قضايا وآراء

كيف تحب "الشرق" مصر؟!

أيمن نور
1300x600
1300x600
.. قبل ساعات من عودة قناة "الشرق" لجمهورها، ومحبيها، جلست لساعات مع زملائي بالشرق لمشاهدة أهم الأغاني، والكليبات الوطنية، التي يمكن بثها على شاشة الشرق الجديدة..
.. مرات عديدة كادت عيني تدمع من فرط التأثر بكلمات رائعة تعبر بصدق عن حب مصر – خاصة – أغنية " أقولك إيه " لحمزة نمرة.
.. سؤال هام قفز إلى ذهني في تلك اللحظات، وهو: كيف تحب "الشرق" مصر؟!.
مصر لديها رصيد هائل يكفيها، ويفيض، من قصائد، وأغاني الحب، عبر العصور، والمراحل المختلفة..
.. سألت السؤال لنفسي بوضوح.. كيف لنا أن نعبر عن حبنا لمصر؟!
.. عشرات الإجابات، تزاحمت أمامي للإجابة عن السؤال السهل – الصعب، كيف تحب " الشرق" مصر؟! وإليكم بعضا منها..
أولا: نحب مصر.. بأن نحبها كما نحب أنفسنا.
نفكر فيها كما نفكر في مصالحنا الشخصية، والحزبية.
.. لا نؤيد، أو نصمت، تجاه ما ينبغي أن نعارضه.
.. ولا نعارض ما ينبغي أن نؤيده..
-نواجه الاستبداد، والفساد معا، بوصفهما متلازمان للخطر على حياه الأمة، فإذا رأينا صاحب سلطة يظلم مصريا، نشعر أن قدما تدوس عنق واحدا من أسرتنا، بغض النظر عن لونه، أو اعتقاده، أو توجهه.
إذا رأينا عابثا يسئ استخدام مال مصر أو يبدده، أو يهدره نصرخ، ونفزع كما نصرخ عندما تمتد يد لتنهب جيوبنا الشخصية.
 -كما نفعل في بيوتنا، وبين أهلنا، نضع عمامة ابن حنبل فوق رؤوسنا، وعلى يميننا.. القيم، والمبادئ، والمقدسات، وعلى يسارنا.. القواعد، والأصول، والقوانين.
-فلا نقبل أن يخرج من أفواه أولادنا لفظ متسفل، أو عبارة ساقطة، أو كلمة نابية.. سنفعل هذا وندعو إليه.
-كما ندعو أولادنا للعمل، والجد، والإنتاج، ندعو أبناء بلدنا أن يفعلوا، فالأمم العظيمة صنعها أحرار عاملون.. وأضاعها كسالى خائفون..

ثانيا: نحب مصر، بالاهتمام بالشأن المصري، مع مناصرة كافة قضايا التحرير العربي، والإنساني، بعد أن اثبتت تجارب ربيع الثورات العربية، أننا أمام ثورة واحدة، اختلفت في مواقعها، وتواريخها، لكنها أتحدت في أغراضها، وبواعثها، وقيمها، وتوحدت لأسقاطها كافة قوى الثورة المضادة، إقليميا، ومحليا.

ثالثا: نحب مصر.. بأن ندرك ماذا تحتاج مصر منا الأن؟!..
هناك ثلاثة أسئلة، وثلاثة إجابات هي:
1- هل تحتاج مزيدا من الأعلام الاستقطابي، الذي يحض على الكراهية، والعداء،.. ويفرق الدم المصري بين دم أحمر، ودم أزرق؟!
2- هل تحتاج مصر أن يظل كل فريق منا يخاطب نفسه، وجمهوره، ويقدم له ما يرضيه فقط؟! ولو تصادم هذا مع الأهداف الكلية، والقيم الحاكمة..
3- هل تحتاج مصر الأن للعقل، والحكمة في إدارة الصراع، واستكمال قيم، وأهداف الثورة، واستحقاقاتها، واحترام دماء، وحقوق شهدائها، وسجناء الحرية فيها، أم نحتاج العكس؟!.

