صحافة دولية

إندبندنت: هل تمهد نهاية حرب أفغانستان لعودة طالبان؟

إندبندنت: نهاية حرب أفغانستان تعني عودة طالبان - أرشيفية
إندبندنت: نهاية حرب أفغانستان تعني عودة طالبان - أرشيفية
قالت صحيفة "إندبندنت" في تقرير لمراسلها في مقاطعة هلمند الأفغانية بلال ساراوي، إن التحالف الدولي الذي يقوده حلف الناتو قد أنهى حربا طويلة عمرها 13 عاما. 

ويبدأ ساراوي تقريره بالقول: "تم الانتصار في الحرب وأعيد إعمار أفغانستان، لكن الحياة في هذه المنطقة المضطربة ظلت كما كانت من قبل"، مشيرا إلى أن طالبان لا تزال قوة يحسب لها حساب، فيما تظل سيادة الحكومة في كابول محدودة في أحسن حالاتها. 

ويبين ساراوي أن الاحتفال الذي أعلنت فيه قوات الناتو والقيادة الأمريكية عن نهاية العمليات العسكرية بشكل رسمي، وذلك في احتفال أقيم لهذا الغرض في العاصمة كابول، جاءت معه تسمية جديدة لجهود الناتو، أطلق عليها اسم "عملية الدعم الثابت". 

وتنقل الصحيفة عن قائد الوحدات الدولية المعروفة بإيساف الجنرال الأمريكي جون كامبل، قوله إن هذه العملية ستقام عليها صداقة دائمة. ومن بداية العام المقبل ستتغير هوية المشاركة الدولية من إدارة العمليات القتالية إلى توفير التدريب والدعم للقوات الأفغانية. 

ويشير التقرير إلى أنه مع دخول العملية مرحلة جديدة فقد تكيفت حركة طالبان مع الواقع، وستعود لاستراتيجيتها في استخدام القنابل المزروعة على الطرقات، التي من السهل تجميعها وتخبئتها، ولا تكلف الكثير من المال. 

وتورد الصحيفة قول عبد الغفور أفغانيار، الخبير في المتفجرات المزروعة على الطرقات، إنه "في كل يوم وقبل مغادرتي البيت أحضن أولادي الثلاثة، فلا أدري إن كنت سأعود أم لا". وتعد وظيفة أفغانيار من أصعب الوظائف في أفغانستان بعد إيساف. 

ويوضح التقرير أنه خلال الأعوام الماضية قام أفغانيار بتفكيك أكثر من 6000 قنبلة معدة محليا، وعلى الأقل ست سيارات مفخخة وكلها بيديه.  

ويضيف أفغانيار للصحيفة أنه يمكن "تحويل جهاز راديو أو طاسة ضغط وحتى قنينة بيبسي إلى قنبلة متفجرة قادرة على تفجير سيارة مصفحة أو دبابة"، وهذا كله يمكن تجميعه بثمن لا يتجاوز 15 دولارا. 

ويلفت التقرير إلى أنه بحسب مهمة الأمم المتحدة للدعم في أفغانستان، فإن العبوات المصنعة محليا تعد السبب الرئيسي وراء الضحايا المدنيين. ففي عام 2008 قتلت 3.188 مدنيا وجرحت 6.429 شخصا.  وشهد عام 2014 زيادة بنسبة 91%.

وتذكر الصحيفة أن أفغانيار يعمل في مقاطعة جيرشك، التي تبعد 30 ميلا عن عاصمة الإقليم لاشكرغا. وتقع على الطريق السريع رقم واحد، وطوله 620 ميلا، ويربط ثلاث مدن كبرى، وهي هيرات وقندهار وكابول. وبسبب أهمية هذا الطريق الاستراتيجية فقد تحول إلى مركز صيد ثمين لحركة طالبان. والمنطقة الواقعة بين هيرات وقندهار تعد من أخطر مراحل الطريق في أفغانستان، وهنا يقضي أفغانيار معظم يومه. ويقول إن طالبان ليست بعيدة عن الطريق. وقال إنه فقد أربعة من زملائه في هجوم شنته الحركة. 

وشهد مراسل الصحيفة مهمة قام بها أفغانيار للتفتيش في جسم غريب تحت جسر على الطريق السريع هذا. وقبل دخوله المنطقة سلم مسؤول الأمن، الذي يحرس المنطقة من على بعد، رسالة موجهة لعائلته وأولاده حالة تعرضه للخطر، وهي عبارة عن وصية. واكتشف أن القنبلة مصنعة من سماد نيترات الأمونيوم، وهي المادة المفضلة لتصنيع عبوات من هذا النوع. وقضى أفغانيار 20 دقيقة وهو يحاول تفكيك العبوة، حيث خرج وهو ينزف عرقا، واستطاع تفكيك واحدة من العبوات التي لم يعد يتذكر عددها.  

وتختم الصحيفة بالإشارة إلى أن أفغانيار يقول إنه يتلقى تهديدات مستمرة من طالبان له ولعائلته.
التعليقات (0)

خبر عاجل