حقوق وحريات

غضب بين صحفيي موريتانيا لحبس اثنين بشكوى لابن الرئيس

عبر الصحفيون عن تخوفهم على مستقبل حرية الصحافة في موريتانيا - عربي21
عبر الصحفيون عن تخوفهم على مستقبل حرية الصحافة في موريتانيا - عربي21
تعيش الساحة الإعلامية الموريتانية منذ مساء الخميس، حالة من الترقب، بعد إحالة صحفيين اثنين للسجن المدني في العاصمة نواكشوط، إثر شكوى تقدم بها بدر ولد عبد العزيز، نجل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، فيما خرج الصحفيون في مظاهرة الجمعة احتجاجا على اعتقال زميليهم.

واتهم بدر ولد عبد العزيز فيها الصحفيين جدنا ديدا، العامل في موقع "موري ويب"، وبابكر باي أنجاي، العامل في موقع "كريديم" الناطق بالفرنسية، بتشويه صورته، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها منذ سنوات في البلد.

وقالت مصادر خاصة لـ"عربي21" إن القضاء الموريتاني استخدم وصف "التلبس" في قضية الصحفيين، وهو ما تسبب في إحالتهما بشكل مباشر للسجن دون المرور بقاضي التحقيق.

وقد أثار قرار إحالة الصحفيين للسجن جدلا واسعا في البلاد، كما أثار تساؤلات حول مستقبل حرية الإعلام بموريتانيا؛ التي ظلت تتصدر قائمة الدول العربية في حرية الإعلام خلال السنوات الأخيرة، وذلك بعد إقرار جملة من القوانين تحظر حبس الصحفيين في قضايا النشر.

وكان كل من موقعي "موري ويب" و"كريديم" قد نشرا خبرا يتضمن معلومات تفيد بأن، بدر ولد عبد العزيز؛ أطلق النار على شخص بمزرعة شمال موريتانيا، وهو ما نفاه نجل الرئيس واعتبره محاولة لتشويه سمعته.

خرق قانون النشر للمرة الأولى

ويقول رئيس اتحاد الناشرين الموريتانيين، موسى ولد صمب سي، إن قرار حبس اثنين من الصحفيين في قضايا تتعلق بالنشر يعد أول حالة خرق مباشر للقانون الذي أقرته الحكومة وصادق عليه البرلمان الموريتاني قبل سنوات، والذي يحظر بصريح العبارة حبس الصحفيين في أي قضايا لها صلة بالنشر الصحفي.

وقال ولد صمب سي، في تصريح لـ"عربي21"، إن "حبس الصحفيين أمس يعد سابقة ودوسا على مكتسبات حققها الصحفيون في الفترة الأخيرة، وعودة مباشرة لما قبل تسعينيات القرن الماضي"، ورأى أن السلطات أرادت من هذا الإجراء إرسال رسالة سلبية للصحفيين مفادها أن انتقاد أشخاص بعينهم يعد خطا أحمر.

استغلال مفرط للنفوذ

بدوره، اعتبر نقيب الصحفيين الموريتانيين، أحمد سالم ولد المختار السالم، أن سرعة إجراءات حبس الصحفيين تعد خرقا واضحا لكل القوانين الموريتانية واستغلالا مفرط للنفوذ، موضحا أنها المرة الأولى التي يتم فيها حبس صحفيين بهذه السرعة ودون المرور بقاضي التحقيق.

وقال ولد المختار السالم، في تصريح لـ"عربي21"، إن الصحفيين الموريتانيين أصبحوا يشعرون بحالة من الاستياء منذ مساء الخميس، مؤكدا أن نقابة الصحفيين الموريتانيين تخشى بشكل جدي أن تكون مرحلة خنق حريات الإعلام في البلاد قد بدأت بالفعل.

واعتبر ولد المختار السالم؛ أن الإعلاميين لن يقبلوا المساس بحريتهم تحت أي ظرف، ولن تثنيهم أي رسائل أو مضايقات عن الاستمرار في أدائهم وقف ما يفرضه الواجب، بحسب قوله.

وقد صدر بيان مشترك وقعته نقابة الصحفيين الموريتانيين، وتجمع الناشرين الموريتانيين، واتحاد المواقع الإلكترونية، واتحاد الإذاعات والتلفزيونات الخصوصية في موريتانيا، ورابطة الصحفيين الموريتانيين، حذر من انتهاج أسلوب حبس الصحفيين، فيما خرج الصحفيون صباح الجمعة في مظاهرة رفعوا خلالها شعارات تطالب بوقف مضايقة الصحفيين وحبسهم دون وجه قانوني.



التعليقات (0)

خبر عاجل