طالب عدد كبير من منظمات المجتمع المدني الممثلة للمسلمين في الولايات المتحدة، المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية الملياردير دونالد
ترامب الذي صرح أن "الإسلام يكرهنا"، بالاعتذار للمسلمين.
وجاءت تلك المطالبة في مؤتمر صحفي عقد الخميس، في مقر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) بواشنطن.
وقال رئيس كير، نهاد عوض، في كلمته خلال المؤتمر، إن على ترامب أن يعتذر بشكل واضح من المسلمين، ومن الأقليات الأمريكية الأخرى، واعتبر أن ترامب يلحق ضررا كبيرا بالقيم الأمريكية والإسلامية، التي تحرم
العنصرية.
وأشار عوض إلى أن ترامب، لا يستخف بالمسلمين فقط، وإنما كذلك بالأمريكيين من أصول إسبانية، والنساء، ومجموعات أخرى، مضيفا أنه من الواضح أن ترامب يمتلك معلومات خاطئة عن الإسلام، ولا يعرف الإسهامات الكبيرة التي قدمها المسلمون، للولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد عوض، أن تصريحات ترامب الداعية للتفرقة، تلحق ضررا كبيرا بالمجتمع الأمريكي صاحب البنية التعددية.
بدوره، قال الأمين العام للمجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية (US COM)، أسامة جمال، إن أشخاصا مثل ترامب، يتسببون في تقسيم المجتمع الأمريكي، في وقت هو في أمس الحاجة به إلى الوحدة.
وأعرب جمال عن اعتقاده أن ترامب لا يملك أية معلومات عن الإسلام، ودعا الناخبين الأمريكيين لكي يظهروا لترامب القيم الأمريكية الحقيقية.
وأكد جمال أن على ترامب أن يعلن أنه لم يكن يقصد دين الإسلام، وإنما المسلمين المتطرفين الذين يقتلون الناس، ومعظم ضحاياهم من المسلمين.
وكان ترامب قد قال في لقاء مع قناة سي إن إن الإخبارية الأمريكية، في وقت سابق أمس الخميس، إن "الإسلام يكرهنا"، داعيا الأمريكيين إلى "اليقظة والحذر وعدم السماح للذين يحملون هذه الكراهية بالقدوم إلى الولايات المتحدة".
وفي رده على سؤال حول إذا ما كان صراع الغرب مع الإسلام عامة أم الإسلام المتشدد، قال: "الصراع مع الإسلام المتشدد، لكنه يصعب التعرف عليهما والتمييز بينهما".
هجوم منافسيه
وتعرّض ترامب لهجوم من منافسيه بعد أن قال إن المسلمين يكرهون الولايات المتحدة، في مناظرة استضافته فيها شبكة "سي إن إن" في جامعة ميامي.
وتحوّل السجال في مناظرة الخميس فجأة من توجيه اللكمات، كما حدث في مناظرات الجمهوريين السابقة إلى نغمة متحضرة تركز على قضايا بعينها.
وقال ترامب الذي شكك من قبل في المهام التي يقوم بها الجيش الأمريكي في الخارج، ولأول مرة، إن الجهود التي تبذلها أمريكا للتصدي لتنظيم الدولة قد تحتاج إلى ما بين 20 و30 ألف جندي، وهو رقم مماثل لما يطرحه بعض الجمهوريين الصقور.
ومناظرة الخميس لها أهمية لأنها تجيء قبل أيام من الانتخابات التمهيدية التي تجري في ولايتي فلوريدا وأوهايو، التي ستحدد مصير الحملة الانتخابية لكل من سناتور فلوريدا ماركو روبيو وحاكم أوهايو جون كاسيتش، اللذين تتضاءل فرصهما في السباق.
وبعد أن فشلت الهجمات السابقة في وقف تقدم ترامب، تبنى روبيو وتيد كروز وهو سناتور من تكساس نغمة متحضرة أكثر، وأثارا تساؤلات بشأن مواقف الملياردير السياسية دون اللجوء إلى مهاجمة شخصه.
بينما حاول ترامب في المناظرة كسب ود المؤسسة الجمهورية، قائلا إنه يكسب تأييد ناخبين غير جمهوريين، وهو ما يمكن أن يحقق للحزب النصر في الانتخابات الرئاسية التي تجري في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، كما أنه تجنب بدوره الهجمات الشخصية على منافسيه التي كانت تقابل في المناظرات السابقة بالتهليل والاستهجان في آن واحد.
وقال ترامب: "الحزب الجمهوري أمامه فرصة عظيمة على احتواء ملايين الأشخاص، وهذا لم يحدث من قبل. إنهم يأتون بالملايين. وعلينا أن ننتهز الفرصة".
لكن ترامب لم يتخل عن مواقفه المعلنة المسبقة التي يرفضها كثيرون في المؤسسة الجمهورية، ومنها قناعته التي أعلنها على شاشات التلفزيون خلال مقابلات متعددة بأن المسلمين "يكرهوننا".
وقال ترامب الذي اقترح فرض حظر مؤقت على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة: "لدينا مشكلة كراهية خطيرة. كم هائل من الكراهية".
ورد عليه روبيو وكروز وكاسيتش قائلين، إن الولايات المتحدة بحاجة إلى المحافظة على علاقتها الجيدة في تنظيم الدول في الشرق الأوسط للمساهمة في محاربة مسلحي تنظيم الدولة.
وقال روبيو: "علينا أن نعمل مع من يدينون بالإسلام حتى وإن كان الدين الإسلامي يواجه أزمة من الداخل".
ودافع روبيو عن الأمريكيين المسلمين وعن وطنيتهم.
وقال: "إذا ذهبت إلى أي مكان من العالم ستجد رجالا ونساء أمريكيين يخدمون في الجيش، وهم مسلمون".
وتعهد ترامب في غمار حديثه عن إرسال ما بين 20 و30 ألف جندي لإلحاق الهزيمة في تنظيم الدولة بإنجاز المهمة سريعا، وإعادة الجنود إلى الوطن للتركيز على إعادة بناء الولايات المتحدة.
وقال: "ما من خيار آخر أمامنا، علينا أن نهزم داعش. سأصغي إلى الجنرالات، لكني أسمع أرقاما تتراوح بين 20 و30 ألف جندي".
وتجري الانتخابات التمهيدية المقبلة في فلوريدا وأوهايو الثلاثاء المقبل، والفائز فيهما يحصل تلقائيا على مجمل أصوات المندوبين في الولاية.
وحتى الآن، أجريت الانتخابات التمهيدية في 25 ولاية وفي بويرتوريكو، وحصل ترامب على أكبر عدد من أصوات المندوبين. وطبقا لإحصاء أسوشيتيدبرس، حصل ترامب على تأييد 458 مندوبا، ويجيء بعده كروز 359 مندوبا، ثم روبيو 151 مندوبا وكاسيتش 54 مندوبا.
وفي كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، أطلق ترامب، الذي يعدّ أوفر المرشحين الجمهوريين حظا للفوز بترشح حزبه للانتخابات الرئاسية، التي ستجري نهاية العام الجاري، أول تصريحاته الانتخابية المعادية للمسلمين، عندما دعا إلى فرض حظر مؤقت وشامل على دخولهم إلى الولايات المتحدة، "حتى يتم التوصل إلى آلية يمكن من خلالها الفصل بين المتطرفين وغيرهم".