ملفات وتقارير

ترقب بعد إعلان سريان وقف إطلاق النار في صنعاء

توقع المراقبون أن السيناريو القادم هو الدفع برئيس عسكري محل هادي (أرشيفية) - أ ف ب
توقع المراقبون أن السيناريو القادم هو الدفع برئيس عسكري محل هادي (أرشيفية) - أ ف ب
تسود العاصمة اليمنية صنعاء حالة من الترقب والحذر، بعد إعلان وزير الداخلية اللواء جلال الرويشان، بدء سريان وقف إطلاق النار، كونه أحد مخرجات اللجنة الرئاسية التي جرى تشكيلها ظهر الاثنين، من قبل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والمكونة من وزيري الدفاع والداخلية، ومهدي المشاط مدير مكتب عبدالملك الحوثي زعيم جماعة الحوثي.

وأعلن وزير الداخلية اللواء جلال الرويشان، عصر الاثنين، بدء سريان قرار وقف إطلاق النار بالعاصمة صنعاء بناء على عمل اللجنة الرئاسية التي تم تشكيلها اليوم لمتابعة وقف إطلاق النار برئاسة مستشار الرئيس اليمني عن الحوثيين صالح الصماد .

تهدئة ستنتهي بالفشل

وقال الكاتب والمحلل السياسي زكريا السادة إن "العاصمة باتت ملغومة بمجاميع حوثية مسلحة، ومما لاشك أن هذا الإعلان سينتهي بالفشل، بعدما فرضت جماعة (أنصار الله) الحوثيين نفسها بالقوة على الرئيس اليمني، الذي مكنها في السابق من السيطرة على معسكرات الجيش في شمال اليمن".

وتوقع السادة في حديث لــ"عربي21" أن السيناريو القادم في اليمن، هو الدفع برئيس عسكري يحل محل "هادي"، وهذا ما يطمح إليه الحوثيون "وذلك بعدما بات الرئيس هادي غير قادرعلى حكم البلاد، كونه أصبح مدافع عن منزله غربي صنعاء".

ولفت الكاتب السادة بأن الحديث عن وقف إطلاق النار بين الحوثيين وقوات الجيش اليمني، "مجرد إكمال لسيطرة مسلحي الحوثي على ماتبقى من الجبال والمعسكرات المحيطة بالعاصمة اليمنية ".

تركيع الرئيس هادي

من جهة ثانية، يرى مدير تحرير صحيفة الشارع اليومية محمد العلائي أن الأمور لم تتضح بعد، وهناك مشكلة حقيقية حول طبيعة إعلان وقف إطلاق النار بين الرئاسة اليمنية والحوثيين".

وأضاف لــ"عربي21" أن الحوثيين في حال قرروا الإطاحة بالرئيس هادي من الحكم، فإعلان وقف التهدئة لن يصمد طويلاً، أما إذا كان هدفهم تركيع هادي، فمن المتوقع أن يتم إيقاف التصعيد الحوثي، لكن مقابل انتزاع مواقف وقرارات جديدة لصالحهم من قبله".

وأشار مدير تحرير الشارع الى أن "إيقاف تصعيد الحوثيين، سيكون مقابل إلغاء الأقاليم الستة حيث جرى تقسيم اليمن اتحادياً في مؤتمر الحوار الوطني، بالإضافة لمنحهم غطاءً شرعيا لاجتياح محافظة مأرب  النفطية الواقعة شمال شرقي صنعاء، وبالتالي العمل وفق أجنداتهم للسيطرة على ماتبقى من البلاد".

توطئة لسيطرةٍ على اليمن

وفي سياق متصل، اعتبر الصحفي والمحلل السياسي عبدالله المنيفي "اتفاق وقف إطلاق النار بين الحوثيين والرئاسة لن يصمد لساعات، وذلك استناداً إلى كل الأحداث والاتفاقات التي سبقت خلال أكثر من عام، التي أقدم الحوثيون على خرقها، وكذلك بالنظر إلى الأطماع المتصاعدة لجماعة الحوثي للسيطرة على الوضع في البلاد بشكل كامل".

وقال المنيفي لــ"عربي21" إن "الحوثي لن يتوقف عند هذا الحد، خصوصاً في ظل انقسام القوى السياسية، والمواقف العائمة للدول العشر الراعية للتسوية السياسي، وكذلك تعثر تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وبنود اتفاق السلم والشراكة، في ظل تعزيزات الحوثي العسكرية، وكذلك النشاط المتزايد لمعسكرات التدريب التي يستقبل فيها مسلحيه واستحداث معسكرات أخرى" على حد قوله.

ووفقا للمنيفي فأن "أي اتفاق جديد بين الرئاسة وجماعة الحوثي تحت ضغط السلاح، كما حدث سابقاً في 21من أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، لحظة سقوط العاصمة اليمنية بيد مسلحي الجماعة، يعدّ توطئة لسيطرة شاملة للقرار السياسي في البلاد، على حساب بقاء هادي بدون أي سلطة في صنعاء".

هذا وشهدت صنعاء معارك عنيفة بين قوات الحماية الرئاسية ومسلحي جماعة الحوثي في محيط دار الرئاسة اليمنية ومنزل الرئيس اليمني غربي صنعاء.
التعليقات (0)