سياسة عربية

الأهرام تتابع مظاهرات عمال العالم وتتجاهل أحداث "الصحفيين"

تجاهلت صحيفة "الأهرام" المصرية الأحداث التي وقعت بنقابة الصحفيين- عربي21
تجاهلت صحيفة "الأهرام" المصرية الأحداث التي وقعت بنقابة الصحفيين- عربي21
حرصت صحيفة "الأهرام"، أعرق صحف مصر، والأولى في البلاد، على إبراز التظاهرات العمالية التي خرجت بمدينة اسطنبول التركية، ومظاهرات المحتجين العراقيين الذين اقتحموا البرلمان العراقي ببغداد، الأحد، في صفحتها الأولى وصفحاتها الداخلية بعددها الصادر الاثنين، في وقت تجاهلت فيه أي إشارة إلى حدثين مهمين شهدتهما نقابة الصحفيين المصرية على بعد قرابة 300 متر منها.

الحدث الأول هو المظاهرات الحاشدة التي نظمها عشرات الصحفيين مساء الأحد أمام نقابتهم احتجاجا على اقتحام النقابة من قبل قوات الأمن، واعتقال زميلين، ومطالبة مجلس النقابة بإقالة وزير الداخلية، ودخول مئات الصحفيين في اعتصام مفتوح احتجاجا على الاقتحام في انتظار جمعية عمومية طارئة مزمعة الأربعاء.

في حين توسعت الصحيفة في متابعة المظاهرات التي شهدتها المنطقة الخضراء، بقلب العاصمة العراقية بغداد، ونشرتها تحت عنوان "المتظاهرون ينسحبون من المنطقة الخضراء.. ويهددون بالعودة".

ومع صور عدة، رصدت "الأهرام" انسحاب المئات من أتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر من وسط المنطقة الخضراء بعد 24 ساعة من عبور أسوار المنطقة شديدة التحصين، واقتحام مقر البرلمان، لكنهم تعهدوا بالعودة بحلول نهاية الأسبوع لمواصلة الضغط.

وأضافت الصحيفة أن المحتجين في المنطقة الخضراء أعلنوا عن مجموعة من المطالب، منها تصويت برلماني على حكومة تكنوقراط، واستقالة الرئيس، ورئيس الوزراء، ورئيس مجلس النواب، وإجراء انتخابات جديدة، في حين تجاهلت - بشكل متعمد - أي إشارة إلى مطالب الصحفيين والجماعة الصحفية المصرية بإقالة وزير الداخلية، اللواء مجدي عبد الغفار، وإطلاق سراح الصحفيين المعتقلين، عمرو بدر، ومحمود السقا.. برغم تواضع هذين المطلبين، مقارنة بمطالب المتظاهرين العراقيين الذين خصصت لهم الصحيفة نصف صفحة.

تجاهل عمال مصر.. وإبراز بتركيا

الحدث الثاني الذي تجاهلته "الأهرام"، وكانت ساحته أيضا نقابة الصحفيين المصريين هو قيام قوات الشرطة بمنع عمال مصر من التظاهر بمناسبة يوم العمال العالمي، الأحد، أمام النقابة، بعد أن كان عدد منهم قد أعلن عن تنظيمها، لكن حصار قوات الأمن للنقابة، وإغلاق كل الشوارع المؤدية إليها، حال بينهم وبين تنظيم الوقفة، وبين الصحفيين والوصول إلى نقابتهم.

وقد تجاهلت "الأهرام" أي إشارة إلى هذا الحراك العمالي المصري، وإلى إغلاق قوات الأمن، جميع مداخل ومخارج محيط نقابة الصحفيين، بالحواجز الحديدية والجنود، منعا لتنظيم الوقفة، وهو ما نجحت فيه بالنهاية، في حين تصدر تقرير في الصفحة الأولى للصحيفة بعنوان "مظاهرات ومطالب وشغب.. في احتفال العالم بعيد العمال"، ومعه صورة لشرطة مكافحة الشغب تعتقل متظاهرا في اسطنبول، إذ أشارت "الأهرام" إلى أن "العمال يحيون عيدهم بالاحتجاج على أوضاعهم.. اشتباكات واعتقالات في تركيا.. ومسيرات من نيويورك إلى لوس أنجلوس في أمريكا".

وبينما لم يجد عمال مصر أي ذكر لهم بأي صفحة في "الأهرام"، اهتمت الصحيفة بعمال تركيا، وقالت إنه "في تركيا، استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع، وخراطيم المياه ضد مئات المحتجين بعد اندلاع اشتباكات بين الجانبين لدى محاولة بعض المتظاهرين الوصول إلى ميدان تقسيم الرئيسي في اسطنبول حيث حظرت الاحتفالات بعيد العمال".

وبجانب اهتمامها بعمال تركيا ومظاهراتهم، استعرضت "الأهرام" المظاهرات العمالية التي خرجت في كل من: ألمانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة، وروسيا، وكوريا الجنوبية، دون أن تبخل بالإشارة إلى أن مدنا آسيوية أخرى شهدت مظاهرات عمالية للمطالبة برفع الأجور في كل من تايوان وكوالالمبور، في وقت تجاهلت فيه الصحيفة أي إشارة إلى معاناة العمال المصريين، ومنعهم من حقهم المشروع في التظاهر.
التعليقات (1)
guermit.abdellah
الإثنين، 02-05-2016 09:35 م
وهل تنتظرون من الانقلاب ان ينتقد نفسه ؟؟؟؟؟؟؟؟