قال المحلل
الإسرائيلي غيورا آيلند، إن الكفاح ضد "
داعش" يتميز بضعف سياسي، ومرد هذا الضعف
تركيا من جهة والإهمال العسكري ـ غير المفهوم ـ للغرب وأمريكا.
واسترسل آيلند في مخاوفه من تنظيم الدولة، قائلا: "نأمل ألا يستيقظ الغرب عندما يبدأ داعش باحتلال اوروبا، وعندها سيكون قد فات الأوان".
وقال آيلند في مقالته بصحيفة "يديعوت"، الثلاثاء، "إن الأخبار التي نشرت مؤخرا عن داعش مقلقة جدا، وخاصة الخبر الذي زعم أن التنظيم يستخدم سلاحا كيميائيا ضد الأكراد في
سوريا، والخبر الثاني المتعلق بأن التنظيم سيطر على مدينة هامة في شرق ليبيا، مبديا قلقه من أنه لا يوجد أحد قادر على وقف انتشار هذا التنظيم الإجرامي في العراق وسوريا وشمال سيناء وليبيا".
وتساءل مستنكرا: "كيف يحصل هذا الأمر؟ لماذا لا ينجح الغرب في وقف هذا العدو، رغم أن المخاطر التي ينتجها مخيفة جدا؟". وأجاب عن تساؤله بالقول: "إن الجواب مركب من قسمين: تركيا والوهن".
وأضاف في مقالته، أنه بالنسبة لتركيا، فإن داعش ينشغل بالتصدير والاستيراد، وكلاهما عبر تركيا.. التصدير هو للنفط، الذي يشكل مصدر دخله الأساس، والاستيراد هو للمقاتلين والمتطوعين الذين يأتون من كل العالم عبر تركيا. وبشكل ليس مفاجئا جدا، فإن تركيا، التي هي عضو في الناتو، تساعد علنا العدو المعلن للحلف.
وأكد آيلند، أن السياسة الانتهازية لتركيا تستهدف السماح لـ"داعش" بقمع الأكراد، ولكنها عمليا تعرض للخطر مصالح أوسع بكثير. صحيح أنه بعد عملية من "الدولة" ضد أهداف كردية داخل تركيا مؤخرا، سمحت أنقرة لطائرات أمريكية باستخدام قواعدها ضد التنظيم، ولكن هذه البادرة الطيبة الصغيرة لا يمكنها أن تغير سياستها العامة، التي بقيت إشكالية.
وأضاف أن الأمر الثاني المدهش بقدر لا يقل، هو الوزن العملي للغرب.. فإن "داعش" من ناحية عسكرية، هو عدو سهل، فهو ليس تنظيما إرهابيا مثل "القاعدة" يختبئ نشطاؤه بين السكان المدنيين. فالحديث يدور عن جيش حقيقي يعمل في أطر كبيرة، له قيادات وأملاك، ومقاتلوه يسافرون في وضح النهار في سيارات "تندر" يسهل التعرف عليها.
وأشار آيلند إلى أن أحد الأمثلة الجيدة حول طبيعة عمل التنظيم كان احتلال مدينة الرمادي في العراق قبل بضعة أسابيع. وهذه مدينة كبيرة تقع في نقطة استراتيجية هامة على ضفاف دجلة وعلى الطريق الرئيس بين بغداد وعمان. وقد اقترب آلاف من مقاتلي "داعش" من المدينة في وضح النهار على سيارات "تندر" مفتوحة واحتلوها بسهولة من الجيش العراقي المنسحب.
وشدد الكاتب على أن عدوا مثل تنظيم الدولة يمكنه أن يكون "خبزا" لكل جيش غربي قادر بسهولة على أن يعثر على مثل هذه الأهداف ويهاجمها من الجو. ولكن الأمر لم يحصل لأن الغرب لم يقرر بعد إقامة منظومة تعالج هذا التهديد بشكل ناجع.
منظومة لمحاربة "داعش"
وحول المنظومة المقترحة لمحاربة تنظيم الدولة قال الكاتب، إن مثل هذه المنظومة يمكن أن تبنى على أساسين فقط، وكلاهما بسيط نسبيا، دون المخاطرة بمرابطة جنود غربيين على الأرض.
وأشار إلى أن الأساس الأول هو إقامة جسم استخباري متداخل يمكنه أن يخلق الأهداف في الزمن الحقيقي، مؤكدا أن طريقة عمل "داعش" بالذات تسهل مثل هذا العمل الاستخباري.
وأما بالنسبة للأساس الثاني، فأشار إلى أن الأمر يتعلق بالإقرار بأن مهاجمة أهداف "داعش" في دول متفككة مثل العراق وسوريا وليبيا (مصر هي حالة أخرى) لا تستدعي أي تنسيق مع الدولة بل العمل تلقائيا في المجال الذي أغلق في صالح أسلحة الجو الغربية من طرف واحد. والتداخل بين هذين الأمرين، خلق أهداف و"إغلاق دائرة" عملياتية في جدول زمني قصير، يمكن أن يؤدي إلى هزيمة "داعش" في غضون وقت غير طويل.