سياسة عربية

كيف تقاوم تونس كسل الموظّفين في شهر رمضان؟‎

معدل الوقت الفعلي الذي يقضيه الموظف التونسي في العمل لا يتجاوز 8 دقائق في اليوم- أرشيفية
معدل الوقت الفعلي الذي يقضيه الموظف التونسي في العمل لا يتجاوز 8 دقائق في اليوم- أرشيفية
 تعرف المصالح الإدارية بتونس، مع حلول شهر رمضان، حالة من الارتخاء العام الذي لا تُستثنى منه مُؤسّسة ولا إدارة. ورغم أن نسب إقبال المُوظّفين على عملهم في سائر الأيام تُعدّ ضعيفة في سائر الأيام، وفق تقارير متطابقة، فإنّها تزداد سوءا في هذا الشهر الفضيل.
 
وشهدت تونس مع انطلاق رمضان هذه السنة عديد المُبادرات التي تهدف للحدّ من حالة الكسل التي تجتاح الإدارات التونسية.
 
حملة "جايينكم" لمراقبة احترام أوقات العمل
 
وفي هذا السياق، أعلنت منظمة أنا يقظ (غير حكومية)، الإثنين، عن إطلاقها لحملة "الحاضر يعلم الغائب #جايينكم (آتون لكم بالعامية التونسية)" وهي حملة لمراقبة مدى احترام الإدارات العمومية التونسية لأوقات العمل في شهر رمضان.
 
ولاحظت المنظمة، عبر بيان لها اطلع عليه "عربي21"، عديد التجاوزات في مختلف الإدارات التونسية بعدم احترامها للتوقيت الإداري على غرار إدارات الصندوق الوطني للحيطة الاجتماعية والصندوق الوطني للتأمين على المرض والديوان التونسي للتجارة.
 
كما دعت وزارة الوظيفة العمومية ومكافحة الفساد للتدخل العاجل من أجل فرض الانضباط واحترام الوقت خاصة وأن هناك إدارات أغلقت أبوابها بساعة كاملة قبل الموعد المحدد في أوّل أيام رمضان، وفق بلاغها.
 
وتهدف هذه الحملة إلى تشريك المواطن في الرقابة على الإدارة العمومية وتسهيل قضاء شؤونه الإدارية والحفاظ على المال العام، وتعتمد أساسا على زيارات فجائية لمختلف الإدارات لتوثيق حالات تغيب الموظفين أو تأخر التحاقهم بأماكن عملهم أو الإغلاق المبكر لأبواب الإدارة؛ بالصورة أو الفيديو، ثم إرساله للمنظمة التي تتولّى متابعة الموضوع لاحقا.
 
وزارة الوظيفة العمومية تراقب بدورها أداء موظفيها
 
وفيما بدا تفاعلا إيجابيا من طرف الدّولة مع حملة #جايينكم، أعلنت وزارة الوظيفة العمومية والحوكمة ومكافحة الفساد، الأربعاء، شروعها في القيام بزيارات تفقدية ميدانية فجائية، لمراقبة حضور الموظفين في مختلف المصالح الإدارية العمومية وذلك بتونس العاصمة وفي كافة المحافظات.
 
ووفق بلاغ صادر عن الوزارة تلقى "عربي21" نسخة منه، تولى 20 مراقبا محلفا من الإطارات السامية التابعة لهياكل الرقابة العامة بالوزارة؛ مراقبة حضور الموظفين وذلك على ثلاث مراحل تكون الأولى في بداية التوقيت الإداري عند الساعة الثامنة صباحا، والثانية في منتصف اليوم في حين تتزامن المرحلة الأخيرة مع نهاية التوقيت الإداري المحدد على الساعة الثالثة بعد الزوال.
 
وقال وزير الوظيفة العمومية والحوكمة ومكافحة الفساد، كمال العيادي إن عملية المراقبة ستكون متواصلة على مدار السنة وستقوم بتأمينها فرق محلّفة ومختصة، وأن الوزارة ستنشر نتائج هذه الحملات الميدانية والنسب التي سجلتها في الحضور والغياب حال الانتهاء من الحملات المبرمجة، وفق البلاغ ذاته.
 
ضبط عون حراسة نائما!
 
وعلى صعيد آخر، راج على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، السبت،  فيديو لوالي محافظة قفصة (الوالي هو أعلى سلطة تمثل الدّولة بالمحافظة)، وهو يُفاجئ أحد أعوان الحراسة الذي وجده نائما؛ خلال جولة تفقدية لبعض المصالح الإدارية في المحافظة.
 
ويبين الفيديو تفاجأ الحارس بعد أن تولى الوالي إيقاظه، ومحاولة تجنبه لأسئلة الأخير الذي تولى لومه على إهماله لواجبه وما يمكن أن يسببه ذلك من أخطار.
 
يُذكر أن آخر دراسة أعدّتها الجمعية التونسية لمكافحة الفساد كشفت عن أن معدل الوقت الفعلي الذي يقضيه الموظف التونسي في العمل لا يتجاوز 8 دقائق في اليوم. كما قدّرت أن 80 في المئة من الموظفين هم حاضرون قانونياً في مراكز عملهم عبر تسجيل حضورهم إلا أنهم في الواقع متغيبون.





التعليقات (0)