قضايا وآراء

مبادرة البرلمانيين.. حل ناجع لأزمة الإخوان

عصام تليمة
1300x600
1300x600
أصدر عدد من البرلمانيين الإخوان مبادرة بذل فيها جهد كبير، لا يمكن التقليل منه، أو إهماله، فيما يعانيه الصف الإخواني الآن من أزمة طاحنة، باتت تهدد مؤسساته المنتخبة، وتهدد قيمه التنظيمية، والدعوية على حد سواء.

تشكلت اللجنة من البرلمانيين الإخوان، وعملت ما يمكن تسميته بلجنة (تقصي الحقائق)، وطافت على كل الأطراف، ودونت كل ما توصلت إليه من معلومات وحقائق، بما يمكن أن نسميه قاعدة بيانات، لأول مرة مكتوبة عن أزمة من أزمات الإخوان المسلمين، التي كانت من قبل في كل أزماتها تعتمد على ذاكرة الناس، ثم بعد فترة يخرج من يكتب من وجهة نظره، ويثار الجدل حول ما يكتبه الجميع.
لقد قامت اللجنة التي شكلها البرلمانيون بوضع ثوابت لمبادرتهم، تتمثل في التالي:  أ- الإسراع برأب الصدع ضرورة قصوى للثورة والحركة. ب- الحسم وعدم التردد هو واجب الوقت. ج- التعجيل بتشكيل هيئات شورية لكل المستويات الإدارية. د- الانتهاء من اعتماد رؤية استراتيجية تتسق مع الثورة وتتماشى مع الصف. هـ- المؤسسية والشفافية والمحاسبة. و- تمثيل مناسب للشباب والمرأة في كل المستويات.

ووضعت ضوابط وقواعد، تعبر عن الجسم الكبير لجماعة الإخوان المسلمين، وعن طموحات جميع شباب الجماعة، ومعظم صفوفها، اللهم إلا حفنة قليلة ممن تنتفع ببقاء الحال كما هو عليه، تتمثل الضوابط والقواعد فيما يلي: أ- التغيير هو الشعار الحقيقي للمرحلة والانتخابات هي الوسيلة المثلى لذلك. ب- يستبعد من الانتخابات القادمة كل من أمضى في موقعه دورة انتخابية. ج- سرعة إجراء انتخابات جميع فروع الرابطة التي تجاوز مسؤولوها 4 سنوات. د- الوقف الفوري من جميع الأطراف لكل أشكال التراشق الإعلامي، أو التشهير التنظيمي، أو استخدام الأدوات التنظيمية أو المادية لتغليب رأي على آخر. هـ- يجب تمثيل الخارج في الانتخابات القادمة (الشورى والإرشاد)؛ فالخارج والداخل وحدة واحدة لا تتجزأ.
و- تعديل اللوائح وتحديد المهام والفصل بين الاختصاصات، وفك الاشتباك بين الجهات، واعتماد معايير العدالة والنزاهة.

ويتم تنفيذ كل ما مضى عبر إجراءين مهمين، وهما: أ- إجراء انتخابات شاملة (مجلس شورى جديد - مكتب إرشاد جديد - مجلس رابطة جديد - مكتب خارج جديد). ب- جمع أصحاب الرأي والخبرة والاختصاص وشركاء الثورة (ووضع جميع الرؤى الاستراتيجية التي تم التوصل إليها بين أيديهم، مع ما يطرحونه) للوصول لرؤية استراتيجية واضحة المعالم، يلتزم بها الجميع بعد اعتمادها من مجلس الشورى العام خلال شهرين من تاريخ انتخابه.

هذا مجمل المبادرة، ولا يخفى على أحد الجهد المبذول فيها، كما أنهم عملوا على عدم شغل أنفسهم بالحكم على أي الطرفين صواب، وأيهم خطأ، رغم وضوح ذلك لهم عبر ما قاموا به، أي الفريقين أكثر أخطاء، فقد أخطأ الجميع بما لا يخفى على منصف، ولكنهم اهتموا بالحل، ولم يهتموا بالإدانة لأحد.

العجيب أن هذه المبادرة عرضت على اللجنة الإدارية في مصر، التي تقوم على إدارة شؤون الجماعة في مصر، منذ ما يقرب من أربعين يوما، والأعجب أنه لم يتم الرد عليها حتى الآن، بل ما تم هو القرارات والإعلانات التي شقت صف الإخوان أكثر، وهو ما يعني أن هناك من يريد أن يمضي في خط الانقلاب على مؤسسات الجماعة المنتخبة، وهدمها وكأنها لم تكن شيئا مذكورا.

لقد وضعت هذه المبادرة التي قام بها أربعة وأربعون نائبا من نواب جماعة الإخوان، يدها على أصل الداء في أزمة الجماعة، وشخصته جيدا، واجتهدت في وضع العلاج، ويظل السؤال المهم الآن: هل ستضع هذه المبادرة الجيمع أمام مسؤولياته، وتكشف القناع عن كل من لا يريد بالجماعة خيرا، بل يريد الاحتفاظ بمغانم شخصية. والسؤال الأهم: هل سيكون للقواعد هنا دور في إنهاء هذه الأزمة؟!

