذي يريد قادة محليون تنفيذه العام المقبل على الرغم من العقبات القانونية التي تضعها الحكومة المركزية.

واحتشد مواطنو كتالونيا في خمس من مدن الإقليم الواقع شمال شرق البلاد بينها برشلونة، ولوحوا بأعلام الإقليم على أنغام الموسيقى.

وقالت الشرطة إن نحو 540 ألف شخص شاركوا في المسيرات في برشلونة وحدها.

تأتي المسيرات الحاشدة في اليوم الوطني لإقليم كتالونيا "لا ديادا" في الوقت الذي تعهد فيه البرلمان المحلي للإقليم المؤيد للاستقلال بالمضي قدما في خطط تأسيس دولة جديدة عام 2017 مما يزيد الضغط على المسؤولين في مدريد للرد وسط حالة الاضطراب السياسي التي تشهدها البلاد على المستوى الوطني.

وتركت جولتان من الانتخابات غير الحاسمة إسبانيا دون حكومة جديدة على مدى أكثر من ثمانية أشهر وذلك يعود جزئيا إلى الخلافات بين الأحزاب حول أفضل السبل لمواجهة التحدي الذي يمثله انفصال إقليم كتالونيا.

وخلال مشاركته في تظاهرة مدينة سالت، أدلى "كارلس بيجيدمنت"، الذي يشغل منصب رئيس المقاطعة، بتصريحات للصحفيين قال فيها: "بعثنا رسالة واضحة إلى العالم مفادها أنّ شعب كتالونيا يريد تحديد مصيره بنفسه؛ فهذا الشعب استنفر منذ 5 سنوات لنيل استقلاله".

وتعهّد "بيجيدمينت" بتقديم مقترح أمام الحكومة الإسبانية في 28 أيلول/ سبتمبر/ الجاري، لإجراء استفتاء حول الانفصال، مبيناً أنّ هذا المقترح سيكون بمثابة مبادرة أخيرة يتقدمون بها إلى الدولة الإسبانية.

وتابع قائلا: "في حال رفضت الحكومة الإسبانية السماح لنا بإجراء استفتاء حول الانفصال، فإننا سنستعمل الصلاحيات التي منحها لنا شعبنا، وسنتخذ قرارات سياسية (لم يوضحها) من خلال مؤسساتنا، وعلى الساسة الإسبان أن يدركوا بأنّ المسألة الكتالونية مسألة عميقة، فهذه المسألة ليست حقوقية إنما هي سياسية".

وقالت مونتسي بيدرا (39 عاما) وهي طبيبة شاركت في مسيرة برشلونة "في الحقيقة لم نعد نهتم بمن سيحكم في مدريد". وكان المشاركون يلوحون بالأعلام ذات النجمة والألوان الزرقاء والحمراء والصفراء التي ترمز للانفصال.

وتعارض حكومة المحافظين التي تتولى تسيير الأعمال حاليا في إسبانيا بشدة أي خطوة نحو الانفصال ولجأت إلى مواجهة التحدي عبر المحكمة الدستورية على الرغم من أن ذلك أدى إلى تصاعد المواجهة في الأشهر القليلة الماضية في ظل إدارة القائم بأعمال رئيس الوزراء ماريانو راخوي.

ومنذ عام 2011، تشهد شوارع مدينة برشلونة في الـ11 من أيلول/ سبتمبر من كل عام مظاهرات حاشدة ينظمها مؤيدون لفكرة الانفصال عن إسبانيا بهدف لفت انتباه العالم إلى المسألة الكتالونية، غير أنّ مظاهرات هذا العام لم تقتصر على شوارع برشلونة، وإنما عمّت المدن الخمسة التابعة للمقاطعة (برشلونة، طراغونة، سالت، لاردة، و بيرغا).

     

     

     

                     

                     








التعليقات (0)