الإجـــــــابات:
1- مصر تحتاج منا إعلام حــــــــــــــر.. ومستقل، وموضوعي، له مواقفه، وثوابته، الوطنية، والمبدئية، وله قدره على إنجاز اختراق مجتمعي في أكثر من دائرة بعيدة عن منطق المعسكر، والخندق الواحد، لخدمة إستراتيجية الأصطفاف الوطني، وقيم الثورة، والتغيير، والبحث عن المشترك، وتوسيع هوامشه.. في إفشال لأهم مشروعاته، ودعامات القوة المضادة، وهو تفريق الثورة، وضرب المشترك بينها، وفي سبيل هذا نرى أن التحريض على العنف، والدم جريمة لا يجوز تبريرها، وإن كل الدم المصري حرام..
2- مصر تحتاج منا لأعلام لا يتنازل عن الإحترافية، بادعاء قلة الموارد، ولا عن الشفافية بدعوى الموقف السياسي، ولا عن التنوع، والقبول بالرأي، والرأي الأخر بدعوى أن الاخر لا يفعل، أو لا يستحق.
3- مصر تحتاج منا إعلام عاقل، ذكي في إدارة الصراع، وفي توسيع المشترك، ولم الشمل للجماعة الوطنية المصرية، لا بفرط في حق، ولا دم، ولا كرامة ولا يضيع فرص الألتحام، والتوحد، والأصطفاف بادعاءات تكشف فشلا في إدارة التحيز بما لا يحرمني من شرف الموقف الذي أعتقد في صحته، ولا يجعلني أيضا أتصور أني أحتكر كل الحقيقة..

-الشـــــــــــــــــــــــــــــرق تحب مصر هكذا:
- ستكون - بإذن الله - صوتاَ لكل المصريين.. لن توارب، أو تغلق أبوابها في وجه أحد، طالما إلتزم بالقدر الواجب، من احترام حق الأخرين، وعبر عن رأيه بأدب، وحرية في حدود القوانين، ومواثيق الشرف الأعلامية..
- ستكون " الشرق" صوتا للأمل، والحقيقة، وللثورة المصرية، وكل الثورات العربية، ومنبرا لرموزها وشبابها، نحترم الجميع، ولو تفرقت بنا وبهم السبل، والرؤى في حب مصر.
- نعرف، ونعترف أن الكل أخطأ، ونؤمن أن أكبر أعتذار أن نتوحد جميعا، ثانيا.. على قواعد وأسس وطنية، تجمع ولا تفرق، وتتعلم من أخطاء الماضي.
- نسعى أن نتواصل مع كافة الفئات المجتمعية المرأة – الرجل – الشباب – الشيوخ، وسكان القرى، والحضر، البدو، وأهلنا من النوبة، وستعكس خريطة برامجنا هذا التوجه في إطار التأكيد على فضيلة التنوع في إطار الجماعة الوطنية الواحدة، ودعم تماسكها، وقوة اللحمة بينهما..
- نســـعى أن:
• نحرض على حب مصر
• نحرص على نبذ الكراهية
• نحرض على رفض العنف
• نحرص على العدالة والحرية
• نحرض على الحوار وأدب الحوار
• نحرص على الكرامة الوطنية
• نحرض على نزع ثقافة الخوف
• نحرص على قبول الاخر
• نحرض على التسامح والحب
اللهم في هذا اليوم العزيز على نفسي
- اللهم إجعلني كبيرا يتحمل النقد .. 
- ولا تجعلني صغيرا يضيق بالرأي
- اجعلني قلبا يحب ويجمع .. 
- ولا تجعلني أكره وأفرق
- اجعلني أقبل بالاخر ، وأحترمه لو إختلفنا.. 
- ولا تجعلني أرى كل من هو غيري لا يستحق الأحترام
- اجعلني على حق.. 
- ولا تجعلني أتوهم أني أحتكر الحقيقة
- اجعلني أفهم الحقائق، أو أقبل بما يتوافق منها مع المبادئ.. 
- ولا تجعلني أغلب المصالح، وأرفض ما قد يتهددها، أو يقطع عله أستمرارها.
- اجعلني أسهم في زيادة أعداد المؤمنين بالحرية،
- فكلما زادوا، زاد قدري، وارتفع شأني، وليس العكس، 
- ولا تجعلني أوزع اللعنات، والطعنات، والأتهامات، والمزايدات، على من هم معي، بذات الطريقة التي أوزعها على من هم ضدي؟ والعكس.. فكلاهما خطأ، وربما خطيئة.
- اللهم اجعلني وفيا،
- وصادقا مع العدو، والصديق
- واجعلني أعرف قدري باحترام اقدار الأخرين
أضبط ساعتك
بعد 480 دقيقة من الأن
تنطلق موجة في حب مصر 
شاهدونا.. عفوا .. شاركونا.
1
التعليقات (1)
الهام عبداللا
الأربعاء، 16-09-2015 06:26 م
هذا ماعهدنا فيك الى الامام واعلم انك ستاخذ بيد كثير من الشباب الى نور الحرية والحق والعدل الله الموافق