مقابلات

"عربي21" تلتقي اللاجئ السوري الذي اعتدت عليه المصورة الهنغارية

أسامة مع ابنه بعد الاعتداء عليه في هنغاريا (يسار) ثم بعد وصوله إلى إسبانيا
أسامة مع ابنه بعد الاعتداء عليه في هنغاريا (يسار) ثم بعد وصوله إلى إسبانيا
* لم أعلم بأن المصورة هي من عرقلتني إلا بعد وصولي إلى النمسا وسأقاضي المصورة والصحيفة
* رئيس المدرسة الكروية في خيتافي هو دعاني إلى إسبانيا
* نادي ريال مدريد عرض تدريب أحد أبنائي الكبار لديه
* على الرياضيين السوريين التفكير بجدية لإنشاء منظمة تمثلهم والبحث خارج تركيا وأنا سأكون معهم

لم يدر في خلد أسامة عبد المحسن المعروف بـ"أسامة الغضب" بأن عرقلة حصلت معه أثناء رحلة لجوئه إلى أوروبا ستغير مجرى حياته، بعدما كان يحذر اللاعبين الذين كان يقوم بتدريبهم من عرقلة الخصم كي لا يتعرضوا للبطاقة الصفراء أو الحمراء.

المدرب السابق في نادي الفتوة، في دير الزور السورية، الذي تفاعل معه ملايين الناس بعد انتشار مقطع فيديو لمصورة هنغارية وهي تقوم بعرقلته، أكد في حوار خاص مع "عربي21" معه أنه تلقى عرضا لتدريب إحدى الفئات العمرية في نادي خيتافي الإسباني، كما تلقى عروضا لانضمام وتدريب أبنائه في الأندية الإسبانية.

ورأى أن على الرياضيين السوريين أن يجتمعوا ويتحدوا لتأسيس مؤسسة رياضية يتم الاعتراف بها دوليا، وأنه سيكون من بين مؤسسيها.

وفيما يلي نص الحوار:

* بداية لو تسرد لنا سيرتك الذاتية؟

- أنا أسامة عبد المحسن، من مواليد دير الزور 1963 أحمل دبلوم تربية رياضية، زيادة سنة في اختصاص كرة قدم دراسة، وكنت أعمل موجها تربويا في مديرية التربية بدير الزور ومدرب بنادي الفتوة منذ عام 1983، ومصنف لدى الاتحاد السوري لكرة القدم مدرب معتمدا.

* حدثنا عن قصة لجوئك متى بدأت وصولا لأوروبا؟

- قبل حوالي شهر كنت أقيم في تركيا في مدينة مرسين، وقررت الذهاب لأوروبا عن طريق البحر إلى اليونان. وعندما وصلنا لليونان انتقلنا لمقدونيا، ومن ثم إلى صربيا، ومنها إلى هنغاريا، ومن ثم عبرنا إلى النمسا وصولا لألمانيا. وفي ألمانيا أتى وفد من إسبانيا واصطحبني للإقامة في إسبانيا.

* حدثنا عن حادثة العرقلة التي تعرضت لها مع طفلك من قبل الصحفية الهنغارية

- بعد أن تجاوزت الحدود الصربية وعلى الحدود الهنغارية؛ كان جميع قاصدي اللجوء موجودين ينتظرون نقلهم إلى أماكن أخرى. ولكن للأسف كان النقل بطيئا جدا، وبقيت يوما كاملا في هذا المكان. وكانت هناك أسر وعوائل كثيرة، وبعد أسبوع أو 10 أيام نفد الصبر لدى الناس، وقرروا التوجه إلى أقرب قرية من بينهم نساء وأطفال.. قرروا اجتياز الشرطة الهنغارية، وتداخلت الشرطة مع الناس، وأحضرت الشرطة المزيد من التعزيزات وشددت الحراسة.. ومجموعة ثانية قررت الطريقة ذاتها واجتياز الشرطة، لذلك لم يكن هناك أمان في المخيم. فمسكت ابني وقررت الذهاب إلى منطقة آمنة، ولكن الحظ لم يحالفني وحدثت العرقلة. وفي البداية كنت أظن أن الشرطي هو من عرقلني، وتوجهت له بالكلام. ولكن لم أكن أعلم أن الصحفية هي من قامت بذلك، إلا بعد وصولي إلى النمسا بعد أربعة أيام بالضبط .

* هل سترفع دعوى قضائية على هذه الصحفية؟

- بالتأكيد، وأنا انتظر محاميا، وقد اتصل بي محام لذلك الأمر، وأريد أيضا محاميا ثانيا من النمسا متطوعا، فليست هي معنية فقط بل صحفيتها أيضا معنية، فهي ركلت أحد الأطفال أيضا، وهي متقصدة لهذا الفعل، فهو لم يأت بمحض الصدفة، يجب أن تحاسب هي وصحيفتها. فأنا أعلم أن في كل الصحافة مدير العمليات والمدير التنفيذي لديهم تعليمات ينفذناها، لكن الظاهر أنهم مقصرون بهذا الأمر، لأنه لا يمكن لصحفي أن يخالف تعليمات إدارته، لذا سأرفع دعوى على الطرفين، الجريدة والصحفية.

