تساءلت صحيفة "
إندبندنت" البريطانية عن غياب التعاطف العالمي والدولي عن هجمات أنقرة، في ظل هجمات
بلجيكا، الثلاثاء، التي أوقعت نحو ثلاثين قتيلا.
وفي مقال للكاتبة ياسمين أحمد مع "إندبندنت"، قالت الصحيفة إن "أوروبا استجابت لهجمات بروكسل بطريقتها المعتادة وقت المآسي"، موضحة بالقول: "كان هناك تحقق من السلامة على فيسبوك، وهاشتاغات ورسوم كاريكاتيرية على تويتر.. وسيرفع العلم البلجيكي على عدد من المباني الأوروبية المهمة"، متابعة بأن "عمدة باريس غرد على تويتر بأن برج إيفل سيحمل ألوان العلم البلجيكي، وسيرفع العلم البلجيكي على شارع داوننغ الكبير في بريطانيا".
واستدركت "إندبندنت" بالقول: "أين كانت هذه الكاريكاتيرات التضامنية مع أولئك الذين ماتوا في
تركيا بهجمات
إرهابية كذلك؟ لماذا لم يرفع شارع داوننغ العلم التركي بعد الهجمات؟".
وأوضحت "إندبندنت" أن الأسبوع الماضي شهد مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 36، وفي شباط/ فبراير الماضي قتل 28 شخصا وأصيب 60، وفي كانون الثاني/ يناير خلف هجومان انتحاريان 18 قتيلا وإصابة 53، بينما قتل في عام 2015 وحده 141 شخصا وأصيب 910 آخرون، بهجمات إرهابية.
وقالت "إندبندنت" إنه "يبدو أن هناك حدودا لتضامننا، وهي حدود تبدو بشكل خريطة غرب أوروبا، حيث تبقى تركيا خارجها وبعيدة عن اهتمامنا، وليست قريبة بما ينبغي لنمنحها تعاطفنا"، مشيرة إلى أن تركيا بالنسبة لأوروبا "غريبة، ومكان لقضاء العطلات، لكنه ليس مكانا للفهم أو التعاطف".
وبالرغم من أن بعض الهجمات في تركيا حملت دوافع مختلفة عن هجمات باريس، في إشارة إلى هجمات الأكراد، وبعضها الآخر نفذه مسلحو
تنظيم الدولة، فإن الأداة كانت نفسها: "الإرهاب". ولذلك فاستجابتنا الجماعية يجب أن تكون نفسها: التعاطف والتضامن، بحسب "إندبندنت".
وقالت الصحيفة البريطانية إن "لامبالاة أوروبا وشكها الدائم بالإسلام يغذي المنظمات الإرهابية مثل تنظيم الدولة"، مستشهدة بالناشطة الباكستانية ملالا يوسفزاي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام والمسلمة الناجية من "إرهاب" طالبان، بقولها: "إذا كان القصد هو إيقاف الإرهاب، فلا تلوموا كل المسلمين على ذلك، لأن هذا لن يوقف الإسلام، بل سيدفع المزيد من المتطرفين".