سياسة دولية

لوموند : هذه الخيارات الأخيرة لإيران في مفاوضاتها للغرب

استبعدت الصحيفة تأجيل لتاريخ التوصل إلى اتفاق نهائي - أسوشييتد بريس
استبعدت الصحيفة تأجيل لتاريخ التوصل إلى اتفاق نهائي - أسوشييتد بريس
عشية التاريخ الذي تم تحديده للتوصل إلى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الإيراني بين الدول الغربية والجمهورية الإيرانية، نشرت جريدة "لوموند" الفرنسية تقريرا تبسط فيه ما اعتبرته الخيارات الصعبة التي يستوجب على إيران اتخاذها في اللحظات الأخيرة للمفاوضات.

وحسب تقرير الصحيفة، الذي ترجمه "عربي 21"، فإن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إبان لقائه بنظيره الإيراني جواد ظريف، والتي أكد خلالها أن "الوقت حاسم للتوصل إلى اتفاق نهائي"، كما أشار فيها أيضا إلى أن المفاوضات "قد تذهب في تجاه أو في آخر"، تدخل في إطار ضغط أمريكي على الإيرانيين لاتخاذ "خيارات صعبة" في الأنفاس الأخيرة من المحادثات، هذا في وقت أبدى فيه الجانب الإيراني تفاؤلا بدأ جليا في تصريح لظريف قال فيه "لم نكن أبدا بهذا القرب من التوصل إلى اتفاق".

وتتجلى الخيارات "الصعبة" التي تحدث عنها التقرير في ضرورة تقديم إيران لضمانات حول العديد من النقط الخلافية التي تم التطرق إليها خلال المفاوضات، بحيث تتوالى إشارات الدول الغربية في هذا الصدد، ومن ضمنها تصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي أكد على أن "الأهم في الموضوع هو مدى استعداد الإيرانيين لتقديم التزامات واضحة"، وهو ما يتزامن مع تصريحات للديبلوماسيين الغربيين حول الموضوع  وصفها التقرير بـ"المتناقضة"، بالنظر إلى كون "الأمور تزداد صعوبة كل ما تم الاقتراب من النهاية" حسب ما نقلت لوموند عن ديبلوماسي غربي.

وفي هذا الاتجاه، شدد الديبلوماسي نفسه على ضرورة التوصل إلى حلول لبعض النقط الأساسية قبل التوصل إلى أي حل نهائي حول البرنامج النووي الإيراني، أهمها تقديم توضيحات كافية فيما يتعلق بالاستعمال العسكري "المحتمل" لهذا البرنامج، خصوصا مع "الشكوك" التي تحوم حول شروع إيران في هذا الأمر سنة 2000، وهو ما يستوجب حسب المصدر ذاته "خلق نوع من الثقة حول الموضوع بتقديم توضيحات وافية عما وقع في الماضي". 

على صعيد آخر، أوضح مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الياباني يوكيا آمانو عقب عودته من زيارة لطهران أن إيجاد توافقات في ما يتعلق بتفتيش المواقع النووية الإيرانية وخصوصا العسكرية منها أمر ممكن في أفق نهاية السنة الجارية، في حال التوصل إلى اتفاق نهائي حول البرنامج ككل. وهو تصريح تم اعتباره مؤشر إيجابي من طرف الأمم المتحدة حول لعبها لدور محوري في العمل على تنزيل أي اتفاق محتمل بين الغربيين والإيرانيين على أرض الواقع. ليبقى للطرفين  على هذا الأساس إنضاج رؤية موحدة حول آليات التفتيش في المواقع العسكرية الإيرانية، في ظل تأكيد الغربيين أنهم لا يسعون إلى ولوج المفتشين بشكل دوري لهذه المواقع، في ما الإيرانيون يرفضون فتح قواعدهم العسكرية من الأساس .

وفي ما يتعلق برفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، لفت التقرير إلى أن إعادة فرضها في حال إخلال الإيرانين بالتزاماتهم بعد التوصل إلى اتفاق نهائي هو أمر "غير قابل للتفاوض"، حسب ما أفاد مصدر ديبلوماسي.

وأكد التقرير أن اللحظات الأخيرة من المفاوضات هي حاسمة، وهو ما يقع بجزء كبير من مسؤوليتها على جواد ظريف، الذي أكد نفس المصدر أنه "لم يعد من طهران محملا بتوجيهات لعرقلة المفاوضات"، حسب ما نقلت "لوموند".

أي تأجيل لتاريخ التوصل إلى اتفاق نهائي هو أمر مستبعد، تورد "لوموند" في نفس التقرير، موضحة أنه بعد سنتين من المفاوضات تم تأجيل هذا الموعد مرتين، وهو ما لا يمكن عمله لمرة ثالثة، فتاريخ السابع من تموز/ يوليوز صعب التغيير حسب المصدر ذاته، بالنظر إلى ضرورة تسليم الكونغرس الأمريكي نص الاتفاق يومين بعد هذا التاريخ، وإلا فإن سيرورة دراسة مجلس الشيوخ الأمريكي للموضوع ستستغرق ستين يوما عوض ثلاثين يوما، وهو ما سيمنح فسحة زمنية مهمة للسيناتورات الأمريكيين المعارضين لأي اتفاق محتمل مع الإيرانيين لعرقلة سيرورة المصادقة على الاتفاق.
0
التعليقات (0)