مقابلات

"عربي21" تحاور رئيس الإقليم الفيدرالي الذي أعلن عنه بسوريا

أبدى سلوم استعداده للعمل مع النظام السوري - أرشيفية
أبدى سلوم استعداده للعمل مع النظام السوري - أرشيفية
قال رئيس فيدرالية "روج آفا" لـ"عربي21": "العرب وباقي المكونات ليسوا كومبارسا في فيدرالية كردية، ولا مشكلة لنا فيمن يقود البلاد".

وأعلن قبل أيام، عن قيام فيدرالية "روج آفا" من قبل المجتمعين في مؤتمر رميلان بريف الحسكة، شمال شرق سوريا، في الوقت الذي قال منظمو المؤتمر إنّه ضم ممثلين عن كافة الشرائح في المنطقة المشمولة بالفيدرالية في شمال وشرق سوريا، والتي تضم وفق الإعلان تل أبيض وريف الحسكة ومدينة عفرين وريفها، وهي مناطق تخضع لسيطرة قوات الحماية الكردية.

وانتخب المؤتمر الذي ضم 200 عضو، رئيسين مشتركين للفيدرالية المعلنة، أحدهما عربي وهو منصور سلوم، وأخرى كردية، وهي هدية يوسف.

التقت "عربي21" بالرئيس المشترك لـ"فيدرالية روج آفا"، منصور سلوم، للتعرف على المقصود بهذا الإعلان، والأسس التي تم تبينها، فضلا عن علاقة الإقليم المعلن عنه بالنظام السوري من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى، وكذلك علاقتها مع باقي دول العالم، بالإضافة لمقومات استمرارها، وغير ذلك الكثير.

ووصف سلوم ما تم الإعلان عنه بأنها "فيدرالية ديمقراطية مجتمعية، تحفظ وحدة التراب السوري وأخوة شعبه، مؤكدة عدم الانفصال"، مشيرا إلى أن "البلد يواجه تحديات كبرى، حيث أصبح يمضي للانزلاق نحو الفوضى، وغياب الإرادة السورية، من خلال المؤتمرات الدولية، التي تعقد وتُدار بالنيابة عن الشعب السوري، ودون وجود أي قرار له"، بحسب تعبيره.

وقال سلوم إن الفيدرالية التي أعلن عنها هي "جزء من سوريا، التي عاصمتها دمشق"، معتبرا أن الفيدرالية المعلنة ستكون جزءا من الحل النهائي للأزمة السورية.

وفيما يتعلق بآلية اختيار أعضاء مؤتمر رميلان، قال سلوم: "إنّ الاختيار تم على أساس النسبية من المقاطعات، وما حصل في انتخابات الرئاسة، حظي برضا الجميع، وفق اقتراع انتخابي حقيقي".

وحول سيطرة الأكراد على الفيدرالية المعلنة، وما يُقال عن كون العرب وباقي المكونات مجرد "كومبارس" فيها، قال السلوم: "أنا انتخبت رئيسا لهذا المجلس كوني عربيا، والمناقشات كلها في المؤتمر كانت من السريان والعرب، ونحن نرفض الإقصاء ولم يفرض علينا أي شيء آخر"، وفق قوله.

وتحدث سلوم عن علاقة الإقليم المعلن عنه، بقوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها فقري، وذكر أنه سيتم افتتاح مكتب للتنسيق بين المدنيين والعسكرين، مضيفا: "نحن على مسافة قريبة من بعضنا، وتصلنا تقارير يومية عن سير القتال على الجبهات".

وفي سياق الآليات التي سيتبعها القائمون على "الفيدرالية"، من أجل ضبط ممارسات العسكر، قال سلوم في حديثه لـ"عربي21: "أنا دعوت المسؤولين عن القوات العسكرية والأمنية، وطالبتهم بعدم دخول المسلحين إلى المدينة حتّى في أيام الإجازة. لا يجوز أن يدخل العنصر بسلاحه، كما أن أي اعتقال لن يتم إلا عن طريق النيابة، حيث قمنا بتأسيس دار للعدل يقوم عليها قضاة نزيهون، وسنقوم بإبداء المرونة تجاه أي تظلم، فهم أهلنا، ومن أخطأ نريد إصلاحه وليس نبذه، كما أن المساجين هنا يعاملون معاملة جيدة".

وفيما يتعلق بالانتهاكات وعمليات التهجير التي حصلت ضد العرب والتركمان في المناطق التي سيطرت عليها القوات الكردية، قال سلوم: "ما حدث، أن قسما من أهالي تل أبيض كانوا مرتبطين بتنظيم الدولة، وارتكبوا انتهاكات بحق أقرانهم من أفراد المجتمع، وعندما رحل التنظيم، رحلوا معه، قبل أن تصل وحدات الحماية الشعبية الكردية"، وفق قوله.

