ملفات وتقارير

هل تشهد حركة فتح ولادة صراعات جديدة؟

خلافات متصاعدة بين تياري محمود عباس ومحمد دحلان داخل حركة فتح- أرشيفية
خلافات متصاعدة بين تياري محمود عباس ومحمد دحلان داخل حركة فتح- أرشيفية
عادت الخلافات الداخلية الطاحنة بين تيارات حركة فتح في قطاع غزة، إلى الواجهة من جديد، في أعقاب الانتخابات التنظيمية التي أجرتها الحركة مؤخرا في أقاليمها داخل القطاع.

وشهدت دائرة حي الزيتون شرق مدينة غزة في الثالث من تموز/ يوليو الجاري، مناوشات واشتباكات مسلحة بين أنصار القيادي المفصول من "فتح" محمد دحلان، والتيار المحسوب على الرئيس محمود عباس، أسفرت عن إصابة 10 أشخاص، وصفت جراح ثلاثة منهم بالخطيرة، بحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية.

غياب الرواية

وقال مصدر مسؤول في الإدارة التنظيمية لإقليم شرق غزة في "فتح"، إن "دائرة الانتخابات تعرضت لعملية تخريب منظمة من قبل ما يسمى (لواء العامودي)، المحسوب على دحلان؛ بعد تلقي أفراده أنباء تفيد بخسارة معركتهم الانتخابية لصالح الرئيس عباس".

وأضاف المصدر الذي فضل عدم كشف هويته لـ"عربي21" أن "هذه الانتخابات هي الأولى التي تجرى في هذا الإقليم منذ تأسيس السلطة الفلسطينية في 1994"، مشيرا إلى أن "إدارة الإقليم كانت تقوم على أساس تكليفات من الهيئة التنظيمية العامة للحركة دون انتخاب".

وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها انتخابات "فتح" الداخلية مناوشات، فقد تعرضت انتخابات إقليم شرق خانيونس في 2013، لأحداث مشابهة، كإطلاق نار، وحرق لمراكز الاقتراع، واعتداء على منازل قيادات فتحاوية محسوبة على تيار دحلان.

وقال المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية في غزة، المقدم أيمن البطنيجي، إن الشرطة "تلقت اتصالا من مجهول يفيد بوقوع عمليات إطلاق نار وشجار في أحد مراكز الاقتراع، وتم التعامل مع الحادث كما هو مطلوب، وإلقاء القبض على جميع من كانوا في المكان، والعثور على أربع قطع سلاح كلاشينكوف بحوزة مجموعة منهم".

وأضاف لـ"عربي21" أن "وزارة الداخلية أفرجت عن المدانين بضمان محل إقامتهم، وسيتم استكمال التحقيق معهم بعد انتهاء إجازة عيد الفطر".

وشهدت "فتح" بداية الانشقاقات داخل الأراضي الفلسطينية منذ تولي محمود عباس قيادتها في 2005، بعد رحيل الرئيس ياسر عرفات، واتهام أوساط الحركة له بالتخلي عن مبادئها ومواثيقها التي انتهجها سلفه، وتشبثه بخيار المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي التي لم تسفر عن نتائج تذكر على صعيد القضية الفلسطينية، في حين شكلت سياسة التهميش المتعمد التي ينتهجها عباس بحق الكوادر الفتحاوية في غزة، أكبر دليل على حالة الانقسام الجغرافي داخل الحركة، بحسب مراقبين.

تيار دحلان

من جهته؛ رفض أمين سر حركة فتح في قطاع غزة، إبراهيم أبو النجا، التعقيب على ما جرى من أحداث شرق غزة، معللا ذلك بأن "ما جرى يعد حدثا عرضيا، يتكرر عند باقي التنظيمات الأخرى".

وقال أبو النجا لـ"عربي21" إن "الانتخابات الداخلية في حركة فتح ستسفر عن ميلاد قيادة جديدة، تقوم بدورها في تحقيق الأهداف التي تضعها الحركة في الفترة القادمة".

ووفق قراءة متابعين لمسيرة "فتح"؛ فإن فترة عباس شهدت تراجع الدور المؤثر للحركة في المشهد السياسي الفلسطيني بنسبة كبيرة، في ظل تصاعد تياره المنافس التابع لدحلان، المدعوم من أطراف إقليمية، أهمها دولة الإمارات ومصر، وتمتعه بشعبية متزايدة بين أنصاره المتواجدين في القطاع.

وقال المحلل السياسي طلال عوكل، إن "الحالة التي تعيشها حركة فتح من انقسام بين أقطابها المتنافرة؛ أصبحت واضحة بما لا يدع مجالا للشك، وحادثة شرق غزة مظهر من مظاهر هذا الصراع".

وأضاف لـ"عربي21" أن "المعطيات في الساحة الفتحاوية تشير إلى عدم ضمان انعقاد مؤتمر الحركة السابع نهاية هذا العام، حيث يخشى أبو مازن من وجود تكتلات كبيرة داخل الحركة يقودها محمد دحلان، قد تحيط به، وخصوصا في قطاع غزة".
التعليقات (0)