صحافة دولية

كيف تؤثر مشاهدة الرياضة على دماغك وجسمك؟

تشجيع الفرق الرياضية المفضلة يعزز إحساس المشجع بالانتماء وسحر اللحظة - أرشيفية (أ ف ب)
تشجيع الفرق الرياضية المفضلة يعزز إحساس المشجع بالانتماء وسحر اللحظة - أرشيفية (أ ف ب)
نشرت صحيفة "ميديكال دايلي" الإنجليزية، تقريرا سلطت فيه الضوء على تأثير مشاهدة المباريات الرياضية على دماغ المتفرج وجسمه؛ لما في هذه العملية من تأجج للعواطف في أشد اللحظات حماسا، وتفاعل يولد توترا تعقبه إما فرحة الانتصار، أو خيبة الانهزام.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إن دماغ المتفرج يكون أثناء حماسه في حالة تجعله يحس بحركات اللاعب، متصلا به فكريا، ويتنقل تنقلاته بين اللاعبين وهو في حالة جلوس، ناقلة عن الدكتور جيس هانسون قوله إن "الخلايا العصبية في الجزء الأيمن من الدماغ؛ تتضمن جزءا يتأثر أثناء عملية التفاعل، فيولد هذا الشعور بالتواصل مع حركات اللاعب، دون تواصل لفظي".

وأضافت الصحيفة أن دراسات سابقة أثبتت أن الخلايا العصبية هذه، التي يمكن وصفها بـ"الخلايا المرآة"، قادرة على إعادة مستوى الحماس نفسه؛ عند مشاهدة أجواء المباراة نفسها، وهذا الإحساس يشمل كل النشاطات التي ألفها الإنسان، وتسببت له في تفاعل حسي.

وبحسب الصحيفة؛ عمدت مجموعة من الباحثين في هذا السياق؛ إلى إجراء اختبار على مجموعة من لاعبي وهواة كرة السلة، وذلك من خلال مشاهدة مقطع من مباراة؛ بغية معرفة مدى اختلاف نسبة التفاعل مع اللاعبين في المباراة، والتواصل بحركاتهم بين المشاهدين؛ من المحترفين، والهواة، وغير الهواة.

وأثبتت الدراسة أن المحترفين والهواة من المشاهدين؛ لديهم قدرة أكبر على التنبؤ بحركات اللاعبين بالتوقيت الدقيق، وبذلك ترتفع لديهم نسبة التفاعل؛ نظرا لاعتيادهم المشاهدة والممارسة، بينما تمت ملاحظة تحريك غير الهواة لأصابعهم في اللاوعي أثناء المشاهدة.

وأضافت الصحيفة أن "الخلايا المرآة" تجعل الحركات الباطنية للمتفرج للمرة الأولى؛ تعمل بشكل متطابق تماما مع الحركات التي يقوم بها اللاعب، وتكون أيضا متطابقة عند الممارسة، بينما تعمل بشكل مشابه للمحترفين الذين يمتلكون مهاراتهم الخاصة، مشيرة إلى أنه "يمكن تفسير هذه الظاهرة بالقول إن الناقلات العصبية في الدماغ، ومن بينها مادة الدوبامين الكيميائية، هي التي تمكن من التواصل مع الجسم، وتولد المشاعر والأفعال، وتنظم الاستجابة".

وبينت أن الدماغ يفرز الدوبامين أثناء فوز الفريق المفضل للمشجع، ويلي ذلك شعور بالإيجابية والغبطة، "وفي المقابل؛ عند انهزام الفريق المفضل؛ يشعر المشجع بالحزن أو الغضب، وعندها يفرز الدماغ الكورتيزول، أو هرمون التوتر، أو كميات كبيرة من السيروتونين، المسؤول عن حالة القلق والاكتئاب".

وقالت إن مشاهدة المباريات الرياضية تحفز مناطق عديدة في الدماغ، بالإضافة إلى أنها تحسن وظيفته، "كما أثبتت دراسة سابقة أن مشاهدة المباريات تحسن المهارات اللغوية والتواصلية للإنسان، وتعزز تفكيره ونفسيته؛ من خلال مناقشة رياضته المفضلة، وفهم اللغة الرياضية، والمصطلحات الخاصة لكل لعبة".

