مقابلات

بحر لـ"عربي21": نحن شرعيون وأبو مازن ليس شرعيا

رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة أحمد بحر - عربي21
رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة أحمد بحر - عربي21
شدد الدكتور أحمد بحر رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة على وجوب العمل للوصول لـ"وحدة حقيقة"، من أجل الخروج من الوضع الكارثي الذي تعاني منه القضية الفلسطينية.

وحول ولاية الرئيس محمود عباس أفاد رئيس المجلس أن عباس "انتهت ولايته بنص القانون الأساسي؛ والمجلس التشريعي باق على رأس عمله وفق القانون حتى يأتي مجلس جديد؛ وبالتالي نحن شرعيون وأبو مازن ليس شرعيا".

وبرر منح الفصائل الفلسطينية الرئيس عباس شرعية توافقية بقوله: "رضينا بذلك على أن يتم تنفيذ الاتفاقيات؛ ولكن إلى الآن لم ينفذ منها شيء".

وقال بحر في حوار خاص مع "عربي21": "الكل الفلسطيني يجب أن يجتمع وأن يتوحد في الضفة وغزة والقدس والـ 48 والشتات من أجل الثوابت والمصالحة الفلسطينية"، مؤكدا أن "الوحدة الحقيقية" التي تحافظ على الثوابت الفلسطينية، ستحرر فلسطين.

وأكد رئيس المجلس التشريعي أن دولة الاحتلال "زائلة لأنها بنيت على باطل"؛ موضحا أن زوالها سيكون "بالجهاد والمقاومة ووحدة الأمة العربية والإسلامية".

وأعرب عن ثقته في أن "الضعف العربي والإسلامي الحالي سيتحول إلى قوة، وسنكون نحن في فلسطين الشرارة التي تحرق الكيان الصهيوني".

وبالنسبة لتعطيل عمل المجلس التشريعي الفلسطيني كشف بحر أن "هناك قرارا أمريكيا بعد تفعيل التشريعي ما دامت "حماس" على رأسه"، وبين أن هناك "مؤامرة كبيرة" على الشعب الفلسطيني وخاصة على حركة "حماس".

وطالب بحر في حواره مع "عربي21"، بـ"هبة" جماهيرية فلسطينية وعربية وإسلامية من أجل إنقاذ مدينة القدس المحتلة التي منذ احتلالها يسعى الاحتلال الإسرائيلي لتهوديها وتغيير معالمها.

وتساءل رئيس المجلس التشريعي بالإنابة: "لماذا يتحرك يهود العالم من أجل إعادة بناء هيكلهم المزعوم ولا تتحرك الأمة العربية والإسلامية لنصرة مسجدها الأقصى؟."

وفيما يلي نص الحوار:

"عربي21": في ظل حالة تراجع المصالحة الفلسطينية، والوضع الكارثي للقضية الفلسطينية، ماذا أنتم فاعلون في المجلس التشريعي ؟

بحر: أولا الوضع الفلسطيني لا يخفى على أحد في تعقيداته ومكوناته وجوهر القضية منذ بدايتها وبعد الانتخابات التشريعية 2006، وبعد نجاح "حماس" في الانتخابات؛ من هنا بدأت المشكلة ومن هنا بدأ الانقلاب على الشرعية والديمقراطية، حيث أن الرباعية الأوروبية لم تعترف بالانتخابات وطالبت "حماس" بأن تعترف بـ(إسرائيل) وتنبذ المقاومة وتعترف؛ وهذه هي المعضلة الأساسية.

يريدون أن يعاقبوا الشعب الفلسطيني لأنه اختار الديمقراطية؛ كان هدفهم أن تدخل "حماس" الانتخابات ومن داخل الانتخابات تطرد ولكن انقلب السحر على الساحر، ومنذ تشكيل الحكومة العاشرة بقيادة الأخ أبو العبد وإلى هذه اللحظة هم يتآمرون محليا واقليميا وعربيا ودوليا على اسقاط "حماس"، وشن الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة حروب عدوانية على قطاع غزة؛ وبقيت "حماس" راية مرفوعة شامخة على جبين الأمة العربية والإسلامية؛ هذا هو جوهر الصراع مع العدو الصهيوني ومع أطراف عربية للأسف الشديد.

ولذلك كان دور المجلس التشريعي الفلسطيني منذ البداية احتضان الحوار الفلسطيني الفلسطيني، واقرت الفصائل الفلسطينية برعاية التشريعي فكانت وثيقة الأسرى التي سميت وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني؛ ونحن من جانبنا قمنا بواجبنا ودعونا الفصائل، وكان الاتفاق سابق الذكر؛ لكن كما تعلم المؤامرة كبيرة على الشعب الفلسطيني وخاصة على حركة "حماس" التي اختطف الاحتلال من نوابها أكثر من 45 نائبا، مما عطل عمل المجلس التشريعي، ولذلك نحن متمسكون بالمقاومة والمصالحة الفلسطينية متمسكون بالاتفاقيات التي وقعت بين حركتي "حماس" و"فتح" والفصائل الفلسطينية منذ 2005 وحتى 2014، ولكن الناس يتنكرون لهذه الاتفاقيات، ولا يريدون شراكة سياسية، ولذلك نحن نصر على موقفنا في المجلس التشريعي أن الكل الفلسطيني يجب أن يجتمع وأن يتوحد بين الضفة وغزة والقدس  والـ 48 والشتات من أجل الثوابت والمصالحة الفلسطينية.

