صحافة دولية

الغارديان: لماذا لن يتمكن تنظيم الدولة من بناء دولة؟

الغارديان: انتصارات تنظيم الدولة مثيرة للرعب ولكنها ليست دائمة - أ ف ب
الغارديان: انتصارات تنظيم الدولة مثيرة للرعب ولكنها ليست دائمة - أ ف ب
علقت صحيفة "الغارديان" على الانتصارات الأخيرة التي حققها تنظيم الدولة في العراق والشام، قائلة إنها مثيرة للرعب، ولكنها ليست دائمة.

وجاء في افتتاحية الصحيفة: "قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الاثنين إنه يعتقد بإمكانية استعادة الرمادي من قوات تنظيم الدولة (في أيام)، ولم تقدم الحكومة السورية تأكيدات مشابهة حول مدينة تدمر، ولكن طيرانها يقوم بشن غارات متكررة على المدينة وحولها. وكان غزو هاتين المدينتين الأسبوع الماضي نصرا دراميا مزدوجا لتنظيم الدولة، ولكن جدية وديمومة مكاسبه هي أمر آخر".

وتضيف الصحيفة قائلة إن "وحدات الجيش العراقي والمليشيات الشيعية قد تكون قادرة على استعادة الرمادي، التي سيتم تدميرها بالكامل أثناء العملية. وفي الوقت ذاته ففرص استعادة الحكومة السورية مدينة تدمر، البلدة النائية والمهمش سكانها، أكثر ضآلة. وبلا شك تستطيع أن تشن غاراتها من الجو بأثر مدمر مثل ما سيجري في الرمادي".

وتبين الافتتاحية، التي اطلعت عليها "عربي21"، أنه "مهما جرى في ساحة القتال مستقبلا فقد أظهر سقوط كل من الرمادي وتدمر مظاهر القصور في الجيشين العراقي والسوري، وتفوق تنظيم الدولة وطريقته في إدارة الحرب، وهذه الطريقة تجمع ما بين مهارات قوات المشاة الخفيفة، وهي الشجاعة والحركة السريعة وتضحيات شرسة أثناء الهجوم ووحشية مقصودة فيما بعد المعركة. ويعزز هذا كله دهاء في التحضير السياسي، حيث يقوم بإغراء وإجبار واختراق واستفزاز، وإن اقتضت الحاجة، تدمير عدد من الجماعات القبلية، بينها القبائل المعادية للمقاتلين. ويضاف إلى هذا كله نظام مالي فعال". 

وترى الصحيفة أن "نجاح التنظيم جاء بسبب انقسام كل من العراق وسوريا، فهما ليسا منقسمين بين السنة والشيعة، أو بسبب الحرب الأهلية، ولكن بين القبائل والمدن والطبقات التي تجد صعوبة في التعاون حتى من خلال التنوع".

وتعلق الافتتاحية على هذا الوضع قائلة: "مثلا حملت جماعات عدة في الأنبار وعاصمتها الرمادي آراء مختلفة حول مشاركة المليشيات الشيعية في قتال تنظيم الدولة، ودعم بعضهم دخولها، فيما أشار آخرون إلى سلوكيات أفراد المليشيات بعد استعادة مدينة تكريت، ولهذا يريدونهم خارج اللعبة، كما تريد الولايات المتحدة. لكن بعد سقوط الرمادي فإن هذا كله سيتغير".

وتتساءل الصحيفة: "ماذا يجب على الجيشين العراقي والسوري عمله من أجل مواجهة الصيغة القاتلة لتنظيم الدولة؟ فرغم الخلافات كلها بين البلدين، فإن الجيشين هما قوات تقليدية يعمل فيها -نظريا- جنود من أبناء البلاد كلها، التي تتمتع نظريا بقدرات عسكرية تكنولوجية متفوقة ضد أي عدو محتمل، ويتبع جنودها على الأقل أو نظريا مجموعة من قواعد الحرب". 

