مقابلات

معتقل سابق في سوريا يروي شهادته وشجونه لـ"عربي21"

يمارس التعذيب في سجون النظام السوري بشكل ممنهج
يمارس التعذيب في سجون النظام السوري بشكل ممنهج

يتحدث "ثائر" عن المعتقلات من النساء اللواتي شاركنه ظروف الاعتقال ذاتها، وما قاساه من التعذيب داخل معتقلات النظام. كما شاهد ثائر أيضا العديد من المعتقلين من الطائفة العلوية خلال رحلته المأساوية داخل فروع الأمن في سوريا، وكان أغلبهم مسجون بتهمة الرشوة والفساد والسرقة، لكن أكثر ما أثار حزنه السجانون "السنة" وهم من نفس طائفته، من حلب ودير الزور، عندما كانوا يقومون بأشنع أنواع التعذيب.

يقول "ثائر" الذي خرج منذ أيام من مدينة حمص لـ"عربي21": "أيام مروعة قضيتها متنقلا بين الأمن العسكري والسياسي والمخابرات الجوية بحمص، وسجون 284 والقابون وعدرا بدمشق خلال فترة اعتقالي".

يتابع ثائر: "اعتقلت مرتين في حياتي وكنت على وشك الاعتقال للمرة الثالثة، قبل أن أتمكن من الخروج من حمص، أما التهمة فهي العمل الإغاثي، فجل ما كنت أقوم به هو توزيع الأضاحي على أسر الشهداء والمعتقلين والأرامل".

ثائر، وخلال شهادته الطويلة والتي تكلم فيها بالتفصيل عن اعتقاله لمرتين في سجون النظام، يتحدث "عن وجود عدد لا بأس به من المعتقلين العلويين، منهم أحد الضباط برتبة رائد، وكان قد شارك قوات النظام في قصف بابا عمرو والخالدية وغيرها من المعارك والاقتحامات، وقام النظام باعتقاله على خلفية قيامه ببعض السرقات والرشاوي".

يقول ثائر: إن "الضابط العلوي كان في حالة استياء وسخط شديدين على بشار الأسد ونظامه، فبعد أن قام بخدمة سيده في المعارك بكل إخلاص يكون مصيره الاعتقال بتهمة تافهة كالرشوة، على حد تعبير الضابط العلوي المعتقل الذي كان يشتم دائما بشار وأبيه".

ويضيف: "كان العديد من العلويين معتقلين معنا بتهمة السرقة أو الرشوة على الحاجز لسماحهم بمرور بعض المطلوبين مقابل مبالغ مالية"، بحسب ثائر الذي أوضح: "صحيح ان العلويين كانوا معتقلين معنا، ولكن كان يتم وضع ثلاثة منهم في المنفردة التي تبلغ مساحتها مترين بمتر، بينما في نفس المساحة كان يحتجز فيها 12 معتقلا من غير العلويين يجلسون شبه عراة بأجساد متلاصقة دائما، وأي حركة صغيرة يقوم بها واحد من الاثني عشر تؤثر على الجميع، وتثير سخطهم بسبب الضيق الشديد. وبالطبع كانوا ينامون واقفين".

يقول ثائر: "كنت حريصا على بناء جسور ود وتواصل إنساني مع جميع المعتقلين، رغم تلك الظروف غير الإنسانية، حتى أولئك من الطائفة العلوية، حتى أنهم كثيرا ما كانوا يلجأون إلي ويجثون على ركبتي طلبا لبعض الأدعية لتخفيف التعذيب عنهم".

كما تعرف على ثائر أحد السجانين "العلويين" الذي كان يعرفه سابقا أثناء وجوده في حمص، وكان متعاطفا معه، فكان حين يحين موعد التحقيق معه يقوم بوضع بطانية على الباب ليحجب الرؤية عنه من الخارج، ثم يطلب منه أن يرفع صوته بالصراخ ليوهم رئيسه في الخارج أنه يقوم بتعذيبه بينما هو كان يحميه من التعذيب.