وأشارت الصحيفة، في تحليلها لتأثير تفاعل الدماغ على القلب، إلى أن الحماس والتوتر والإحباط الذي يعيشه المشجع؛ من شأنه أن يتسبب في مشاكل قلبية كبيرة؛ ذلك أن عاطفة المشجع في تلك اللحظات الحاسمة؛ قادرة على إيقاعه في خطر الإصابة بأزمة قلبية، ممثلة بأن المستشفيات الألمانية استقبلت في 2006 عددا متزايدا من حالات الإصابات القلبية عندما كانت ألمانيا تلعب في كأس العالم.

ونقلت عن الدكتور روبير كلونر قوله إن "العديد من المشجعين تكون ردة فعلهم عاطفية جدا وعنيفة، إما تجاه أنفسهم، أو المحيطين بهم، نتيجة ارتفاع مادة الأدرينالين، إلى جانب ارتفاع ضغط الدم، وضيق الأوعية التي قد تسبب اضطرابا في دقات القلب".

وأضاف أن "نسبة حدوث هذه النوبات ترتفع في المباريات الحاسمة والمهمة، وفي اللحظات الأخيرة المقررة لمصير الفريق، مشيرا إلى أنه "حتى وإن لم يصب المشجع بنوبة لحظتها؛ تتأثر أوعيته الدموية وشرايينه، وتصاب مع الوقت بالتهابات يكون انعكاسها خطيرا جدا على حياة المشجع، إلى جانب آلام في الصدر، وضيق في التنفس".
  
وأوضح كلونر أن "المباريات تعرض الإنسان للإجهاد البدني والعقلي، الذي يتسبب في زيادة حركة النبضات العصبية إلى العضلات، والذي قد يصل في بعض الأحيان إلى الإغماء، وهذه الحالة تشبه حالة الطالب أمام اختبار مصيري، وكلها ترجع إلى التفاعل المتزايد".

ولفتت الصحيفة إلى تأثير مشاهدة المباريات على هرمون التستوستيرون في الجسم، الذي يرتفع مع شعور المشجع بالفرحة لفوز الفريق، وينخفض لانهزامه، نظرا لارتباط هذا الهرمون بشعور الهيمنة، وهذا ما يفسر أعمال الشغب التي تلي بعض المباريات.

وقالت إن التفاعل الشديد مع المباريات يسبب التوتر والإجهاد الذي يعادل يوم عمل أو أكثر، مشيرة إلى أن الدراسات الدراسات أن نسبة هرمون الكورتيزول وهرمون تستوستيرون؛ ترتفع بشكل كبير لدى المشجعين، حتى الواثقين منهم بفوز فريقهم، وهذا يرجع إلى عدم ثقتهم بنتيجة المباراة.

ونقلت عن الدكتور هانسون قوله إن "التوتر يؤثر على هرمون التستوستيرون، ويسبب زيادته في حال فوز الفريق؛ مما يزيد من شعور الهيمنة، وهذا الشعور يشمل الرجال والنساء على حد سواء".

وفي الختام؛ أشارت الصحيفة إلى العلاقة الوطيدة التي تجمع الرياضة مع شعور الرفاهية، "حيث إن الرياضة وتشجيع الفرق الرياضية المفضلة؛ يعزز إحساس المشجع بالانتماء وسحر اللحظة، فيصبح الفريق جزءا من المشجع لا يمكن انتشاله، ويمثل هويته"، مضيفة أنه "يمكن أن تزيد الرياضة من احترام المشجع لنفسه، واعتزازه بفريقه، مما يعزز الثقة بالنفس حتى عند انهزام الفريق والشعور بالحزن، لتبقى هذه الثقة قائمة على أمل الفوز في المباريات القادمة".
التعليقات (1)
Youssif
السبت، 04-06-2016 04:12 م
الرياضة مثيرة للجسم وتقوى الجسد لأنها تعني طاقة