وأضاف: "الحالة الثانية أنّ هناك مناطق تقع في الجبهة، وحرصا منا على سلامتهم تم إبعادهم عن مناطق الجبهة، وإسكانهم في قرى تركها أهلها. لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد أخطاء، فنحن في حالة حرب، ونحن بصدد معالجة أي تظلم، حيث تم الإفراج عن الكثير من السجناء الموقفين للتحقيق، لكن في المقابل يجب ألا يعمم الخطأ على التجربة بأكملها"، كما قال.

وتطرق سلوم للعلاقة مع المنظمات الحقوقية الدولية، ومدى إمكانية السماح لها بزيارة السجون لدى الإقليم المعلن عنه حديثا، والإدارة الذاتية في السابق، قائلا: "ناشدنا وتوسلنا منظمات حقوق الإنسان أن تأتي إلى روج آفا"، مبديا استعداده لتأمين أمنهم، "حيث إننا نريد أن تأتي المنظمات للوقوف على الحالة الحقيقة هنا"، على حد تعبيره.

وردا على ما يقال عن أن إعلان الفيدرالية، جاء عقب فشل الإدارة الذاتية، قال سلوم: "لن تفشل الإدارة الذاتية وستتابع أعمالها، وقدمت ما يمكن تقديمه لخدمة أفراد المجتمع، لكنها لم تكن حلا لسوريا، لكن الفيدرالية هي رؤية للحل الشامل والنهائي للأزمة السورية".

كما تحدث عن العلاقة بنظام بشار الأسد، وقال: "نحن على مسافة قريبة من النظام، وقدمنا ما يمكن تقديمه عندما كان النظام غير قادر على حمايتنا، حيث حاربنا جميع الجماعات الإرهابية، حتى مجيء تنظيم الدولة إلى تل أبيض، وقدمنا الدماء لنحرر هذه المناطق، ولذلك يحق لنا أن نطالب بحقوقنا".

وعبّر عن الاستعداد للحوار مع "النظام وكافة دول العالم". وأضاف: "لا يهمنا بشار أو غيره، وما يهمنا هو سوريا الوطن، والحفاظ على التراب السوري. والفيدرالية التي نقودها، جاءت لمنع تقسيم سوريا، ووحدة ترابها، والنظام الحالي من الممكن أن يتغير أو يرحل، لكن ما نريده هو نظام يعترف بحقوق الجميع، حيث إنّ عددا كبيرا من الدول تعيش تجربة الفيدرالية، وتحقق نموا في جميع المجالات، وما نريده الآن هو الحفاظ على المجتمع، وتقديم حل للأزمة السورية، وبعد انتهائها سيكون هناك حوار طويل".

وأشار سلوم إلى أن القائمين على الإقليم الذي تم الإعلانه عنه "لا يريدون التصعيد مع أي طرف" في القامشلي، موضحا أنه سيتم الاتفاق على إدارة المناطق خلال الأيام المقبلة.

وفي المقابل، هاجم سلوم فصائل الثوار، معتبرا أنه "لا توجد معارضة معتدلة، فتل أبيض كان فيها 132 كتيبة لم أر فيها كتيبة واحدة معتدلة، لكن عدونا الأول هو تنظيم الدولة، وجبهة النصرة، بالإضافة لكل الفصائل الظلامية"، بحسب وصفه.

لكن سلوم عاد للقول: "نريد الحوار مع الفصائل المعتدلة، إن كانت جادة؛ لأننا لا نريد الاقتتال ونسعى لحقن دماء السوريين، وعلى العالم أن يشكرنا لأننا قدمنا الدماء وحررنا الأرض، وبنينا المؤسسات، في حين أن الطرف الآخر هدم البلد"، دون أن يحدد هذا الطرف الآخر.

ورفض سلوم الانتقادات الدولية التي رافقت الإعلان عن الفيدرالية، وقال إن ما جرى؛ هو تقديم مشروع لحل الأزمة السورية، "وعلى الآخرين أن يقدموا مشاريعهم، والكف عن الانتقادات".

وذكر أن الإدارة الذاتية حال الإعلان عنها، تعرضت للكثير من الانتقادات، "وقد أتتنا وفود أوربية من جنسيات متعددة في السابق من بريطانيا وسويسرا، وقامت بزيارة كافة مناطق الإدارة الذاتية، حيث قلنا لهم: إننا نعمل بأخلاقية ونزاهة، ونعتمد على كافة مكونات المجتمع، وأن المرأة جزء أساسي من الإدارة الذاتية، فضلا عن أن القائمين على هذه الإدارات يقومون بعملهم طوعا وبالمجان، وهو ما شجعهم على الاعتراف بنا"، وفق قوله.

ومن جانب آخر، انتقد سلوم الدور التركي في سوريا، وفي مناطق الإدارة الذاتية، معتبرا أن تركيا "جزء من الفتنة"، بل اتهمها بإرسال "المفخخات والمسلحين الأجانب إلى الداخل السوري". وأضاف: "الانتهاكات التركية، استمرت بعد سيطرة الإدارة الذاتية على مناطق التنظيم سابقا، من خلال قنص وضرب المدنيين في المناطق التابعة للإدارة الذاتية في السابق، وكأنما يسوؤها أي استقرار في البلد"، على حد قوله.