وتستدرك الافتتاحية بأن "تشكيلة الجيشين تعكس طبيعة مجتمعيهما القاصرة، وبشكل مشابه فإن التفوق التكنولوجي أصبح ضيقا. فالجيش السوري، الذي يعاني من نقص القنابل والصواريخ، والجيش العراقي، وعلى الرغم من الدعم الأمريكي له والغارات الجوية، يعانيان من نقص المصادر الضرورية لشن الحرب بطريقة فعالة، وذلك بحسب مهندس عملية زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق عام 2007 الجنرال جاك كين. وكما تقتضي قواعد الحرب فإن الجيشين لا يرسلان جنودهما إلى الموت المحقق، من خلال شاحنات محملة بالقنابل، فالجنود يذهبون إلى القتال ولديهم فرصة للنجاة. كما لا تقوم الجيوش بإعدام السجناء والمدنيين، أو على الأٌقل لا تفعل هذا بطريقة منظمة كما يفعل تنظيم الدولة".

وتلفت الصحيفة إلى أنه "عندما قال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر إن القوات العراقية (ليست لديها الإرادة للقتال)، كان يبسط وضعا معقدا، فطبيعة الجيش العراقي تعكس وجود دولة ممزقة وقلقة وغير متأكدة من مستقبلها، فقد كان الجيش العراقي تحت تأثير النموذج الأمريكي، الذي يصلح للجنود الأمريكيين، ولا يعمل مع الجيوش الأجنبية، التي دربتها الولايات المتحدة عبر السنين وفي دول عدة. كما أن الجيش العراقي هو جيش تم تفكيكه بشكل مدمر، وتمت إعادة تشكيله على نحو سريع، وتعرض للتطهيرالسياسي".

وتعلق الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، على وضع الجيش السوري قائلة: "القصة في سوريا، حيث ظل الجيش وبشكل أساسي سجينا لقرارات سياسية حمقاء، تظل مختلفة، ولكنها ليست أفضل. فلو كانت النتيجة التي نبحث عنها في كلا البلدين عن جيش يتمتع بالثقة والمهارة فلن نعثر على أي واحد منهما بهذه الصفات".

وتجد الصحيفة أنه "مع ذلك، فإن هذه الخلافات بين الطرفين ليست كافية لتحديد النتيجة النهائية للحرب، فالخلافات بين تنظيم الدولة وأعدائه ليست هي خلافات بين مظاهر القوة والضعف، ولكن بين سلسلة من مظاهر الضعف". 

وتختم "الغارديان" افتتاحيتها بالقول إنه "يمكن لتنظيم الدولة أن يتحرك بسرعة عبر الصحراء، ويقتل الناس، ويمكنه أن يجذب إليه شبانا خطيرين من أنحاء العالم كله، ويمكنه دعم نفسه من النفط والآثار المسروقة، ولكنه سيدمر في النهاية القاعدة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات التي يحاول السيطرة عليها. ورغم اسمه فلن يكون قادرا على بناء دولة، فعاجلا أو آجلا سينحرف رقاص الساعة".
التعليقات (2)
Yion
الثلاثاء، 26-05-2015 09:28 م
قصر عقل وتفكير
عزه
الثلاثاء، 26-05-2015 06:47 م
كان اول هدف للصهاينه هو انشاء دوله صهيونيه قابله للتمدد بدءا بسيناء - مدين - كوم امب- حتي اتيحت لهم فلسطين ثم ما نراه من تفجير مساجد وقتل للمسلمين الاغيار هو عقيده واسلوب لهم . ثم ظهورهم المفاجيء وغناهم وتدريبهم وتمويلهم واضح من القوي الغربيه التي تؤجج الصراعات بالشرق ثم يأتي داعش ليدمر ما تبقي ويمحو اي اثر للمسلمين ثم يتغول ويتمدد حتي يكشف الذئاب بالتهايه انها دوله خلافه صهيون . ربنا اعلم