حول العالم

مسلمو كندا يفرضون أجواء رمضان على الأسواق والمتاجر

أحد أكبر وأشهر المساجد في مدينة مونتريال الكندية - أرشيفية
أحد أكبر وأشهر المساجد في مدينة مونتريال الكندية - أرشيفية
طغت أجواء احتفالات الجالية المسلمة في كندا على الكثير من الأماكن العامة في البلاد، وخاصة الأسواق، ومحلات السوبر ماركت التي انتعشت مبيعاتها بفضل الشهر الكريم، واضطرت إداراتها لبيع العديد من المنتجات العربية والطعام "الحلال" تلبية لحاجات المسلمين الذين تتزايد أعدادهم في البلاد.

وساهمت الجالية العربية والمسلمة في كندا في تعريف المجتمع الكندي بمفردات لم تكن مألوفة لديه في السابق، مثل "الطعام الحلال" وشهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى، والعديد من المناسبات الأخرى. 

ومع تزايد أعداد العرب والمسلمين في كندا أصبحت المحلات الشهيرة، والمعروفة تطرح عروضا خلال شهر رمضان تتضمن تخفيضات تشجع الكنديين المسلمين على شراء مستلزمات الشهر الفضيل. 

وقال الكندي ذو الأصل اللبناني محمد سليمان: "هاجرتُ إلى كندا قبل حوالي 30 سنة، والمدينة التي كنتُ فيها لا توجد بها متاجر تبيع اللحوم والدجاج الحلال، ولم يكن بمقدورنا الحصول على الأكلات العربية إلا بالسفر إلى المدن الكندية الرئيسية مثل تورنتو أو أتاوا أو مونتريال لشراء الأكل الحلال، وهذا كان يمثل مشكلة لنا ولأسرنا، لكن بفضل الله تعالى قبل ما يقارب العشر سنوات بدأت المحلات المعروفة مثل ولمرت وفرشكو وفودبيسك تجلب وتبيع اللحوم، والدجاج الحلال، بل وتضع العروض المناسبة لأسعار هذه السلع بشكل منخفض يمكن الأسرة المسلمة من شرائها. 

أما هدى غرايبة تقول لـ"عربي21": "هاجرتُ إلى كندا برفقة زوجي وأطفالي قبل 11 سنة تقريبا، وكنا عندما يحل علينا شهر رمضان نفتقد الأجواء الرمضانية التي تتميز بها البلاد العربية والإسلامية، ولا نستطيع الحضور للمساجد أو المراكز الإسلامية لأداء صلاة التراويح إما لصغر هذه المراكز أو لبعدها، إضافة إلى افتقادنا للأجواء الأسرية التي تجمع الأسر الصغيرة مع أسرتها الكبيرة.

وتشير غرايبة إلى أن هذا الشعور تراجع بصورة كبيرة في الوقت الراهن بسبب تزايد المسلمين، وأيضا بسبب إقامة الكثير من المراكز والمساجد الإسلامية التي تعوض عن بعدنا عن الأهل والأحبة في الوطن. 

وتضيف غرايبة: "أفرح كثيرا عندما أقرأ في إعلانات المحلات التجارية عبارة (رمضان كريم) ليس لأن هناك عروض في أسعار السلع والتخفيضات، ولكن لشعوري بأن المجتمع الكندي أيضا يهتم بقدوم هذا الشهر ويرحب به". 

وقال الشيخ حسن شباني، خطيب ومدير المركز الإسلامي في كالكري، لـ"عربي21" إن الجالية ومن خلال مركزنا الإسلامي في مدينة كالكري تبدأ استعدادها لاستقبال الشهر الفضيل من شهر شعبان، عبر دورات تدريبية يقيمها المركز للتعريف بأحكام الصوم خاصة للمرضى والمسافرين وللنساء الحوامل، كما تركز دوراتنا أيضا على تقوية الإيمانن وصلة الإنسان بربه في هذا الشهر الفضيل. 

ويشير شباني إلى أن من بين الاستعدادات أيضا "توزيع مواقيت الصلاة الخاصة بشهر رمضان على المسلمين من أبناء الجالية قبل قدوم شهر رمضان المبارك، كما يقوم المركز مع بداية شهر رمضان بتقديم وجبة الإفطار اليومية مجانا لمن يريد الحضور إلى المركز". 

وبحسب شباني فإن نحو 150 شخصا يوميا يتناولون وجبة إفطارهم في المركز، أما خلال عطلات نهاية الأسبوع فيصل العدد إلى 200 شخص تقريبا.

ويختم الشيخ شباني حديثه بالقول: "يساهم الصوم من خلال المسلمين في كندا بتعريف المجتمع الكندي على أهمية هذه الفريضة في حياة المسلم والحكمة منه، حيث كثيرا ما يسأل الكنديون زملائهم في العمل من المسلمين لماذا تصوموا، وتمتنعوا عن الأكل فنجد أن الكثير من المسلمين يفلح في الإجابة على هذا السؤال، وتبيان الحكمة من الصوم لزملائهم من غير المسلمين.

يشار إلى أنه يوجد في كندا نحو مليون ونصف المليون مسلم بحسب إحصاءات العام 2009 حيث يتوقع أن يكون الرقم قد سجل ارتفاعا في السنوات الأخيرة، فيما يتركز معظم المسلمين في مقاطعة أونتاريو، تليها مقاطعة "كيبيك".


* أبناء الجالية المسلمة في كالكاري


* جانب من إحتفال المدرسة الإسلامية في كالكري.


* عشرات التلاميذ المسلمين في مدرسة كالكري الإسلامية.


* إفطار رمضاني جماعي لمسلمي مدينة كالكاري الكندية.


* (رمضان مبارك) تتصدر إعلانات المحال التجارية والأسواق في كندا.


* الصحف الكندية تغرق بإعلانات الطعام الحلال وسلع رمضان.


* رمضان أصبح أحد أهم المواسم بالنسبة للأسواق.
التعليقات (0)