مدونات

لك الله يا سوريا

عادل الحلبي - كاتب
عادل الحلبي - كاتب
أعـنـدكم نبــأ من أهــــل حـمــص  ...    فقد ســرى بحـديث القـوم ركـــبان
كم يستغيث بنا المستضعفون وهـم ... قـتــلى وأســرى فما يهتز إنســـان

من منا لم يتمزق ولم يتقطع قلبه عندما يرى شبيحة الجزار "بشار" تذبح وتبيد إخواننا في سوريا.. من منا لم يتألم، من منا لم يُشح بوجهه بعيداً عن شاشة التلفاز عندما يشاهد اشلاء الشهداء مقطعة الأوصال وملقاة على بالشوارع، من منا لم ينفطر قلبه وجعاً حينما يصادف صورة رأس طفل أو طفلة مفجرة الجمجمة.. مشاهد يندي لها الجبين خجلاً، ونحن نرتع ونلعب بل ونتعب من البحث عن كليبات بها نُطرب، وأى مياة معدنية نشرب، واى كافيار الذ وأطيب؟!

عذراً سوريا: والله ما شغلنا عنكِ غير "حلاوة روح" الهيفا و"تويتات" خلفان دبي، و"إكس فاكتور" الرياض، و"هِندام" والِ المغرب، و"كبسة" أناتيخ الكويت، و"أزياء" نانسي بيروت، و"نسيم" صلالة عُمان، و"كعكة" تونس، "عمارة" يعقوبيان، وللأسف لم نعد نتابع المذابح على أرضك، ولم نغر على عرضك، وها أنتِ تصارعين الموت وتتحدين العالم أجمع بصبرك وجَلَدِك، وتفضحين قوى الشر من المشرق والمغرب بأشلاء الشُيب الضعفاء، وهتك عِرض النساء، وجماجم الأطفال الأبرياء.

عذراً سوريا: حكامنا في أوج غمرتهم يعمهون.. يأكلون ويلبسون وينعمون، والجامعة العربية لم يعد لها مكان في أجندة "عمو نبيل" ومنظمات حقوق الانسان في خبر كان، وأصحاب القلوب الضعيفة أنهكتهم المواجع، ومزقتهم الانات، وشابت الرؤوس من هول مجازر السفاح بشار الخراب اللعين، ولم يعد مسئول يرفض، وما عاد فينا العِرق ينبض، وكل يوم "عهد جنيف" يوضئونه الف مرة ثم ينقض، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

عذراً سوريا: لكِ الله ياعاصمة الخلافة.. لو كانت أرضك قد نجبت نفطاً لأنتفض العالم بأسرة صوب ضيعاتكِ وشعابكِ مباركين ربيعك وشطر آباركِ يخرون للأذقان سجداً بل ويزيدهم خشوعا، ولصب الغرب جام الغضب على السفاح اللعين، وما دعوه طرفة عين يتجرع من دنياه شربة ماء إلا وكانت عليه حميماً وغساقا، وما دعوه ليعمر فيها غير عشية أو ضحاها.

عذرا سوريا: يا قبلة العاشقين، وعقود اللؤلؤ والياسمين، والله لتنفطر قلوبنا وانت تستغيثين، ولا مجيب من عباد الله أحد، ويا لحسرة العرب كعادتهم صم بكم عمي فهم لا يعقلون.. يا ملاذ العائدين ليس فينا "صلاح الدين" ولو كان له "حفيد" لبتر نذير الشوم والخراب وثأر لكل شهيد نعق على جثته هذا الغراب اللعين، والله ليدفعن هذا السفاح من دمه ثمن كل نقطة دم اريقت، ولن تسقطين.. نعم لن تسقطين يا سوريا يا منار الحائرين، وتاج الجبين، وآيه الحق اليقين في كل ظالم جبار معتد اثيم.

عذراً سوريا: لكل شهيد حكاية وابتسامة، ولكل طاغية نهاية وقيامة.. وإن الفجر لآت، وتذكري أن مع العُسر يسرين والأيام دول.. سيدفع السفاح من دمه الرخيص ماقدم وما أخر وما أعلن وما أضمر.. عذراً يا صابرة لا نملك لك غير سهام الليل نبعث بها ضارعين إلى الله تبارك وجهه الكريم في عُلاه أن يُرينا فيه آيه تُشفًى بها الصدور.. وختاماً: عذراً سوريا ولا عذر لنا.
التعليقات (0)