"عربي21": من الذي يعيق المصالحة الفلسطينية وتعطيل عمل المجلس التشريعي ؟

بحر: يمكن توجيه هذا السؤال للرئيس محمود عباس، هم لا يريدون تفعيل المجلس،  وأنا قلتها وهذا ليس سرا؛ هناك قرار أمريكي ما دامت "حماس" على رأس المجلس التشريعي لا يمكن تفعيله، قلنا لهم تعالوا نعمل انتخابات، أيضا لا يريدون انتخابات، بأي وسيلة من الوسائل هم لا يريدون من يحمل الثوابت الفلسطينية والمقاومة ووحدة الشعب الفلسطيني.

ورغم ذلك كله نحن سنستمر إن شاء الله في عملنا، وفي تفعيل ثوابتنا الفلسطينية، وبالمقاومة، وأنا أتصور أن انتصار المقاومة في العصف المأكول في 2014 أذهل العالم، وجعل الأمة ترى أن هناك أملا في تحرير فلسطين إذا ما توحدت الأمة على تحرير فلسطين بشكل حقيقي، فجيش الاحتلال الذي لا يقهر؛ قهر ومرغ أنفه في التراب.
 
"عربي21":هناك توافق فلسطيني على الاعتراف بشرعية الرئيس محمود عباس، هل هذا قانوني ؟

بحر: هذه القضية انتهينا منها؛ والسيد محمود عباس في 2009، انتهت ولايته؛ وبنص القانون الاساسي في المادة (47) التي تقول: مدة ولاية الرئيس (4) سنوات؛ وانتهت بـ 2009، وأما مدة ولاية المجلس التشريعي في المادة (47 مكرر) بتقول أن المجلس التشريعي يبقى على رأس عمله حتى تأتي انتخابات جديدة ثم يسلّم المجلس التشريعي القديم لإخوانه في المجلس الجديد، فنحن شرعيون وأبو مازن ليس شرعيا.

"عربي21": لماذا إذن أعطت الفصائل الفلسطينية الرئيس أبو مازن شرعية توافقية وما هو مبررها؟

بحر: قلنا في مرحلة من المراحل إننا نريد التوافق الفلسطيني، ورضينا بذلك على أن يتم تنفيذ الاتفاقيات؛ ولكننا إلى الآن لم ينفذ من الاتفاقيات التي أبرمت شيء، وهذه اشكالية موجودة.

"عربي21": في ظل هذا الواقع ما المطلوب من الرئيس عباس ؟

بحر: مطلوب من عباس أن يرجع لحضن الشعب الفلسطيني وإلى القانون الأساسي، بعدما ثبت فشل المفاوضات وإقرار كبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات أن نتيجة المفاوضات هي صفر كبير؛ وبالتالي لا يمكن أن يتوحد الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية إلا على وحدة حقيقية تحافظ على الثوابت الفلسطينية وتسعى لتحرير فلسطين.

"عربي21": مدينة القدس المحتلة تهود ويطرد أهلها ما العمل؟

بحر: القدس على صفيح ساخن منذ احتلالها وتقسيمها لشرقية وغربية، ومنذ اليوم الأول بدأ الاحتلال تهويد القدس وتغيير معالمها حتى أصبحت وكأن معالمها يهودية، ما يجري فيها يحتاج لهبة جماهيرية فلسطينية وعربية وإسلامية.

الفلسطينيون لا شك أنهم سيكونون رأس الحربة في تحرير فلسطين، وسيبذلون كل ما يملكون من مال ونفس وسلاح من أجل ذلك؛ هذا مطلوب من الفلسطينيين ولكن مطلوب أيضا من الأمة العربية أن تقف بجانب الشعب الفلسطيني المجاهد والمرابط من أجل تحرير فلسطين، لماذا يتحرك يهود العالم ومنظماته الصهيونية من أجل إعادة بناء هيكلهم المزعوم ولا تتحرك الأمة العربية وجيوشها لنصرة مسجدها الأقصى؛ لماذا لا تتحرك؟.

القدس عربية إسلامية تحتاج لصحوة إسلامية من أجل تحريرها، اليهود يتبرعون بمليارات الدولارات للاحتلال، ونحن نحاسب من يريد التبرع لأهل فلسطين والقدس وللفقراء والمساكين، هذه المعادلة لا بد أن تتغير في العواصم العربية.

نحن ندافع في فلسطين عن القدس وعن العواصم العربية فسقوطنا له مألات خطيرة وكبيرة، ولذلك نحن صامدون ومرابطون ندافع عن كرامة الأمة العربية والاسلامية حتى كنس آخر صهيوني من أرض فلسطين.

"عربي21": كلمة أخيرة للاحتلال الإسرائيلي ؟

بحر: دولة الاحتلال زائلة لأنها بنيت على باطل؛ والأرض أرضنا والقدس قدسنا وستزول (إسرائيل) بإذن الله تعالى، نحن ندرك ذلك تماما، فدولة الاحتلال ستزول بالجهاد بالمقاومة وبوحدة الأمة العربية والإسلامية؛ فالضعف العربي والإسلامي الحالي سيتحول -إن شاء الله- إلى قوة، وسنكون نحن في فلسطين الشرارة التي تحرق هذا الكيان الصهيوني.
التعليقات (0)