سياسة دولية

مركز معلومات روسي سوري عراقي إيراني ضد تنظيم الدولة

نائب رئيس كتلة حزب "روسيا الموحدة" البرلمانية فرانتس كلينتسيفيتش - أرشيفية
نائب رئيس كتلة حزب "روسيا الموحدة" البرلمانية فرانتس كلينتسيفيتش - أرشيفية
كشف مصدر عسكري دبلوماسي في موسكو، السبت، أن روسيا والنظام السوري والعراق وإيران قامت بإنشاء مركز معلومات في بغداد، يضم ممثلي هيئات أركان جيوش الدول الأربع، وفق قناة "روسيا اليوم".

ويأتي تشكيل هذا المركز خارج دول التحالف الذي تترأسه الولايات المتحدة الأمريكية، من قبل الدول التي تعد حليفة لرئيس النظام السوري، بشار الأسد.

وأشار المصدر ذاته إلى أن الوظائف الأساسية للمركز المذكور ستتلخص في "جمع ومعالجة وتحليل معلومات عن الوضع في منطقة الشرق الأوسط"، في سياق محاربة تنظيم الدولة، مع توزيع هذه المعلومات إلى الجهات ذات الشأن، وتسليمها إلى هيئات أركان القوات المسلحة للدول المشاركة في المركز.

وذكر المصدر أن إدارة المركز ستكون بالتناوب بين ضباط من روسيا والنظام السوري والعراق وإيران، على ألّا تتجاوز فترة إدارة كل طرف ثلاثة أشهر. 

وخلال الأشهر الثلاثة الأولى، سيقوم الجانب العراقي بهذه المهمة، وفقا لما تم الاتفاق عليه بين الدول الأربع، بحسب المصدر.

وأعرب المصدر العسكري الروسي عن اعتقاده بأن إنشاء المركز المعلوماتي سيصبح خطوة هامة في طريق "جمع جهود دول المنطقة في مواجهة الإرهاب الدولي وتنظيم داعش في المقام الأول"، على حد قوله.

وأضاف أن نجاح عمل المركز سيخلق في الأفق القريب "ظروفا مواتية لتشكيل لجنة تنسيق على أساسه لضمان التخطيط العملياتي، وإدارة قوات روسية وسورية وعراقية وإيرانية في محاربتها لداعش".

وأكد ما قاله المصدر العسكري الروسي، بيان عراقي صادر عن قيادة العمليات المشتركة، جاء فيه تأكيد وجود تعاون أمني وعسكري مع روسيا وإيران وسوريا ببغداد للقضاء على تنظيم الدولة، مبينا أن ذلك جاء مع تزايد القلق الروسي من تواجد آلاف الإرهابيين الروس مع التنظيم.

وقالت القيادة في بيان لها إن "العراق شكل خلال الأشهر الماضية عدة لجان للتعاون في المجالين الأمني والاستخباري مع دول أعربت عن استعدادها للتعاون مع العراق في محاربة الإرهاب وتخشى من تمدد عصابات داعش الإرهابية".

إنشاء مركز المعلومات "كان متوقعا"

ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن المدير السابق لقسم التعاون العسكري الدولي في وزارة الدفاع الروسية، ليونيد إيفاشوف، قوله إن قرار إنشاء مركز معلوماتي في بغداد "جاء نتيجة لاتفاقات تم التوصل إليها بين الدول الأربع منذ زمن طويل".

وفي تصريح لوكالة "إنترفاكس" الروسية، قال إيفاشوف: "كان هناك خطط لضمان تنسيق معين في إجراء عمليات عسكرية، خاصة بين النظام السوري وروسيا وإيران، أما الآن، فجرى توزيع الوظائف، الأمر الذي يسمح بالحديث عن إنشاء مركز للتخطيط العملياتي".

وأشار الخبير إلى أن دور روسيا وإيران سيتلخص في بلورة توصيات تخص خوض عمليات قتالية للدولتين المحاربتين هما العراق وسوريا. وذكر إيفاشوف أن مشاركة روسيا في عمل المركز لا تعدّ خرقا لأي معاهدات دولية.

وتابع الخبير العسكري الروسي: "يجب ألا نهتم أكثر من اللازم بموقف الأمريكيين. إن الحق في الدفاع الفردي والجماعي مسموح به وفقا لميثاق الأمم المتحدة. والجميع يدركون أن الأمريكيين هم الذين يقفون وراء كل هذه الطبخة ضد سوريا والعراق، ومن المستبعد أن يساهموا (في عمل المركز) بأي شكل من الأشكال".

واشنطن والانضمام لمركز المعلومات 

من جانبه، قال نائب رئيس كتلة حزب "روسيا الموحدة" البرلمانية عضو لجنة الدوما (البرلمان) للدفاع، فرانتس كلينتسيفيتش، إنه ينظر إيجابيا إلى قرار إنشاء المركز المعلوماتي في بغداد، خصوصا أن التعاون فيه سيتم على مستوى الاستخبارات والوحدات الخاصة منها، التي تتعامل مع مثل هذه المشكلات.

وأضاف أن "هذا الأمر عظيم، لأن هذه الوحدات ستحصل على إمكانية الحصول على المعلومات وتبادلها، والأهم من كل ذلك استخدامها على الشكل المناسب".

وعبّر كلينتسيفيتش عن قلقه بشأن أن هذا المركز سيتشكل خارج دول التحالف الدولي الذي تترأسه الولايات المتحدة، حيث شكك بانضمام واشنطن إلى المركز مستقبلا، بسبب "ارتباط للولايات المتحدة بخطط أخرى، وأن ليس كل ما يتعلق بسوريا والسلطات الحالية هناك يلقى قبولا لدى واشنطن، وأنها ستعمل كل شيء للإطاحة بالسلطات هناك".

يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض في نهاية شهر حزيران/ يونيو الماضي على قادة النظام السوري ودول المنطقة، ومن ضمنها تركيا والأردن والسعودية، تشكيل تحالف في الحرب ضد تنظيم الدولة.

وأعربت روسيا مرارا عن استعدادها للمساهمة في إرساء حوار بين هذه الدول، في حين تعترض الولايات المتحدة على تقديم أي مساعدة لدمشق.

لكن روسيا دعت التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة إلى التعاون مع سلطات النظام السوري تحت إشراف الأمم المتحدة.
التعليقات (2)
GAYED ABDALLAH
الأحد، 27-09-2015 12:37 م
قال الله تعالى لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون 111 س آل عمران
محمد احمد
الأحد، 27-09-2015 10:40 ص
غشيم من يعتقد بأنه مثل ما يقول، بل هو ضد الدول العربية السنية في المشرق العربي ( كويت امارات قطر بحرين سعودية). مشروع توسع صريح. انظر اليها لم تبقى الى 4 دول منها لان البحرين قد بدأت القلاقل الطائفية بها و السعودية تحركات صغيرة مشابهة لما كان يحدث بالعراق في السبعينات لكن و الامارات على نار لان الايرانين لهم تجمعاتهم القوية هناك و قطر لا اعرف.