صحافة دولية

كريستوف: لا تحملوا الإسلام وزر مهاجمي شارلي إيبدو

كريستوف: علينا أن نكون حذرين من الرد على تعصب الإرهابيين بالتعصب - الأناضول
كريستوف: علينا أن نكون حذرين من الرد على تعصب الإرهابيين بالتعصب - الأناضول
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقال رأي للكاتب نيكولاس كريستوف، حول الهجوم الذي تعرضت له المجلة الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو"، التي يقول الكاتب إنها هاجمت الأديان كلها، المسيحية واليهودية والإسلام. 

ويقول كريستوف إنه عندما يقوم رجال ملثمون بمهاجمة الصحيفة، مستخدمين رشاشات الكلاشنكوف، ويقتلون 12 شخصا في أشنع هجوم إرهابي تشهده فرنسا منذ عقود، لم يفترض أحد أن يكون المهاجمون متطرفين مسيحيين أو يهودا، ولكن من المرجح أن يكونوا متطرفين إسلاميين.

ويضيف الكاتب أن اليهود والمسيحيين يعبرون عن غضبهم على الفيسبوك والتويتر، ولكن ومع أننا لا نعرف بالضبط من يقف وراء الهجوم، إلا أن الافتراض المحتمل هو أنهم متطرفون إسلاميون عبروا عن غضبهم بالرصاص. 

ويبين كريستوف أن الكثير يسألون: هل هناك شيء حول الإسلام يقود للعنف والإرهاب واستعباد المرأة؟ 

ويرى الكاتب أن السبب في تكرار هذا السؤال هو أن المسلمين المتطرفين "عادة ما يقتلون باسم الله، من تفجير قطار مدريد عام 2004، الذي راح ضحيته 191 شخصا، إلى أخذ الرهائن في سيدني الشهر الماضي، وكنت قد كتبت مقالة العام الماضي عن تنامي التعصب في العالم الإسلامي، بعد أن قتل محام باكستاني اسمه رشيد رحمان؛ لأنه دافع عن أستاذ جامعي اتهم زورا بإهانة النبي محمد". 

ويتابع "من الأمثلة على الإرهاب الممنهج في العالم الإسلامي اضطهاد المسيحيين والأقليات الدينية مثل البهائيين واليزيديين والأحمديين. وهناك أيضا اضطهاد النساء، فمن البلدان العشرة الأخيرة في قائمة التفاوت في الدخل بين الذكر والأنثى في تقرير منتدى الاقتصاد العالمي، تسعة ذات أغلبية مسلمة". 

ويجد كريستوف أنه "بالتأكيد هناك خلفية من التعصب الإسلامي وراء الهجوم على الصحيفة، وكانت قد هوجمت بالقنابل الحارقة عام 2011، بعد أن نشرت كاريكاتيرا مسيئا للرسول".

ويشير التقرير إلى أن الصحيفة قد نشرت رسما كرتونيا مسيئا آخر تظهر فيه الرسول باكيا، ويقول "من الصعب أن يحبك البلهاء".

ويلفت الكاتب إلى أن "الهجمات الإرهابية قادت الكثير من الغربيين لتصور الإسلام على أنه دين متطرف بطبيعته، ولكن هذا الأسلوب من التفكير سطحي للغاية، فعدد الإرهابيين قليل ولكنهم يظهرون في عناوين الصحف، وليسوا ممثلين عن ديانة تحتوي على ألوان شتى، ويتبعها 1.6 مليار شخص، وصفحتي على تويتر امتلأت يوم الأربعاء بتغريدات من مسلمين يشجبون الهجوم، ويقولون إن ما يقوم به هؤلاء المتطرفون يشوه صورة الرسول أكثر من أي رسام كاريكاتير". 

ويؤكد كريستوف أن "غالبية المسلمين بالطبع لا علاقة لهم بهذا الجنون، عدا عن أنهم أنفسهم ضحايا للإرهاب بشكل كبير، وفي الواقع لم يكن الهجوم على مجلة شارلي إيبدو هو أسوأ هجوم إرهابي، فقد قتلت سيارة مفخخة، غالبا ما تكون من تدبير القاعدة، 37 شخصا خارج كلية الشرطة في صنعاء".

