ذكرت صحيفة "أوبزيرفر" أنه في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، أعلن زعيم
حزب العمال جيرمي
كوربين عن عزل
هيلاري بن، من حكومة الظل؛ متهما إياه بمحاولة تنفيذ انقلاب عليه، وقيادة مجموعة من النواب.
ويشير التقرير إلى أن بن، الذي كان يشغل منصب وزير خارجية الظل، متهم بنشر شائعات بين نواب حزب العمال، مفادها أن كوربين لم يعد قادرا على إدارة الحزب، بعد تصويت 17.4 مليون بريطاني على الخروج من أوروبا، واتهامه بأنه لم يقم بما يكفي لدعم خيار البقاء، وبالتالي خسارة عدد من قواعد الحزب لصالح قطاعات متطرفة، مثل حزب الاستقلال.
وتلفت الصحيفة إلى أن بن، وهو نجل السياسي المعروف توني بن، يرى أن كوربين بات يهدد فرص الحزب في الفوز في الانتخابات القادمة، مشيرة إلى أن زعيم الحزب قرر عزل بن، بعد الكشف عن تحركه لتحدي قيادة كوربين.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن بن، قوله إن قرار عزله تم في الساعة الـ3:30 صباحا، بعد تلقيه مكالمة من كوربين؛ فقط لأنه قال له: "لقد فقدت الثقة على قيادة الحزب"، وأضاف: "أصبح واضحا أن هناك قلقا واسعا بين نواب حزب العمال وفي حكومة الظل حول قيادة كوربين، وبالتحديد حول قدرتنا على الفوز في الانتخابات القادمة، التي قد تحدث عاجلا وليس آجلا".
وتنوه الصحيفة إلى أنه كشف عن قيام بن بتحركات، واتصاله مع زملائه من نواب حزب العمال في نهاية الأسبوع، للطلب من كوربين التنحي عن القيادة، إن كان هناك عدد كاف من الدعم ضده، حيث دعا زملاءه في حكومة الظل للاستقالة إن رفض كوربين التنحي.
ويورد التقرير نقلا عن أعضاء في الحكومة قولهم إن قرار كوربين قد يقود إلى تمرد، حيث قال أحدهم إنهم "مندهشون"، وعلق آخر بأن قرارا "اتخذ في حالة غضب قد يؤدي إلى مشكلات لجيرمي"، وأكد متحدث باسم حزب العمال أن الزعيم كان عليه التحرك بعد مكالمة مع بن أجراها في منتصف الليل، حيث عزل ابن أستاذه توني بن، وقال: "لقد تم عزل هيلاري؛ لأن جيرمي فقد الثقة به، واتصل كوربين ببن في الساعة 12.50 وعزله بعد تلك المكالمة".
وتعلق الصحيفة بأن غالبية أعضاء حكومة الظل يعتقدون أن على كوربين الاستقالة، بعد تصويت ملايين من حزب العمال على الخروج من أوروبا، متجاهلين نصيحة زعيمهم، الذي طلب منهم التصويت لصالح البقاء، مشيرة إلى أنه كان واضحا في بيان بن أن تحركه جاء بسبب التصويت، حيث قال: "في هذه المرحلة، التي يمر فيها بلدنا، وبعد نتائج
الاستفتاء على البقاء في الاتحاد الأوروبي، فنحن بحاجة إلى قيادة قوية وفعالة لحزب العمال، وقادرة على حشد الدعم، الذي يساعدنا على دعم الشعب البريطاني".
وبحسب التقرير، فإن وثائق مسربة حول توجهات الاقتراع لدى ناخبي حزب العمال في عام 2015، كشفت أن ثلث أعضاء الحزب يؤيدون دعم حزب ثالث لو أجريت الانتخابات اليوم، وأظهرت أن نسبة 71% من الذين صوتوا لإد ميليباند العام الماضي، قالوا إنهم سيصوتون لحزب العمال، وانخفضت النسبة إلى 67% لدى الطبقة العاملة.
وتنقل الصحيفة عن مصدر من داخل حزب العمال، قوله إن أعضاء الحزب عبروا عن قلقهم من الانتخابات في ظل كوربين، لكنهم اعتقدوا أن هناك أربعة أعوام لبناء الدعم لحزبهم، أما الآن فليس أمامهم سوى أربعة أشهر إن عقدت انتخابات طارئة، ولهذا يجب التحرك وتغيير القيادة.
ويفيد التقرير بأن كوربين اعترف يوم السبت بوجود أصوات ساخطة داخل حزبه، وقال: "نعم، هناك بعض الأشخاص داخل الحزب، وبين النواب العماليين في البرلمان، ممن يرغبون بشخص آخر يقود الحزب، وأعتقد أنهم عبروا عن هذا الموقف بشكل واضح".
وتبين الصحيفة أن ميليباند قدم بعض الدعم لكوربين، حيث تحدث في مهرجان غلاستنوبري، قائلا إنه يجب عدم لوم كوربين على فشل حملة الخروج، وأضاف: "أعتقد أنه ينبغي علينا ألا نلوم جيرمي كوربين بالنسبة للزلزال الذي حصل، وجزء من المشكلة أن ويستمنتستر تتحدث إلى نفسها منذ وقت طويل".
وينقل التقرير عن مصادر في قيادة الحزب، قولها إن هيلاري شخص مستهدف منذ خطابه العاطفي، الذي دعم فيه توسيع الغارات الجوية على سوريا، لافتا إلى انتشار إشاعات حول عزل بن في أي تعديل مستقبلي لحكومة الظل.
وتقول الصحيفة إنه لا يعرف إن كانت خطوة عزل بن ستشحذ من عزيمة الرافضين لكوربين للقيام بتمرد، أو تهدئة الأصوات المتمردة، حيث قال مسؤول في شؤون الداخلية إن أقلية صغيرة في حكومة الظل تشعر بأنها موالية لزعيم العمال اليوم.
وتختم "أوبزيزفر" تقريرها بالإشارة إلى أن نوابا في حزب العمال علقوا على عزل بن، رغم أنه حدث في ساعات متأخرة، حيث قال النائب عن إكستر بن برادشو في تغريدة له إن "على حكومة الظل التحرك سريعا؛ من أجل إنقاذ الحزب، وإلا فلن يسامحها أحد".