نظمت "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "
حماس" في قطاع
غزة مخيمات عسكرية، استوعبت حوالي 15 ألف شاب وفتى، لتدريبهم على مبادئ القتال الأولية واستخدام الأسلحة الخفيفة.
وتستهدف هذه المخيمات، التي أطلق عليها "
طلائع التحرير"، الفتية في الفئة العمرية ما بين 15 و21 عاما.
وقد نشرت "
كتائب القسام" نقاطا لتسجيل الراغبين في الالتحاق بالمخيمات في كافة أنحاء القطاع، سيما في المساجد ومفترقات الطرق الرئيسة ومداخل الجامعات.
وقد شرعت هذه المخيمات في استقبال الفتية ابتداءً من الثلاثاء الماضي، ومن المقرر أن تختتم أنشطتها غداً الخميس.
ويتلقى الملتحقون بهذه المخيمات تدريبات عسكرية، مثل الرماية بالذخيرة الحية، والمهارات الكشفية، ومحاضرات أمنية، بالإضافة الى دورات في الدفاع المدني والإسعافات الأولية.
وزارت "عربي21" أحد هذه المخيمات الكائنة في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، حيث أقيم المخيم في أرض خالية، أحيطت بسواتر ترابية، علاوة على أنه تم تزويد المخيم بتجهيزات تناسب التدريبات.
ويردد المشاركون في المخيم الشعارات الحماسية أثناء قيامهم بالتدريبات، التي يشرف عليها عدد من مقاتلي "كتائب القسام" .
وقد التقت "عربي21" بعبد الله الصالح ( 16 عاماً)، أحد الفتية، المشاركين في هذا المخيم، وقد بدت عليه علامات الإرهاق، بعد أن فرغ من إحدى تدريبات في اللياقة البدنية والمهارات العسكرية.
ووصف عبد الله هذه التجربة قائلاً: "نتعلم في هذا المخيم العديد من المهارات العسكرية والفنون القتالية وطرق استخدام السلاح والتعامل معه"، معرباً عن تقديره للمدربين، الذين وصفهم بأنهم "أصحاب خبرة كبيرة في هذا المجال".
وعن سبب انضمامه للمخيم، قال عبد الله: "التحقت بهذا المخيم لرغبتي بأن أصبح مقاتلاً مثل مقاتلي كتائب القسام الذين يمثلون القدوة لي ولأغلبية الفتية في عمري، ومعظم أصدقائي بالدراسة التحقوا مثلي بهذا المخيم".
من ناحيته قال "جمال" أحد المدربين في المخيم والذي يبلغ من العمر 28 عاما لـ "عربي21": "يتعلم المشاركون في المخيم بعض التدريبات التي تمنحهم خلفية عن بعض المهارات العسكرية، وتتخلل التدريبات دروس وعظية ودورة إسعافات أولية"، مشددا على أن المحاضرات الأمنية تفيد الشباب في هذا العمر، سيما خلال تعاملهم مع شبكات التواصل الاجتماعي.
ونوه "جمال" إلى أن الإقبال على الالتحاق بالمخيم كان غير مسبوق، مشيرا إلى أن عائلات الذين التحقوا بالمخيم ذات انتماءات حزبية متباينة.
وأكدت "كتائب القسام" في بيان نشرته على موقعها الرسمي، أن المشاركين في هذه المخيمات سيكونون "نواة مشروع التحرير القادم"، على حد وصف البيان.
وفي تصريحات لـ"عربي21" قال الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري، إن الإقبال على الالتحاق بمخيمات "طلائع التحرير منقطع النظير، مما اضطر القائمين على هذه المخيمات إلى مضاعفة الإمكانات لاستيعاب الأعداد الكبيرة جدا".
وأكد أبو زهري أن هذا الاقبال "يعكس تعلق الشباب الفلسطيني بخيار المقاومة ورغبتهم في الالتحاق بقوى المقاومة الفلسطينية، ما يدلل على فشل الرهان على الخيارات السياسية وإدراك هؤلاء الشباب أن خيار المقاومة المسلحة هو الخيار العملي والمجدي لتحرير فلسطين".
وشدد أبو زهري على أن الرسالة الأساسية لهذه المخيمات هي "التأكيد على تمسك حماس بخيار المقاومة، وأن الشعب الفلسطيني بشتى أطيافه متخندق حول هذا الخيار، وأن الاحتلال وكل الأطراف التي ساندته خلال عدوانه الأخير على القطاع أخفقت بإجبار الشعب الفلسطيني على التخلي عن مشروع المقاومة المسلح".
وأوضح أبو زهري أن "الإقبال منقطع النظير على هذه المخيمات يدلل على أن الحرب الأخيرة على غزة أتت بنتائج عكسية، وهذا ما برهن عليه الإقبال على الالتحاق بهذه المخيمات".