[email protected]
التعليقات (4)
أبو تامر
الأحد، 03-01-2016 02:03 م
شهادة حق وصدق لكاتب يختلف معه الطيبون أحيانا ربما لأنه يجأر بالحق وإن كان مرا دون تزيين فيأتى وقع كلامه صاعقا فى كثير من الأحيان وهذا النمط من الكتابه مطلوب لإيقاظ الوعى لأن الرجل لم يسعى يوما إلى منصب ولذلك فكلماته قد تكون كطلقات الرصاص والإخوان قوم طيبون ومؤدبون ولا يألفون هذذا النوع من الكتابات ورأيى أن هذا النمط من الكتابات قد لا يكون مقبولا فى المجال الدعوى ولكنه فى المجال السياسى مطلوب ورحم الله أبى ذر عمل بوصية رسول الله له ( قل الحق ولو كان مرا ) وهكذا كان يفعل ولكنه قبل أن يفعل زهد فى الدنيا فلم تكبل حركته مطامع ولا مناصب بإختصار حرر لسانه قبل أن ينطق بكلمه - مبادرة البرلمانيين فرصه سانحه للم الشمل والبدأ من جديد وفق أسس وأطر محدده على ميه بيضاء كما يقول القائل فليت قومى يقبلون ويعملون ولتكن بأيديهم لا بيدى عمرو كما يقول المثل
د.علي عدلاوي
الأحد، 27-12-2015 05:05 م
عذرا عن بعض الأخطاء الواردة في التعليق فقد كتبته على عجل....
الدكتور علي عدلاوي
السبت، 26-12-2015 11:52 ص
الحقيقة أن أزمة الإخوان المسلمين بدات منذ وفىت الملهم الموهوب الإمام الشهيد قدس الله ثراه، والشيخ محمد الغزالي في مذكراته يشرح الوضع جيدا، وكان قادة التنظيم الخاص بعقليتهم العسكرية هم من يتحكمون في الحركة، وكان الداعية المحبوب عمر التلمساني الجزائري مثل الديكور فقط، لأن الخلفية الاستبدادية في الحركة هي السيدة والقائدة الفعلية....لا يهم، المهم والاهم أن خطا الإخوان الاسترتيجي اليوم هو في استبعاد عبد المنعم أبي الفتوح من الحركة، والاستحواذ على منصبه الانتخابي في رئاسة الجمهورية، بمعنى أنه لو أن الإخوان اصطفوا حوله وأعطوه الأصوات، لما انقسم الشارع المصري، ولما حصل الشفيق الرفيق؟؟على 48 بالمائة....نحن الآن مع مرسي وبديع وكل الخيرين في الجماعةن حتى يندحر الانقلاب الفاشي المجرم العميل....ثم لا بد من التفكير بجدية في تجديد كااامل لفكر واستراتيجية الجماعة....كان الله في عونكم وفك أسركم وردكم إلى مصر الكنانة منتصرين ظافرين، فأنت أولى من يحكمها ويحرر القدس من براثن الصهاينة وعملائهم..محب الإخوان وحسن البنا....
د.حسن الحملاوى
السبت، 26-12-2015 01:24 ص
يافضيلة الشيخ الحبيب لايصح الا الصحيح ان الخلافات والآضطرابات كانتت ستحدث يومآ ما لان فى تشكيل الجماعه خلل بسيط ظل يتفاقم حتى احدث زلزالا تكوين الجماعه كان بفكر انجليزى استعمل البنا رغم ذكاء الرجل وهدف الانجليز كان مشابهآ لم احدثوه فى كل مستعمراتهم. مثل الشريف حسين فى الجزيره العربيه وبن فاديان فى الباكستان وكان البنا المجدد لا يفطن الى ان الانجليز يريدون متدينون ممارسون بلا فقه حيال بلد فيه الازهر الفقه بلا سلوك وظل كره الاخوان ماثل فى قلوب الفقهاء يصرحوا احيانأ ويخفونه اخرى كذلك اوحى للاخوانى الفرد البسيط انه الاقرب الى الله فزاد كره الناس لهم ثم التشويه المتعمد من العسكر والاعلام الصهيونى والان فقد اقترحت عليهم ان يتسع التنظيم اكل المسلمين ان يبقوا على المنهج الذى اثبت نجاحه مع الزمن ان يعلنوا اعتزال العمل السياسى 10 سنوات حتى تبرد الفصائل التافهه الاخرى كل ماورد فى اقتراحات البراماتين عظيم جدآ ليتهم يلتزموه لابد ان يدرك الاخوان انهم تحملوا امانة الدعوه وعليه فمن العار ان يتخاذلوا عن حمل الامانه وهم ينافسوت على مناصب دنيويه تافهه لان الشعب يحتاج الى تزكيه فسياتى يومآ يخرج السعب يتوسل اليهم ليمثلوه وكذلك ليحكموه بالعدل والقسطاس د.حسن الحملاوى MB BCH DA LON FFARCSI

خبر عاجل