ويمضي بالقول: "من الأمور التي تعلمتها في الصحافة الحذر من إدراك العالم من خلال الروايات البسيطة؛ لأنه يتم بعد ذلك وبشكل غير عقلاني ملء ما بين السطور بمعلومات إضافية. ومن خلال أسفاري ما بين موريتانيا والسعودية وباكستان وأندونيسيا، تحدثت مع متطرفين إسلاميين ذكروا لي تصورهم حول أمريكا، وأنها دولة ظالمة يسيطر عليها الصهاينة، وهي مصممة على تحطيم الإسلام. وهذا تصوير سخيف لأمريكا، فعلينا أن نكون أنفسنا حذرين من رسم صورة خاطئة لديانة عديدة الأطياف مثل الإسلام". 

وعليه، يدعو الكاتب قراءه إلى"تجنب التنميط الديني، فالمسيحي العادي لا يتحمل ذنب المتطرفين المسيحيين في يوغوسلافيا سابقا، عندما قاموا بارتكاب مجازر ضد المسلمين، ومنتقدو الإسلام لا يتحملون ذنب المتطرف المعادي للإسلام، الذي قتل 77 شخصا من النرويج عام 2011". 

ويوضح كريستوف أنه يجب "أن نتذكر أن أشجع الناس الذين يحبون السلام في الشرق الأوسط، والذين يقفون في وجه المتطرفين، هم أنفسهم مسلمون ملتزمون. صحيح أن البعض يقرأ القرآن ويفجر مدارس البنات، ولكن هناك عددا أكبر يقرأون القرآن ويبنون مدارس للبنات. فطالبان تمثل صنفا من المسلمين، ولكن الفائزة بجائزة نوبل للسلام ملالا يوسافزاي تمثل القطب الآخر للإسلام". 

ويذكر الكاتب أن "هناك قصة تروى عن غاندي، وقد تكون ملفقة، ولكنها تعكس واقعا، وهي أن غاندي سئل يوما: ما رأيك في الحضارة الغربية؟ فأجاب: أظن أنها فكرة جيدة".

ويجد كريستوف أن الحاجز الحقيقي ليس بين المعتقدات، ولكن بين الإرهابيين والمعتدلين، بين من هم متسامحون وبين من يميزون ضد "الآخر".

ويفيد الكاتب أنه "في أستراليا عندما وقعت حادثة الرهائن خشي بعض المسلمين من هجمات انتقامية، فقامت مجموعة من غير المسلمين، وعرضت حماية المسلمين، وأطلقت (هاشتاغ سأركب معك) على تويتر، وكان هناك 250 ألف تعليق مشابه على تويتر، وهو مثال للتعاطف بعد هجوم إرهابي".

ويختم كريستوف مقاله بالقول: "هذه هي الروح التي نريدها، فلنقف ضد الإرهاب والظلم وقمع المرأة في العالم الإسلامي وفي كل مكان، ولكن علينا أن نكون حذرين من الرد على تعصب الإرهابيين بالتعصب".
التعليقات (2)
منتصر
الجمعة، 09-01-2015 12:25 ص
الى الأخ: العماد العالم الاسلامي بحاجة الى كتابات كهذه من كتاب ليسوا بمسلمين. ذلك يفيد كثيرا في الرد على بعض المسلمين الذين تسارعوا في الهجوم على الاسلام وكذلك يفيد لدى من هم من غير المسلمين. كريستوف وغيره من الذين يكتبون بانصاف وعقل متفتح للاحداث ليسوا فقهاء ودعاة مسلمين كي يكتبوا كما نشتهي لكننا يمكن ان نستثمر افكارهم وكتاباتهم في الدفاع عن الاسلام والمسلمين.
العماد
الخميس، 08-01-2015 08:51 م
مقالة خبيثة بامتياز .. خلطة قذرة ومستحدثة للسم مع العسل ..ظاهرها الرحمة وباطنها ضرب الإسلام