كما انتقد دور السعودية وقطر، متهما إياهما بأنهما "تسعيان لاستمرار التدمير في البلاد، بينما القائمون على الفيدرالية الآن، يسعون للحفاظ على الشعوب، ومكونات الشعب السوري المشترك"، وفق تعبيره.

وكشف سلوم عن إرسال رسائل إلى كافة "دول العالم الحر والديمقراطي، من أجل شرح مشروع الفيدرالية، مرفقا بمسودة لدستور المجلس، مع ما ننوي القيام به، ليتم دراستها من قبل تلك الدول، ولم تأتنا ردود حتى الآن"، نافيا إرسال رسائل مماثلة إلى النظام السوري، أو الائتلاف الوطني السوري.

ولم تقتصر الانتقادات على الدول الحليفة لقوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبر الذراع العسكري للفيدرالية المعلن عنها، حيث انتقد أيضا الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، ورئيس تيار قمح، هيثم مناع، الإعلان عن الفيدرالية.

وكتب على صفحته بـ"فيسبوك": "إن تيار قمح غير معني بمخرجات اجتماع 16-17 آذار، والذي تم فيه إعلان قيام الفيدرالية، كما يرفض مجلس سوريا الديمقراطية أن تفرض عليه القرارات كأمر واقع".

لكن سلوم وضع انتقادات مناع ضمن خلافات "البيت الواحد"، معتبرا أنه "من الممكن أن يكون قد حصل التباس". وأشار إلى عقد اجتماع طارئ مع مناع خلال الساعات القليلة الماضية لتبيان الموقف، رافضا ما يقال عن أن الإعلان عن الفيدرالية هو قفز على مجلس سوريا الديمقراطية، "بل كان الأخير جزءا أساسيا من الاجتماع"، وفق سلوم.

وحول مفاوضات "جنيف3"، قال سلوم إنه في حال تمت دعوة مجموعته للمفاوضات، "فسيكون ممثلو "روج آفا" طرفا ثالثا"، مبديا استعداده للحضور إلى جنيف وإلى كل دول العالم من أجل طرح المشروع الذي تبنوه.

ورأى سلوم، في ختام حديثه لـ"عربي21"، أنّ "فيدرالية روج آفا قادة على الاستمرار، لما تمتلكه من مقومات، حيث يطلق عليها جنة سوريا"، ويوجد فيها جميع مستلزمات الحياة بأرخص الأسعار، حيث يُقدم الخبز بالمجان، والمحروقات بسعر السوق العالمي"، وفق تعبيره.

من هو منصور سلوم؟

منصور سلوم، الرئيس المشترك لـ"فيدرالية روج آفا"، هو من مواليد 1953 في مدينة تل أبيض، حيث تعلم فيها حتى الإعدادية، ثم انتقل للرقة لينال الشهادة الثانوية من إحدى ثانوياتها، ليدرس فيما بعد في كلية الآداب في جامعة حلب. وانتقل للعمل في السلك التعليمي لمدة خمس سنوات، ليصبح فيما بعد على ملاك وزارة التموين، ليشغل منصب مدير العمران فيها لأكثر من 20 عاما. اعتقل من قبل تنظيم الدولة لمرتين عقب سيطرته على مدينة تل أبيض، وصدر بحقه حكما قصاص، لكنهما لم ينفذا.
التعليقات (3)
ramy
الأربعاء، 23-03-2016 12:02 ص
والله قرأت بالبداية من التقرير ولكن عندما وصلت إلى كيفية تهجير العرب أنهم كانوا مع داعش والباقي تم طردهم إلى مناطق آمنة (( تركيا )) فتوقفت عن القراءة لأن كل ماسيقال بعدها هو عبارة عن كذب ونفاق من أجل السلطة ويلعن أبوك ابن ستين كلب يا سلوم
ااااا
الثلاثاء، 22-03-2016 04:52 ص
حبيت الحفاظ على وحدة سوريا و ترابها و مكوناتها ليش سوريا وحدة بس يلي عم يفتح فكرة تقسيمها مو الجحاش امثالك و تقسيم الشعب الى مكونات ثم التقسيم العرقي من اين اجت روج خرا الاسم من بدايتو عرقي الاكراد يشكلون 10% و يسيطرون على مناطق اكبر من حجمهم بالسلاح والادارة الذاتية كانت كافية لتسيير امور المنطقة و ليست بحاجة لفدرالية بس علاك و نغمة تركيا و قطر و السعودية ما ذكرتني غير بحسن زميرة و الاسد وجهان لعملة واحدة
سعيد
الإثنين، 21-03-2016 09:48 م
اعتقد ان الرئيس المشترك العربي لما يسمى اقليم روج آفا (علما انه اسم كردي!!) ينطبق عليه وصف الكومبارس بالدرجة الاولى فما بالكم ببقية العرب في تلك المنطقة. يصيبني التقيء عندما يصرح شخص مثل منصور سلوم انه حريص على وحدة الشعب والتراب السوري!! في هذا الزمان من السهولة ان يبيع الرجل دينه وقوميته ويتنازل عن مبادئه من اجل منصب او حفنة من الدولارات.