* كيف شعرت عندما عرفت للحظة الأولى أنك أصبحت مشهورا بعد تداول الفيديو وتفاعل الناس معه؟

-الشهرة في هذا الوقت العصيب! لا أفكر بهذا الأمر نهائيا، فأنا فرد من أفراد الأسرة السورية، وأتمنى أن يعود الأمر بالخير على جميع الشعب السوري في أي مكان. شعوري اليوم بأنني مقصر مع أي خدمة للشعب السوري، وأنا لا أحب هذا الكلام عن الشهرة، فأنا أريد أن أكون جزءا لا يتجزأ من الشعب السوري.

* ما قصة عرض التدريب الذي تلقيته من نادي خيتافي الإسباني؟

- الحقيقة، المدرسة الكروية في "خيتافي" ورئيسها الدكتور مايكل كالان، وهو مسؤول التدريب في نادي خيتافي أيضا.. كأنه شاهد الفيديو وسأل عني، وعرف بأنني مدرب، وأصر أن يستقدمني. وهو إنسان رائع جدا، وخدمني خدمة كبيرة. وما يجري معي مذهل، تفاجأت به، فهو يعد من كبار المدربين في خيتافي، ولديه مدرسة كروية، وهو من المعروفين في مدينة مدريد، وكان له الفضل باستقدامي.

* هل حلمت سابقا بأن تلعب أو تدرب في فريق أوروبي؟

- هي حقيقة ليست أحلامي فقط، بل هي أحلام كل مدرب طموح أو أي لاعب. فبالنسبة لأي شخص يكون في هذا المكان فهي مفاجأة كبيرة له، وهدفي ليس أن أدرب فقط، بل استفيد من خبراتهم العلمية بالتدريب، وهو أول هدف اطمح له.

* ماذا قدم لك النادي؟ وهل سينضم أولادك للنادي؟

- وجدت عندهم نظاما مميزا جدا، من فريق مدربين متكامل ومتفاهمين مع بعضهم، وأطلعني البروفيسور كالان ووضح لي الأمور، من أجل كيفية استلامي للفريق،  وأنني يجب أن التحق بمدرسة لتعليم اللغة الإسبانية، وبعدها ألتحق بمساعدة أحد المدربين الإسبان للتعرف على الجو العام والتدريب في النادي الإسباني. وبعد شهر أو شهرين، تدريجيا، سأكون مدربا أول في إحدى الفئات العمرية، وعلى الأغلب ستكون ما بين عمر الـ14 و 16 عاما، والأهم الآن هو التقدم باللغة.

وعندما وصلت إلى إسبانيا قدموا لي منزلا في إحدى ضواحي مدريد، والأسبوع القادم سأوقع العقد ونتفق على الراتب، وسيتم تسجيل أولادي في المدارس وفي مدارس خيتافي. واليوم عُرض علي أن أدرب أحد أولادي في نادي ريال مدريد، حيث طلب مني رئيس النادي بالذات أنهم على استعداد لتدريب أحد الأولاد. إما ابني الكبير مهند، أو محمد البالغ من العمر 16 سنة، أيضا تلقيت وعودا بشأنهما من شخصيات عديدة في إسبانيا ونادي ريال مدريد أثناء زيارتي لهم في النادي وسؤالي عن بقية عائلتي التي ما زالت في مرسين، حيث أبدوا رغبة كبيرة باستقدامهم ليعيشوا معي في إسبانيا.

* ماذا تقول للاجئين والمهاجرين السوريين، وللرياضين السوريين؟

- نرجو من الله أن يكون في عون اللاجئين، وعليهم التحلي بالصبر. والمغامرة سيئة وصعبة جدا، وخاصة في ظل التشديد الأمني. وأتمنى لكل إنسان في مكانه أن يرزقه الله (..). وأنا من مكاني هنا سأعمل جاهدا للتواصل مع أي هيئة أو منظمة في سبيل إعانة اللاجئين السوريين في أي مكان. وأنا واحد من الناس يتضايق من كلمة لاجئ؛ لأنها كلمة ثقيلة وأتضايق منها. وانا أقول إنهم ضيوف سوريون. وأحاول في كل لقاءاتي أن أوصل صوت السوريين ومعاناتهم.

بالنسبة للرياضيين، عليهم التفكير بجدية في عمل منظمة حقيقية، وخصوصا البحث خارج تركيا، علما بأنه يوجد هيئة رياضية في تركيا، لكن ليس هناك اعترافات رسمية (..). وأنا سأكون داعما للرياضة الحرة (..). فأنا وأثناء تواجدي في تركيا كان لي نشاط مع الاتحاد السوري التابع للهيئة، وأتمنى لكل الاتحادات الرياضية التوحد والابتعاد عن التشققات، وأن يستمع الجميع لبعضهم وفق صيغة معينة.

* ختاما ما هو شعورك الحالي بعدما حصل معك وما قدم لك؟

- حتى الآن وأنا أشعر وكأنني في حلم، من خلال تكريمنا والحفاوة التي حصلنا عليها، وخاصة أنني حضرت مباراة لنادي ريال مدريد، وحلم كل شخص أن يكون متواجدا هنا. وقد أحسست بنفسي وكأني متواجد ضمن جمهور نادي الفتوة، الكل يتحلى بروح رياضية وأخلاق عالية في إسبانيا.
التعليقات (0)