ملفات وتقارير

خبراء المتفجرات في مصر يرتدون بذلات لجمع أشلائهم (فيديو)

لحظة انفجار عبوة ناسفة بخبير متفجرات مصري - يوتيوب
لحظة انفجار عبوة ناسفة بخبير متفجرات مصري - يوتيوب
منذ أكثر من عام ونصف العام، وشعار "مصر تحارب الإرهاب" لا يفارق تصريحات المسؤولين المصريين، أو تغطيات وسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب، وتأكيدهم أن إمكانات الدولة مسخّرة لهذه "المعركة الوجودية".

لكن كل هذه المدة لم تكن كافية -على ما يبدو- لتوفير الإمكانات الضرورية أو أن لتتعلم الأجهزة الأمنية أساسيات التعامل مع تلك المتفجرات، على الرغم من تلقي الشرطة أكثر من 40 بلاغا يوميا عن وجود متفجرات، بحسب المتحدث باسم وزارة الداخلية.

وأظهر مقطع فيديو شاهده المصريون كيف تعامل "خبير مفرقعات" الثلاثاء الماضي برعونة شديدة مع عبوة ناسفة بدائية الصنع، تم زرعها بجوار قسم شرطة الطالبية في الجيزة، ما أدى إلى وفاته في الحال، وإصابة ثلاثة عمال في محطة الوقود المجاورة.

ورأى الملايين كيف فشلت بذلة الحماية من المتفجرات في حماية الضابط أثناء محاولته تفكيك العبوة التي انفجرت فيه، ومزقت البذلة، وحوّلت جسد مرتديها إلى أشلاء، ليكتشف أن الحكومة لم توفر لرجال الأمن أبسط الإمكانات اللازمة لمواجهتها بطريقة صحيحة.

وتعرّضت الشرطة لانتقادات قاسية بسبب عدم معرفتها بأساسيات التعامل مع المتفجرات، عندما شاهد المصريون مقتل ضابط وإصابة آخر في أثناء تفكيك قنبلة في محيط قصر الاتحادية في كانون الثاني/ يناير 2014، وهما لا يرتديان البذلة الواقية من المتفجرات.

وأعلنت الداخلية منذ ذلك الحين شراء "بذلات" للحماية من التفجيرات، توفر أعلى درجات الوقاية للضباط أثناء تفكيك العبوات الناسفة، واستخدام "الروبوت" فقط في إبطال أي عبوة ناسفة، لكن "الروبوت" لم يظهر إلا نادرا، كما أثبتت البذلات فشلها في حماية من يرتديها.

بذلة لجمع الأشلاء

وفاجأ العقيد إبراهيم حسين، من إدارة الحماية المدنية في قسم المفرقعات، الكثيرين حينما أوضح -في تصريحات صحفية- أن هذه البذلات وظيفتها فقط هو حماية أشلائه من التطاير، في حالة انفجار العبوة، وليس حماية مرتديها.

وأكد الطب الشرعي -بعد تشريح جثمان ضابط الطالبية- أنه تعرّض لجروح تهتكية انفجارية في البطن والمعدة والصدر، ونزيف داخلي في الرئتين، وتعرض لبتر ذراعيه نتيجة الانفجار، ما أدى إلى وفاته في الحال. 

وعلى الرغم من هذا الكم الهائل من المتفجرات الذي يفترض أن تفككها الشرطة، يؤكد مدير إدارة المفرقعات، اللواء علاء عبد الظاهر، أنه لا يوجد سوى ثلاثة "روبوتات" فقط في مصر، مجهّزة للتعامل مع العبوات الناسفة، حتى أن محافظة الجيزة لا تمتلك أي "روبوت" من هذه.

وكشفت معاينة النيابة لمكان التفجير الأخير أن القنبلة كانت مزوّدة بهاتف محمول وتم تفجيرها عن بعد، ما يعني أن الشرطة لم تقم بالتشويش على الاتصالات في المكان لمنع تفجيرها عن بعد.

وأصبح مظهر التفاف المصريين حول خبير المتفجرات أثناء تعامله مع القنابل أمرا معتادا في مصر، في مخالفة فجة لأبسط القواعد المعروفة في تلك الحالات.

وتبنّى تنظيم "أجناد مصر" الهجوم في تغريدة على موقع "تويتر"، وقال إن رجاله "تمكنوا من اختراق محيط قسم الطالبية المحصن، وزرعوا عبوة ناسفة، فشل رجال الأمن في التعامل معها".

"الإرهابيون مخادعون"

وتدافع الداخلية عن نفسها بالتأكيد على أنها توفر لرجالها كل المعدات التي يحتاجونها لأداء عملهم والحفاظ على حياتهم، حيث أكد اللواء علاء عبد الظاهر، أن خبراء المفرقعات مدرّبون على أعلى مستوى، وأن الضابط القتيل كان يرتدي بذلة حديثة للحماية من المفرقعات، ومعه جهاز التشويش لمنع تفجير القنبلة عن بعد.

وأضاف عبد الظاهر أن الضابط اتخذ قرارا سليما بعدم تفجير القنبلة بمدفع المياه، بسبب قربها من محطة وقود، خوفا من وقوع كارثة محققة، لكن القنبلة انفجرت بالفعل، والأغرب أنه لم تحدث كارثة كما توقع، وفقد الرجل روحه جراء تعامله الخاطئ مع الأمر.

من جانبه، برّر المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء هاني عبد اللطيف، حادث الثلاثاء بأن "الجماعات الإرهابية تستخدم مؤخرا حيلا خادعة في صناعة العبوات الناسفة، حيث يقومون بتصميم دائرتين كهربائيتين بها، لتنفجر إحداهما عند تفكيك الأخرى".

وأكد عبد اللطيف أن النقيب ضياء اتخذ كافة الإجراءات التأمينية قبل محاولة تفكيك العبوة، كما أنه أحضر جهاز تشويش لمنع استخدام الموبايل في تفجير العبوة، وأنه استخدم أحدث الوسائل في هذا الشأن.

وكذّب مساعد وزير الداخلية السابق، اللواء محمد نور الدين، هذه التصريحات، وأكد أن ضباط المفرقعات يطلبون منذ عام كامل توفير ذراع روبوت لتفكيك القنابل عن بعد، ولم تتم الاستجابة لهذه المطالب حتى الآن.


التعليقات (0)