صحافة دولية

لاكروا: النظام السوري المتهاوي يكثف من هجماته الكيميائية

معالجة طفلة تعرضت للإصابة بغاز الكلور في إدلب مطلع الشهر الجاري
معالجة طفلة تعرضت للإصابة بغاز الكلور في إدلب مطلع الشهر الجاري
نشرت صحيفة لاكروا الفرنسية تقريرا حول تكرر استخدام النظام السوري للأسلحة المحرمة دوليا، وأشارت إلى أن بشار الأسد كثف من هجماته الكيميائية ضد الثوار والمدنيين كردّ فعل يائس بعد تلقيه للمزيد من الضربات الموجعة في المعارك الدائرة في سوريا.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي اطلعت عليه "عربي21"، إن النظام السوري لا يتردد في استعمال غاز الكلور ضد المناطق غير الخاضعة لسيطرته، رغم أن النظام السوري وقع في تشرين الأول/ أكتوبر 2013 على معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية.

وقالت الصحيفة إنه في الثالث من أيار/ مايو الجاري، في مدينة سراقب الواقعة في شمال غرب سوريا، تلقى صهيب اتصالا من برج المراقبة التابع للثوار، يفيد بأن طائرة هليكوبتر تابعة للنظام قادمة من جهة حماة، تستعد لرمي قنبلة على بعد 300 متر من المركز الإعلامي التابع للمعارضة.

ونقلت عن صهيب قوله، أثناء مقابلة معه عبر السكايب: "في البداية ظننا أنهم سيرمون برميلا محملا بمادة الديناميت المتفجرة، ولكن لم يحصل انفجار عند سقوط البرميل، فعرفنا إثر ذلك أنه يحتوي على غاز الكلور، ثم بعد خمس دقائق تم إلقاء برميل آخر في شرق المدينة، وبحسب مكان تواجدنا واتجاه الريح أمكن لنا شم رائحة الكلور".

وأضافت الصحيفة، نقلا عن هذا الشاهد، إن ما بين أربعين وخمسين شخصا تعرضوا للاختناق خلال ذلك الهجوم، أغلبهم من الأطفال.

ويقول صهيب الذي تحول إلى المستشفى لزيارة الضحايا: "لقد تم استهداف مناطق ذات كثافة سكنية عالية، وكان الضحايا يعانون من احمرار في العينين وصعوبات في التنفس، فقام الأطباء بغسل أجسامهم وتقديم الإسعافات لهم، ولحسن الحظ لم يمت أحد رغم العدد الكبير للمصابين".

وبحسب الصحيفة، فإنه توجد تسجيلات عديدة منتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي، يظهر فيها مدنيون يعانون من علامات الاختناق ومشكلات في الرؤية.

ونقلت عن محمد، أحد عناصر قوات الثوار، أن "هذه الهجمات أصبحت روتينا يوميا بالنسبة للنظام، في ظل تخاذل المجتمع الدولي وتغاضيه عن هذه الجرائم".

وأضافت أنه في أيلول/ سبتمبر 2014، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية (OIAC) أن "مادة الكلور السامة يتم استعمالها في سوريا سلاحا كيميائيا بصفة دورية".

ونقلت عن محمد أنه في البداية كان يقوم بإحصاء كل الهجمات، ولكن عندما لاحظ غياب أي رد فعل دولي حيال هذا الأمر، توقف عن تدوين هذه الجرائم.

وذكرت الصحيفة أن منظمة هيومن رايتس وتش أصدرت تقريرا في 14 نيسان/ أبريل الماضي، ورد فيه أنه بين الفترة الممتدة من 16 إلى 31 آذار/ مارس 2015، قام النظام بما لا يقل عن ست هجمات باستعمال البراميل المتفجرة المعبأة بمواد سامة في محافظة إدلب. ويقول التقرير: "رغم أنه لم يتسن لهيومن رايتس وتش التأكد من نوعية هذه المواد السامة المستعملة، فإن روايات الشهود تشير إلى وجود رائحة مادة الكلور، وقد أوقعت هذه الهجمات 206 ضحية، منهم ستة فارقوا الحياة".

ونقلت عن نديم خوري، المدير المساعد لمكتب هيومن رايتس وتش في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن "النظام السوري أثبت في كل مرة أنه لا يكترث لمعاناة الإنسان والقيم الإنسانية، من خلال خرقه المتكرر للقوانين الدولية التي تحرم استعمال الأسلحة الكيميائية".

وبحسب الصحيفة، فإن معاهدة حظر استعمال الأسلحة الكيميائية التي صادق عليها النظام السوري في تشرين الأول/ أكتوبر 2013، تمنع شن الهجمات باستعمال أي مادة كيميائية صناعية، ولكن قبل ذلك كان النظام قد استعمل غاز السارين في شهر نيسان/ أبريل في مدينة سراقب. وبعد ثلاثة أشهر، أدى هجوم مماثل على إحدى ضواحي دمشق إلى سقوط عدد من القتلى تراوح حسب تقديرات متضاربة بين 281 و 1400 قتيل.

وأضافت الصحيفة أن الثوار يربطون بين تصاعد هذه الهجمات الكيميائية والنجاحات التي يحققونها على الميدان، فبعد سيطرتهم على إدلب في 28 من آذار/ مارس الماضي، تمكنت قوة مشتركة من مقاتلي جبهة النصرة وأحرار الشام، من السيطرة على مدينة جسر الشغور في 25 نيسان/ أبريل. وبحسب الثوار، تعرضت سراقب وبنش وسرمين لعدة هجمات، كان آخرها في 4 آيار/ مايو الجاري، وأسفر عن اختناق ثلاثين أو أربعين شخصا.

ونقلت الصحيفة عن هادي عبد الله، أحد الثوار المتمركزين في سراقب، أنه "بعد سيطرة المعارضة على إدلب، أصبح النظام يبحث عن ترويع المدنيين حتى يحطم معنوياتهم ويجبرهم على عدم مساندة الثوار الذين يحققون نجاحات متتالية، لأنه أدرك أن هجوما واحدا بغاز الكلور يخيف السكان أكثر بكثير من البراميل المتفجرة التي تسقط عليهم كل ساعتين".

واعتبرت الصحيفة أن استنجاد النظام بمادة الكلور التي يسهل تحضيرها، يعد آخر الحلول التي وجدها هذا النظام المثخن بالجراح، فالجيش السوري يعاني الآن من وضع حرج في شمال غرب البلاد، كما أن خسارته لجسر الشغور كان لها وقع كبير عليه من الناحية المعنوية والاستراتيجية، لأن هذه المدينة تقع على سفح جبل العلويين، وهي الطائفة التي ينتمي إليها بشار الأسد، كما أنها توجد على الطريق المؤدية إلى الساحل، معقل النظام السوري.

وأضافت في السياق ذاته أن جسر الشغور يستمد أهميته أيضا من كونه لا يبعد أكثر من 60 كيلومترا عن ميناء اللاذقية، الذي يعتمد عليه النظام لتلقي الإمدادات الغذائية والمساعدات العسكرية الروسية، رغم أن الثوار لا يفكرون حاليا في مهاجمة هذا الميناء.
التعليقات (1)
جيمي
الخميس، 07-05-2015 05:38 ص
وحياة كل طفل مات علي يد الجزار الكلب بشار سوف يري بشار في أولادة ماتشيب له الولان ..هذا وعد الله ولايحلف الله وعده