سياسة عربية

عائلات الرمادي بالعراق تواجه الموت تحت مرمى نيران المعارك

حولت المعارك وعمليات القصف الرمادي إلى ركام - أرشيفية
حولت المعارك وعمليات القصف الرمادي إلى ركام - أرشيفية
توالت المناشدات التي أطلقها أهالي مدينة الرمادي، منذ اللحظات الأولى لإعلان الحكومة المركزية في بغداد شن حملة عسكرية لاستعادة أراضي شمال وشرق مدن الرمادي من قبضة مقاتلي تنظيم الدولة، لإخراج العائلات المحاصرة من مناطق المعارك إلى مناطق أكثر أمنا.

ومع انطلاق العملية الجديدة، كانت تتواجد أكثر من 2000 عائلة تتوزع داخل قرى الرمادي، رغم المعاناة الكبيرة التي لحقت بهم منذ قرابة عام ونصف، من جوع وحصار ونفاد الأدوية، ونزوح آلاف العائلات عن مناطقهم ومنازلهم، ما يعني مضاعفة الأزمة في المدن التي تعج بالنازحين.
 
ويقول مازن المرعاوي، وهو من أهالي قرية البو غانم شرق مدينة الرمادي، إن عشرات العائلات تواجه صعوبة في الخروج، بسبب اشتداد المعارك والقصف الكثيف في المناطق المحطية.

 وأضاف في حديث لـ"عربي21": "أعيش أنا وأولادي حالة من التوتر والخوف الشديدين، لأن القرية تحولت إلى ساحة معركة، فأصوات المدافع لا تهدأ، وأصوات الطائرات، وهي تطلق القذائف والصواريخ، ترعبنا".

وقال: "أحاول جاهدا أن أخرج عائلتي من جحيم المعارك الدائرة هنا، وآمل أن أستطيع نقلهم إلى مناطق هيت أو عانة أو راوه بشكل مؤقت، بعد أن تعذر علي سلك طريق بغداد، لأنه مغلق منذ أسبوع تقريبا، وقبل بدء الهجوم من قبل عناصر الجيش".
 
وتابع المرعاوي: "لا أعرف أين أذهب، فجميع مدن الرمادي أصبحت مناطق عمليات عسكرية، ولا يمكني التحرك، فقذائف الهاون تتساقط بكثافة على الأحياء، منذرة بما هو أسوأ في الساعات القادمة".

ويقول: "كان الأجدر بالقوات الأمنية إخراجنا نحن وعوائلنا من منازلنا، وإبعادنا عن ساحة المعارك، وفتح الطرق لتسهيل خروجنا سالمين، لكن تركتنا في مواجهة مصير يضعنا في موقف صعب"، مضيفا: "صرنا بين خيارين: إما البقاء، وهذا سيكون التفكير فيه مكلفا، ويدفع إلى ما هو أكثر سوءا، والخيار الثاني هو البحث عن مكان آخر يتطلب مخاطرة مع تصاعد حدة المواجهات المتواصلة".
 
وعلى الرغم من احتدام المعارك بين القوات الأمنية العراقية وتنظيم الدولة، والقصف العنيف من قبل الطيران المروحي الحكومي، نجح أبو نور الفهداوي بالخروج من منطقة إسجارية المشتعلة مع أفراد أسرته.

وقال الفهداوي لـ"عربي 21": "تمكنت مع أفراد أسرتي من عبور نهر الفرات تحت وابل الرصاص وقذائف الهاون، ووصلنا إلى القرى الشمالية من جزيرة الرمادي المحاصرة، التي تشهد إجراءات أمنية وانتشارا لأبناء العشائر، وعند وصولنا استقبلنا عدد من أهالي البوذياب بصدر رحب".
 
وقال أحد سكان من منطقة الحامضي، شمال مدينة الرمادي، إن عشرات العائلات، بينهم نساء وأطفال ومسنون، باتت محاصرة بانتظار القوات الأمنية لإجلائها، وإن هذه العائلات أطلقت صرخات استغاثة ومناشدة لرئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح كرحوت، للتنسيق مع الجهات المسؤولة لإنقاذهم.

وأوضح المصدر أن هذه العائلات المتبقية هناك تعيش أوضاعا مأساوية، في ظل معارك محتدمة وحصار مطبق، حيث تنقطع المياه منذ ستة أشهر، والكهرباء منذ بداية المعارك في عموم الأنبار.
التعليقات (0)