مقالات مختارة

على هامش ما جرى مع يوسف الحسيني الأربعاء

جمال سلطان
1300x600
1300x600
لست ممن يستحسنون طريقة أداء يوسف الحسيني في برنامجه على شاشة إحدى القنوات الفضائية، ونادرا ما أتابعه، فأنا لا أحب أسلوب "المصاطب" الذي انتشر في الفضائيات هذه الأيام عند يوسف وعند غيره، وأجدني أختلف مع يوسف الحسيني في مساحة واسعة من الرؤية السياسية وحتى الفكرية والثقافية، كما لا أنسى أن الحسيني أخطأ في حق صحيفة المصريون أكثر من مرة بطريقة لا يقبلها أحد ممن يؤمنون بحرية الصحافة أو بدهيات الحريات العامة في أي رؤية ديمقراطية، عندما حرض علينا السلطة علنا وطالب أحد "الجنرالات" أن يغلق الصحيفة ووعده بأن يدعموه إعلاميا إذا اتخذ هذا القرار. 

لكننا إزاء ما سبق كله انتقدنا يوسف ورددنا عليه، واستنكرنا تورطه في موقف يسجله عليه التاريخ بالتحريض على حرية الصحافة أو التحريض على غلق صحيفة لا يتفق مع رؤيتها السياسية أو حتى أدائها المهني، ولكن هذا كله كوم، وما يحدث الآن مع الزميل يوسف الحسيني من حملة تشهير وضيعة كوم آخر، وهذا ما ينبغي أن نقف في وجهه ونستنكره وندينه، ويدينه كل حريص على كرامة هذا الوطن، وكرامة مواطنيه، وكرامة إعلامه، بل وكرامة مؤسساته الأمنية أيضا. 

لا يمكن أن يقبل أي مصري وطني حر وشريف بأن تختلف السلطة مع صحفي أو إعلامي أو سياسي، أيا كان وجه الخلاف، فتسرب له عبر الفضائيات أو مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات تنسب إليه انحرافات جنسية حتى لو كانت صحيحة، هذا سقوط أخلاقي فاضح، فضلا عن كونه إعلان عجز من الجهة التي فعلت ذلك، لأنها عجزت أن تواجه ما قدمه الحسيني ووجهة نظره وما دعمه بما يراه أدلة ووثائق، عجزوا عن دحضها فلجأوا إلى الأساليب البدائية الرخيصة، محاولة تشويه السمعة، بأرخص الكلام وأرخص الأدوات، مستغلين حساسية المسائل الأخلاقية في تقييم الشخصيات السياسية أو الإعلامية في بلادنا، ثم تقوم "اللجان الإلكترونية" التي يعرف الجميع "بصماتها" بنشر هذه "الوساخات" على أوسع نطاق، دون إدراك أن هذا السقوط هو تشهير بمصر نفسها، الدولة والمؤسسات والأجهزة ومنظومة القيم؛ لأن الجميع يعرف لماذا تم التشهير بيوسف الحسيني على هذا النحو، بعد أن كان إعلاميا مدللا لدى أنصار السلطة وأجهزتها، ولماذا تذكروا اليوم فقط أن له تسجيلات مزعومة تشي بانحرافات أخلاقية، هل الإجابة هنا تحتاج إلى جهد جهيد، أم أنها معروفة بداهة، كالشمس في كبد السماء، كما يقول العرب.

 كثيرون ممن اطلعوا على التسجيل المنسوب للحسيني أكدوا أنه مفبرك، وليس هذه هي القضية، بل حتى لو كان صحيحا، فمجرد التسجيل جريمة، ونشره جريمة أخرى، فضلا عن أن تشير أصابع الاتهام إلى جهات رسمية في هذا كله فتلك كارثة أخرى أكبر وأخطر، ودع عنك أن تكون حملة التشهير تلك سببها موقفه الذي يدافع فيه عن ما يراه جزء من الوطن، بغض النظر عن اختلافك أو اتفاقك معه، إلا أن هذا الموقف، رغم أي شيء، يشرفه ولا يستحق بسببه الإهانة أو التشهير. 

عندما عاشت مصر تحت سيطرة مراكز قوى في أجهزة أمنية خلال الخمسينات والستينات الماضية، كان بعض قادة تلك الأجهزة يستسهلون مثل هذه الممارسات الوضيعة لتركيع الخلق أو شراء الذمم أو سحق أي روح تمرد أو معارضة عند الفنانين أو الصحفيين أو السياسيين أو الديبلوماسيين أو غيرهم، وظلت هذه الممارسات تتفشى في ظلام الاستبداد والقمع حتى انتهت بالبلاد، ضمن أسباب أخرى، إلى النكسة التي مرغت وجوهنا جميعا في الوحل، وكشفت المحاكمات التي جرت بعدها عن كوارث، ما زال كثير منها نتحاشى نشره، رغم أنه وثائق قضائية مر عليها ما يقرب من نصف قرن الآن، لأنها هوان وتشويه لكرامة الوطن كله، وليس فقط من جرت عليهم هذه الأساليب الرخيصة. 

أرجو أن يستحضر الجميع دروس الخمسينات والستينات، وأرجو أن يكون هناك عقلاء في هذا البلد يمنعون هذا الانحطاط من أن يتجدد، حتى لا نفاجأ بنكسة أو نكسات جديدة، تضع وجوه الجميع من جديد في الوحل.

عن صحيفة المصريون المصرية
2
التعليقات (2)
صالح
الجمعة، 22-04-2016 12:44 ص
يا هذا الا تستحي من نفسك وهل انفطع اسلوب الاغتيالات الشخصيه خلال اعوام 70و80و90 والى اليوم وهل لا زلت لا تستوعب ان الناس لا تطيق ان تراك ولماذا كل الحنيه على الحسيني والغيره على نظام فاشل الجواب لانك منهم ولا تريد مزيدا من الانهيارات يا انقلابي جبان .
محمد المصري
الجمعة، 22-04-2016 12:11 ص
يا كاتب المقال اذكرك بنقطتين : الاولى : انك حقير ( مخبر درجة ثانية ) تستجدي من هو احقر منك ( مخبر درجة اولى ) . الثانية : انك دعمت هذا الانقلاب الفاجر الذي قضى على الاخضر واليابس في مصر . ازيدك من الشعر بيت : انك والحسيني لستم باعلاميين ومزبلة التاريخ في انتظاركم