لا زالت تداعيات دعاء
محمد جبريل على النظام
المصري، والإجراءات التي اتخذها الأخير ضده تلقي بظلالها على الأحداث بمصر، حيث عزلت وزارة الأوقاف المصرية أئمة من إمامة المصلين، فيما شكك صحفي محسوب على الانقلاب في إمكانية قبول دعاء جبريل.
وقررت وزارة أوقاف الانقلاب منع محمد بهاء النور مدرس الحديث وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، من الخطابة وإمامة المصلين، وإحالته للتحقيق، بتهمة الإساءة إلى بعض مسؤولي الحكومة، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
ومنعت سلطات مطار القاهرة، الشيخ محمد جبريل، من السفر إلى بريطانيا، الأربعاء، بعد أقل من 24 ساعة على صدور قرار من وزارة الأوقاف المصرية بمنعه من الخطابة، وتحرير محضر ضده يتهمه مخالفة تعليمات الوزارة، وتوظيف دعاء القنوت ليلة السابع والعشرين من رمضان بمسجد عمرو بن العاص، -الذي هو أمر تعبدي-، توظيفا سياسيا يدعم التطرف.
ونقلت صحيفة "الوطن" أن جهاز "الأمن الوطني" وراء منع جبريل من السفر، وقد أخطر مسؤولي المطار بالمنع من السفر، فيما قال مصدر قضائي بالمكتب الفني للنائب العام: "لم نصدر أي قرار بمنع محمد جبريل من السفر".
وفي سياق متصل كشفت تقارير صحفية، الأربعاء، عن حالة من الغضب وسط المصلين بمسجد عمرو بن العاص بمنطقة مصر القديمة، بعد صدور قرار وزارة الأوقاف بمنع الشيخ محمد جبريل، من إمامة المصلين في صلاة التراويح، وإلقاء الدروس بالمسجد، معلنين تأييدهم الكامل للشيخ، ومطالبين بالكشف عن الأسباب الحقيقية وراء اتخاذ هذا القرار بعد إعلان وزارة الأوقاف، منعه، لدعائه على الإعلاميين والساسة الفاسدين خلال إحياء ليلة القدر.
هل يقبل الله دعاء "جبريل"؟
من جهة أخرى شكك رئيس تحرير جريدة "البوابة"، محمد الباز،-الموالي لرئيس الانقلاب في مقال له، الأربعاء: هل يقبل الله دعاء "جبريل"؟- في قبول الله دعاء جبريل.
وأضاف الباز: "لست منزعجا مما فعله ويفعله محمد جبريل، ولدى أسبابي الكثيرة، فما أعرفه عنه جيدا، يجعلني أتأكد أنه ليس بالرجل الصالح، الذي يمكن أن يستجيب الله لدعائه، وليس هو بالرجل المخلص، لتتلقف السماء ما يقوله، وتسارع بتنفيذه له، ثم إنه دعاء سياسي ملوث بالانحياز إلى قتلة، وإذا كان بعض البشر يسهل خداعهم ببكاء، ونحيب من الشيخ الممثل، فإن الله لن يصعب خداعه"، على حد قوله.
ووصف الباز ما حدث فى مسجد عمرو بن العاص بأنه "مهزلة"، داعيا إلى محاسبة المسؤول بداية من الوزير إلى أصغر مسؤول، وطالب بإقالتهم جميعا من مناصبهم، كما اتهم وزارة الأوقاف بالتورط في السماح لمحمد جبريل بإمامة ما يقرب من مليون مصلي خلال ليلة القدر، بمسجد عمرو بن العاص، وفق تقديرات للوزارة.
وتساءل: هل يعرف وزير الأوقاف، والذين معه، ما الذي قاله وكتبه ودعا به محمد جبريل قبل ذلك، حتى يمنحوه مسجد عمرو وساحته ليكون نجما، يردد الجميع، خلف دعائه علينا، آمين وهم غارقون فى البكاء؟
وأشار الباز إلى أن محمد جبريل تعامل مع ما حدث فى 30 حزيران/ يونيو على أنه انقلاب، وسخر من السيسي عندما قال إن "التاريخ سيذكر أن الحاجة الوحيدة اللي صدرناها من يوم ما تولى السيسي زمام الحكم هي الانقلابات"، وسخر من موقف المصريين من شهداء الجيش.
واتهم الباز "جبريل" بأنه كتب يقول: "السيسي يقول إن الإخوان استخدموا الديمقراطية للوصول للحكم، أنا أعرف شخصا استخدم الدبابة وقتل 6000 ليصل إلى الحكم"، وأنه عندما طلب السيسي تفويضا من الشعب المصري ليحارب الإرهاب، كتب جبريل ما يعتبره شهادة لله وللتاريخ، معتبرا أن دعوة السيسي بمثابة حرب أهلية بين المصريين.
وأضاف الباز: "عندما وقف محمد جبريل إماما للمصلين أمس الأول فى مسجد عمرو بن العاص، وبدأ في الدعاء، حوَّل ما يقوله إلى ما يشبه تحريض الله على كل من يقفون أمام الإخوان، لأكثر من ساعة وعشر دقائق، وجبريل يدعو على الإعلاميين الفاسدين والسياسيين الفاسدين، وقال: "اللهم عليك بمن ظلمنا، وسفك دماءنا، اللهم عليك بمن طغى، وتجبر علينا، اللهم عليك بشيوخ السلطان، فك أسرانا، ارحم شهداءنا".
ووصف الكاتب المحسوب على تيار الانقلاب، محمود جبريل بأنه "مقرئ هزيل مثله بلا قيمة على الإطلاق، يدعو على الشعب المصري قادة وشعبا بسبب ما حدث للإخوان، لمجرد أن صوته جيد، أو أنه يجيد التمثيل، وهو يؤدي الدعاء، بما يجعله يؤثر في مستمعيه، فترى الجميع يبكي في هستيريا لا تفسير لها، إلا أن الجميع في حالة غيبوبة حقيقية، وانعزال عن الواقع .