حول العالم

"القطايف" في رام الله.. فاكهة الصائمين برمضان

الحاجة الفلسطينية زاهرة عبدو - الأناضول
الحاجة الفلسطينية زاهرة عبدو - الأناضول
مع ساعات الفجر الأولى، تنهمك الفلسطينية، زاهرة عبدو (50 عاما)، وأولادها وشقيقها، في صناعة أقراص "القطايف"، تلبية لاحتياجات زبائنهم في شهر رمضان المبارك.

وفي ركن من أركان بيتها الكائن بالقرب من مقر الرئاسة الفلسطينية، بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، أطلقت على محلها اسم "الوفاء للقطايف"، حتى بات مقصدا للكثير من المواطنين الذين يسارعون للحجز منذ ساعات الصباح، ليتسنى لهم الحصول على طلباتهم من هذه الحلوى التي يعتبرونها "فاكهة" شهر الصيام. 

تقول زاهرة، الأم لأربعة أبناء، إنها تعيش من وراء هذه المهنة التي تعمل فيها منذ 27 عاما.

و"القطايف" حلوى تنتشر في كثير من الدول العربية، وهي عبارة عن عجين من الدقيق والحليب، وقليل من الملح، وبيكربونات الصوديوم، ونصف كوب من اللبن الرائب، ليُسكب المزيج على شكل أقراص دائرية على صفيحة ساخنة بأحجام صغيرة وكبيرة، ويتم تحضيرها وحشوها بطرق مختلفة.

وتضيف زاهرة في حديثها: "قبل أن يتوفى زوجي، كنت أعمل أنا وهو وشقيقي، والآن بعد وفاته أصبحت أعيش من عملي هذا الذي يزدهر في شهر رمضان".

وتشتهر "قطايف" الحاجة زاهرة بالطابع المنزلي، كونها تتخذ من أحد أركان المنزل مكانا يطل على الشارع الرئيس، لإعداد هذه الحلوى، وتستخدم لها أغطية لتحافظ عليها من الأتربة والغبار. وعن هذا تقول :"العين التي تأكل قبل الفم، كل من يشتري القطايف يعود مرة أخرى، الناس هنا يلقبونني بملكة ملوك القطايف، يُبدون سعادتهم وارتياحهم من عملي".

ويكمن سر شهرتها في استخدامها كميات خاصة من الحليب، والسكر في العجينة، بحسب قولها.

وبينما كانت تعمل على ترتيب كميات كبيرة من "القطايف"، وتقسمها في أكياس خاصة لزبائنها بحسب الطلب، حدثتنا مبتسمة: "قبل وفاة الرئيس ياسر عرفات (2004)، كان يأتي موظفون من مكتبه لشراء القطايف، وأخبروني أنها للرئيس، لأنها نالت إعجابه".

شقيق زاهرة، حمادة عبدو (40 عاما)، يعمل معها طوال شهر رمضان المبارك، يقول: "أعمل أحد عشر شهرا خياطا، وفي رمضان أعمل صانع قطايف، من الساعة الخامسة فجرا وحتى السادسة مساء، فهذه المهنة فرصة لي لكسب الرزق خلال الشهر الفضيل، خاصة وأن زبائننا يأتون إلينا من مختلف محافظات الضفة".

ويباع الكيلوغرام من "القطايف" في رام الله، بعشرة شواقل (الدولار يعادل 3.82 شيقل)، بينما يُباع لدى الحاجة عبدو بـ15 شيقلا، لكنها تقول: "إن جاء شخص غير قادر على شرائه أقدمه له مجانا".

وأبدت المواطنة سناء صقر (60 عاما) إعجابها بـ"قطايف" عبدو، وقالت: "ذات مرة أحضرت إحدى بناتي قطايف من هذا المكان، ومنذ ذلك الوقت ونحن لا نقدم على سفرتنا غيرها، فهي بمثابة فاكهة الشهر".

وتعتبر بلاد الشام (سوريا، ولبنان، وفلسطين، والأردن) من أكثر المناطق التي تشتهر بصناعة "القطايف"، غير أنه لا يُعرف لها أصول موثقة.
التعليقات (0)