قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن وزارة الدفاع الأمريكية (
البنتاغون) تعاقدت مع شركة تملكها أبو ظبي لإمدادها بالشرائح الإلكترونية المستخدمة في الأقمار الفضائية الأمريكية والصواريخ.
ونقلت الصحيفة في تقرير لها، الاثنين، عن مسؤول بوزارة الدفاع، إن البنتاغون توصل لاتفاقية عمرها سبع سنوات مع شركة "Globalfoundaries"، واحدة من أكبر أربع صانعي الشرائح في العالم، دون إعلان التفاصيل.
وتنهي الاتفاقية شهورا من الشكوك حول دعم هذه الشرائح للبنتاغون، وهي تمثل الخطوة الأولى بجهود أوسع لحماية الأنظمة العسكرية من الهجمات الإلكترونية والتعرضات الأخرى.
واشترت الشركة، التي تملكها
الإمارات، معملي تصنيع من شركة "IBM" الأمريكية المعروفة للشرائح، والتي كانت تقريبا المورد الوحيد وشبه المحتكر لدعم البنتاغون بهذا النوع من الشرائح لما يقارب العقد، إلى أن دفعت شركة "Globalfoundaries" ما يقارب المليار ونصف المليار دولار لكسر هذا الاحتكار.
مخاوف وقلق
ويخشى صناع القرار والمراقبون، مثل مكتب محاسبة الحكومة الأمريكية، من اعتماد البنتاغون على شركة واحدة لدعمها بهذا النوع من الشرائح، بحسب "وول ستريت جورنال".
وقالت لجنة القوات المسلحة في الكونغرس في تقرير مؤخرا لها إنه "بسبب الصناعات الجديدة وعولمة الصناعات وتكلفة الإنتاج، فإن اعتماد وزارة الدفاع على مصادر تصنيع الشرائح الإلكترونية الموجودة في أمريكا وحدها أمر غير مؤكد".
وتبقى المخاوف الكبرى في هذه الحالات هي سرقة التكنولوجيا، أو إدخال أي عناصر خارجية يمكن التحكم بها من الخارج لاستخدام المعدات العسكرية، أو ما يسمى "مفاتيح القتل" التي تجعل المعدات عديمة الجدوى.
وتسري الاتفاقية بين الشركة والبنتاغون حتى عام 2023، فيما يسعى البنتاغون للبحث عن مزيد من الداعمين وتوسيع الحماية المطلوبة لحماية الشرائح من السرقة أو الوقوع في الأيدي الخطأ، بحسب الصحيفة.
مواكبة التطورات
ويسعى البنتاغون للتوقف عن الاعتماد على الشركات الأمريكية فقط، ساعيا لتوسيع شبكة داعميه، ليستطيع مواكبة السوق التقني الصناعي الذي بدأ بتجاوز عالم وزارة الدفاع.
وقال الأمين العام المساعد للبنتاغون لشؤون التصنيع وسياسات الصناعات، آندري جي-إدغار، إن "هدف البنتاغون هو النظر نحو العالم"، مضيفا بقوله: "نريد الوصول للأحدث والأعظم".
وكانت شركة "Globalfoundaries"، التي توسعت عبر استحواذات كبيرة، وتملك عمليات كبيرة في ألمانيا وسنغافورة ونيويورك، تؤمن احتياجات البنتاغون العاجلة، لكن تحالفا من صانعي الشرائح في الولايات المتحدة كان يضغط على البنتاغون ليساعده بتأمين دعم المصانع التي تملكها شركات أمريكية، للسماح لها بالسيطرة على العمل الحساس.
إلى ذلك، قال نورتون شوارتز، الرئيس في سلاح الجو خلال الأعوام 2008- 2012، إن "شركات تصنيع الشرائح يجب أن تكون في الولايات المتحدة".