على النقيض من ذلك، بحسب ثائر، كان هناك سجانون سنة من نفس طائفته من حلب ودير الزور "يقومون بأشنع أنواع التعذيب، فلا يهمهم إن أودت الضربة باقتلاع عين المعتقل أو التسبب له بعاهة مستديمة، وكان ذلك يتم في أغلب السجون، ومنها سجن البالونة بحمص والذي يتم نقل المعتقلين منه إلى دمشق".

وكان من هؤلاء السجانين رجل يدعى الادعشري "بسبب وجود إحدى عشر إصبعا في يديه، وحين تحل مناوبته كان يمنع المعتقلين حتى من التنفس، وكان لديه حقد وكراهية عجيبة للمعتقلين".

يقول ثائر: "رغم شدة قسوة المحققين وتبلدهم إلا أنه كان يحاول أن يمد على تخوف شيئا من جسور التواصل معهم لعل شيئا من بقايا إنسانية يتحرك فيهم أو حتى مصلحة أو اهتماما مشتركا، ولكن كلمة واحدة زائدة تخرج وتقع في غير محلها كانت يمكن أن تودي بالمعتقل إلى سجن صيدنايا ليختفي إلى الأبد".

كان التحقيق مع المعتقلين، بحسب ثائر،  يتم وهم عراة تماما، سواء كان المعتقل رجلا أو امرأة. فعندما ينادى على المعتقل كان التقليد المتبع وبشكل بديهي أن يقوم بخلع كل ملابسه للتوجه للتحقيق.

يضيف ثائر: "اعتقلت لأول مرة وتم التحقيق معي لمدة سبع ساعات كانت العيون خلالها مطمشة، أي مربوطة بقماش، واليدان مربوطتان خلف الجسد الذي تم شده وتعليقه من الكتفين، فتصبح القدمان معلقتين في الهواء وهو ما يسمى "الشبح"، وطبعا هنالك الكثير شلت أيديهم أو اقتلعت من مكانها بسبب هذا الأسلوب، ولم يعودوا قادرين على لبس أي سترة على الجزء العلوي من أجسادهم".

يتابع: "أول ما سألوني عنه هو كم دبابة ضربت وكم صاروخا أطلقت، وهو يعلم تماما أني أعمل بالإغاثة، طبعا لم يكن لدي إجابة على تلك التساؤلات، والعقوبة هي الضرب بسلك الكهرباء أو بالأخضر الإبراهيمي، وهو أنبوب عريض لونه أخضر كنا نسميه تهكما بالأخضر الإبراهيمي، وبعد عدة ضربات تفقد الوعي ويغمى عليك فتصبح عاجزا عن الإحساس بأي شي".

يقول ثائر: "بسبب الخوف من الأخضر الإبراهيمي، كان أحد المعتقلين يخاف من شرب الماء حتى لا يضطر لطلب الخروج للحمام، خوفا من ضربه، وكان يصل عدد الضربات إلى 200 ضربة عقوبة على طلب الدخول إلى الحمام".

أما عن الطعام فكان عبارة عن ثلاثة أرغفة كبيرة لثلاث وجبات، بالإضافة إلى زيتونة لثلاث زيتونات صباحا. و"من حسن حظي أن أحد العلويين تعرف علي في المعتقل فتبرع بإعطائي قشرة ليمون لأني حمصي مدلل كما يقولون".
التعليقات (3)
باسل
الثلاثاء، 08-09-2015 01:24 ص
أخي وائل رجاءأن تجيبني هل عرفت سجين يدعى غسان جموفي سجن البالونةأرجومراسلتي على 0953605447
باسل
الإثنين، 07-09-2015 12:38 ص
أخي وائل خلال وجودك في البالونةهل عرفت سجين يدعى غسان جمو مساعدأول سابقاقبل اعتقاله
الله اكبر عليهم
الثلاثاء، 13-01-2015 12:33 م
اللهم عليك بكل طاغية وبكل حاقد وبكل ظالم ،،يارب فرجك عن شعبنا واهلنا وعن كل المسلمين