ملفات وتقارير

مقارنة في مصر بين فضيحة الإسكندرية و"يوتوبيا" رابعة (فيديو)

تقارير أفادت بأن مندوبي "غينيس" رفضوا توثيق فعالية أطول إفطار رمضاني - الأناضول
تقارير أفادت بأن مندوبي "غينيس" رفضوا توثيق فعالية أطول إفطار رمضاني - الأناضول
أراد محافظ الإسكندرية هاني المسيري تنظيم حدث فريد يسجل باسم مصر في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، لكن تلك الفعالية تحولت إلى فضيحة عالمية لنظام الانقلاب، تناقلتها وسائل الإعلام المحلية والدولية.

وكانت محافظة الإسكندرية قد حاولت الجمعة الماضي، إقامة أكبر مائدة إفطار رمضاني في العالم، لكن المشهد سرعان ما تحول إلى حالة من الفوضى العارمة، بعد تدافع مئات المواطنين للحصول على الوجبات المجانية، وفشلت كل الأجهزة الحكومية في السيطرة على الموقف، على الرغم من اشتراك القوات المسلحة والشرطة ومحافظة الإسكندرية وقنصليات دول عدة وعدد كبير من الشركات الخاصة في تنظيم الحدث.

واشتكى مواطنون حضروا الإفطار من سوء التنظيم، وعدم توفر وجبات لهم، ورحل كثير منهم دون تناول الإفطار، بينما حطم آخرون المقاعد، وقطعوا الطريق، بعدما شعروا بالإهانة. 

أين أيام رابعة؟

ودفع الفشل الذي منيت به فعالية الإسكندرية نشطاء لعقد مقارنة مع أجواء الإفطار الرمضاني الذي كان يحضره مئات الآلاف من المعتصمين في ميدان رابعة العدوية طوال شهر رمضان قبل عامين، في مظهر حضاري أبهر كل من شاهده بسبب الالتزام التام بالنظام من قبل المشاركين.

وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو تظهر تدافع الأهالي، وملاحقتهم لشاحنات الطعام، ومحاولة عدد آخر الاعتداء على موكب المحافظ، وقطع كورنيش الإسكندرية، تعبيرا عن غضبهم، وأرفقوها بمشاهد الموائد المنظمة، وحالة السكينة والهدوء وأخلاق الإيثار والتراحم التي كانت تخيم على اعتصام "رابعة".

وعلق المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، أحمد رامي، على الواقعة بقوله، إن "مائدة الإسكندرية ذكرتنا بنموذج لم يسمح له العسكر بالاستمرار، وهو اعتصام رابعة، الذي شهد 30 إفطارا طوال 30 يوما، كانت كلها أطول وأكثر عددا، دون أن تسعى لتسجيل ذلك في موسوعات، ولا أن تتاجر بجوع المصريين وحقهم في لقمة نظيفة".

وأضاف رامي عبر "فيسبوك" إن "محافظ الإسكندرية هو النموذج العملي لمسؤولي ما بعد 30 يونيو، الذين يبحثون فقط عن (الشو) واللقطة أمام الكاميرات، حتى لو كان الثمن إهدار كرامة المصريين".

وقال المستشار السابق في رئاسة الجمهورية، أحمد عبد العزيز، إن "مشهد تخاطف الأكل بين المصريين أظهر الشعب المصري في صورة غير مناسبة، وكشف عن مستوى التدني المعيشي الذي يعانيه المصريون في ظل الانقلاب العسكري الفاشي". 

وتابع: "أما في رابعة التي أقام فيها مؤيدو الشرعية أطول مائدة إفطار في العالم 30 مرة، فقد رأينا خلالها كل ما يمكن أن تتخيله في المدينة الفاضلة من سلوكيات".

وأضاف عبد العزيز: "محافظ الإسكندرية رص الطاولات ثم غطاها بقماش أبيض، ثم استدعى المحكمين لقياس طول المائدة، وبذلك تم تسجيل الرقم القياسي لأطول مائدة خالية من الطعام في العالم. يعني المائدة كانت فنكوش!".

المحافظ: كله تمام

وأثار هذا الفشل جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى نشطاء وسياسيون أنه امتداد لفشل نظام الانقلاب طوال العامين الماضيين في إدارة البلاد، بينما تهكم كثيرون على عجز الحكومة عن تنظيم مائدة إفطار، بينما تعِد المواطنين بتنفيذ مشروعات عملاقة تجعل مصر "أم الدنيا".

واتهم مواطنون المحافظ بالاهتمام فقط بالظهور الإعلامي، دون الاكتراث بتوفير طعام الإفطار للصائمين، الذين تواجدوا في الفاعلية، وطالب كثير منهم بإقالته، بعدما تسبب في فضيحة كبيرة لمدينتهم، وترك المواطنين يتشاجرون على الطعام.

من جانبه، أنكر محافظ الإسكندرية هاني المسيري فشل الفعالية، مؤكدا نجاح مصر في إقامة أطول مائدة طعام في العالم بطول 4200 متر، وأن الفوضى التي شهدتها الفعالية ليست سوى "بعض المشكلات التي وقعت بسبب تزايد أعداد المشاركين عن ثلاثة أضعاف ما توقعته المحافظة".

وأثناء تفقد المحافظ للمائدة، تجمع حوله عدد كبير من المواطنين، واشتكوا من عدم حصولهم على طعام، ما دفعه للانسحاب سريعا من المكان.

اتهامات معتادة للإخوان

وكعادة مؤيدي الانقلاب في اتهام الإخوان بالوقوف وراء أي فشل تُمنى به الحكومة، قال مشاركون في الفعالية إن "الإخوان هم الذي تسببوا في فشل هذا الحدث ليسيئوا لسمعة مصر".

وقالت إحدى المشاركات إن الإخوان "اندسوا" وسط المشاركين، وتعمدوا إحداث حالة من الفوضى لإفساد الحفل وإحراج عبد الفتاح السيسي.

وأكدت تقارير صحفية أن مندوبي موسوعة جينيس رفضوا توثيق تلك الفعالية، واعتمادها رقما قياسيا عالميا، بسبب الفشل في تنظيمها، ولم ينشر الموقع الإلكتروني للموسوعة أي خبر عن هذا الحدث.

وعلقت الصحفية آيات العرابي بقولها إن "فضيحة مائدة الإفطار ومشهد التدافع على وجبات طعام هو إرهاصات لمجاعة مرعبة قادمة على مصر، إذا استمرت تلك العصابة من الأراجوازات في حكم البلاد".








التعليقات (2)
ابوقاسم المومني ا?ردن
الأحد، 28-06-2015 12:16 م
رافقنا ا?قرع تايونسنا شمرعن راسه وخوفنا.
عبد الله الغرناطي
الأحد، 28-06-2015 09:02 ص
شكرا جزيلا لهذه المقارنة .. لقد كدت أنسى ذلك البذل الواضح وتلك الأجواء الرمضانية في رابعة .. رحم الله شهداء رابعة .. وكل أنت يا عزيزي الوالي حتى التخمة .. وانكر على بعض فقراء الاسكندرية أن يحصلوا منك على وجبة واحدة .. شكرا لك سيدنا الوالي ...