سياسة عربية

إلباييس: خلافة "البغدادي" تقاتل على جبهة تويتر

الجهاديون يعيدون فتح حساباتهم على الرغم من محاولات الشبكة الاجتماعية إغلاقها - رويترز
الجهاديون يعيدون فتح حساباتهم على الرغم من محاولات الشبكة الاجتماعية إغلاقها - رويترز
قالت صحيفة "إلباييس" الإسبانية، إن شبكة الاتصال أصبحت منطقة نزاع بالنسبة لتنظيم الدولة حيث تستقطب عشرات الآلاف من الأتباع، وتحدث تقرير "إلباييس" الذي اطلعت عليه صحيفة "عربي 21"، أن هذه المنظمة الجهادية تستخدم "فيسبوك" و"تويتر"، أو الروابط البسيطة في الشبكة باعتبارها طريقة اقتصادية وفعالة للدعاية والتجنيد.

وأضاف التقرير أن مجرد بحث سريع يمكن من العثور على مئات من مجاهدي الإنترنت الذين تحمل ملفاتهم الشخصية صورا لعلم الدولة، أو وجها مقنعا وبيده سكين وتعليقاتهم تكون مثيرة للقلق.

ومن بين التعليقات التي أوردها التقرير لإحدى مستخدمات "تويتر" تسمي نفسها أم جهاد، وهي من البرازيل "رسالة إلى الكفار، أريد لكم موتا بطيئا ومؤلما، بقطع الرأس، زوجي العزيز سوف يفعل ذلك من أجلي".

وأوضح التقرير الذي حمل عنوان، "الخلافة تقاوم أيضا على تويتر" أن انتشار استخدام "تويتر" بين أتباع التنظيم (دراسة حديثة لمعهد بروكينغز أحصت 46 ألف حسابا في "تويتر" مرتبط بالجهاديين)  دفع الشركة إلى إلغاء آلاف الحسابات، وهي المبادرة التي كلفت مؤسس الشركة، جاك دورسي، التهديد بالقتل، ومع ذلك أعاد المستخدمون  فتح حساباتهم واستخدموا حسابات مؤيدين لهم من أجل الدعاية لروابطهم الجديدة.

وأشار إلى أن المحادثات بين مؤيدي تنظيم الدولة الإسلامية تدور حول المستجدات، فالتقدم الجهادي في تدمر بسوريا وفي الرمادي بالعراق إلى جانب صور الأصدقاء، وأفراد العائلة الذين قتلوا في المعارك من بين المواضيع الأكثر تداولا بين مجاهدي الإنترنت. 

بالمقابل قررت مجموعات من مستخدمي الشبكة المنزعجين من تقدم دعاية تنظيم الدولة الإسلامية، التدخل لمنع تقدم التنظيم، وذلك بالمحاكاة الساخرة للتغريدات الأكثر راديكالية، وقرصنة حسابات الجهاديين في الشبكة.

ولفت التقرير إلى أن فرار 65 مراهقا من بيوتهم من أجل الالتحاق بالجهاديين دق جرس الإنذار في عدد من البلدان، ففي أيار/مايو المنصرم غادرت الكينيتان، "توفيقة عدن، وسلوى عبد الله"، وهما في عقدهما الثاني منزلهما، وظهرتا في سوريا في وقت لاحق.

ونقل التقرير عن فراس، وهو اسم مستعار لشاب لبناني يبلغ من العمر 19 سنة قوله "سافر ابن عمي من بيروت إلى عرسال (قرية في الحدود اللبنانية-السورية)، ومن ثم إلى سوريا عن طريق ممر غير قانوني".

وأضاف فراس، "الأمر سهل للغاية لأننا جميعا نعرف مجموعات "فيسبوك"، من خلال الأصدقاء الذين ذهبوا بالفعل للقتال، وانتهى بهم المطاف في نفس المليشيا".

وتلفت "إلباييس"، إلى أنه إذا كان يبدو سهلا بالنسبة للعرب الوصول إلى شبكات توريد الجهاديين غير القانونية، فإن آلة الدعاية في تنظيم الدولة لا تألو جهدا في سبيل جذب الجهاديين الأوروبيين، فحسب مركز بروكينغز، واحد من خمسة أتباع التنظيم يستخدم اللغة الإنجليزية، وثلاثة أرباع العربية في التواصل على الشبكة.

ويبلغ عدد الأجانب الذين يقاتلون مع تنظيم الدولة 25 ألفا وفقا لتقرير قدم إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 20 بالمائة منهم أوربيون، ويشكل الفرنسيون الأغلبية بـ 1600 مقاتل، فيما تقدر إسبانيا بنحو 115 عدد الذين انضموا إلى جيش أبو بكر البغدادي.

الخبير الفرنسي في الحركات الجهادية، رومان كاييه يقول لـ"إلباييس"، "توقف وصول مقاتلين أجانب جدد لمدة، لكن بعد دخول تدمر والرمادي يتوقع انضمام كثيرين منهم للتنظيم"، ويتابع "خلافا لغيرها من المنظمات، التنظيم جذاب لأنه يعرض مناصب مسؤولية عليا للأجانب".

وفي إطار نشاطهم الجهادي على الإنترنت، أنشأ الجهاديون شركة إنتاج خاصة تسمى "المركز الإعلامي الحياة"، من أجل نشر أشرطة فيديو تشجع المسلمين الأوربيين على الهجرة نحو دولة الخلافة التي أعلنها البغدادي العام الماضي.

وفي شريط فيديو نشر مؤخرا، توجه جهادي فرنسي إلى مواطنيه بالقول "بالنسبة للمسلمين الذين يعيشون في أرض المرتدين، ماذا تتوقعون؟ لماذا لم تهاجروا حتى الآن؟ ألا تشعرون بالخجل؟ لا أعذار لكم! "، ففي الفيديو، ترافق الأناشيد الجهادية رحلة جهادي فرنسي حمل حقيبة ظهره وغادر منزله، وصعد طائرة الخطوط الفرنسية من أجل عبور الحدود السورية التركية بشكل غير قانوني، بعد وصوله إلى وجهته، استقبل الشاب بالأحضان وبدأ  تدريباته مع تنظيم الدولة.
التعليقات (0)