سياسة عربية

عدد الضحايا المدنيين في أفغانستان يسجل رقما قياسيا

أكثر الضحايا من النساء والأطفال - أ ف ب
أكثر الضحايا من النساء والأطفال - أ ف ب
قالت الأمم المتحدة الأحد إن عدد الضحايا المدنيين في الحرب بأفغانستان سجل معدلات قياسية للعام السابع على التوالي خلال عام 2015، مع انتشار العنف في البلاد في أعقاب انسحاب معظم القوات الدولية.

وأضافت المنظمة الدولية في تقريرها السنوي عن عدد الضحايا المدنيين، إن 3545 على الأقل من غير المقاتلين لقوا حتفهم كما أصيب 7457 جراء القتال العام الماضي في زيادة نسبتها أربعة في المئة عن عام 2014.

وقال نيكولاس هايسوم رئيس بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان في بيان: "الضرر الذي لحق بالمدنيين غير مقبول تماما".

وكتب محققون إن المزيد من غير المقاتلين يجدون أنفسهم محاصرين وسط تبادل إطلاق نار، مع تصاعد القتال بين قوات الحكومة المدعومة من الغرب وجماعات المقاتلين.

والاشتباكات البرية هي السبب الرئيسي لسقوط ضحايا من المدنيين؛ إذ سجلت 37 بالمئة تليها انفجارات القنابل المزروعة على الطرق، التي سجلت 21 بالمئة ثم الهجمات الانتحارية وسجلت 17 بالمئة.

وأكثر الضحايا من النساء والأطفال إذ ارتفع عدد الضحايا من النساء 37 بالمئة، في حين زادت نسبة الوفيات والإصابات بين الأطفال بنسبة 14 بالمئة.

وقفز عدد الضحايا الذين سقطوا بسبب قوات الأمن الحكومية 28 بالمئة، مقارنة مع عام 2014 ليمثل 15 بالمئة من إجمالي العدد.

وترجع الزيادة بنسبة تسعة في المئة في عدد الضحايا المدنيين، الذين سقطوا ضحايا للقوات العسكرية الدولية بشكل كبير، إلى الضربات الجوية الأمريكية في تشرين الأول/ أكتوبر على مستشفى تابع لمنظمة أطباء بلا حدود، التي أسفرت عن مقتل 42 شخصا بين عاملين ومرضى وأفراد عائلات المرضى كما أصابت آخرين.

وأوضح التقرير أن إجمالي 103 مدنيين قتلوا كما أصيب 67 بسبب القوات الأجنبية العام الماضي.

واتهم بيان من الرئيس أشرف عبد الغني حركة طالبان بانتهاك القانون الدولي. وقال إن قوات الأمن الأفغانية خاضت تدريبا اعتياديا لضمان حماية المدنيين، وإنها معرضة للتحقيق إذا وقعت أي انتهاكات.

ورفضت حركة طالبان التقرير واصفة إياه بأنه "دعاية جُمعت بطلب من القوات المحتلة"، وقالت إن الحكومة في كابول وحليفتها الأمريكية هي السبب الرئيسي للقتل والإصابات.

وقال مسؤولون من الأمم المتحدة إن الجانبين لم يفيا بتعهدات بالحد من الخسائر.

وكما كان الحال في السنوات الماضية ألقي باللوم على جماعات مسلحة مثل حركة طالبان في أغلبية عدد القتلى والمصابين المدنيين بنسبة 62 بالمئة. واتهم المحققون المسلحين باستخدام أساليب ألحقت أضرارا بالمدنيين سواء "بشكل متعمد أو دون تمييز".

وتأثر بشكل خاص السكان في شمال وجنوب البلاد، في الوقت الذي كافحت فيه قوات الأمن الأفغانية لصد هجمات مقاتلي طالبان في إقليمي قندوز وهلمند ومناطق أخرى.

وقالت دانييل بل مديرة برنامج حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أفغانستان: "يشير التقرير إلى التزامات تقدمت بها كل أطراف الصراع لحماية المدنيين، إلا أن الأرقام الموثقة في عام 2015 تعكس تباينا بين الالتزامات والواقع القاسي على الأرض.

"تٌظهر التوقعات باستمرار القتال خلال الشهور المقبلة والمعدلات الحالية للضحايا المدنيين، الحاجة الملحة لاتخاذ جميع أطراف الصراع خطوات فورية للحيلولة دون إلحاق ضرر بالمدنيين".

ومنذ بدأت الأمم المتحدة تسجيل عدد الضحايا المدنيين في أفغانستان عام 2009 وثقت نحو 59 ألف حالة وفاة وإصابة.
التعليقات (0)