سياسة عربية

شباب حلب.. إما أن يقاتلوا مع النظام أو يغادروا

الأسد يجنّد الشباب ضد الثورة مقابل 60 دولارا شهريا ـ أرشيفية
الأسد يجنّد الشباب ضد الثورة مقابل 60 دولارا شهريا ـ أرشيفية
"لم يتركوا لنا خيارا ثالثا، إما أن تشبّح على إحدى الحواجز إلى جانبهم وتحمل السلاح، أو تغادر المدينة، إن استطعت المرور من حواجزهم، التي حولت المدينة إلى سجن كبير"، هكذا بدأ مهند (29 عاماً)، حديثه لـ"عربي21".

مهند شاب كان يقطن "حي السريان الجديدة"، الواقع تحت سيطرة قوات النظام، قدم إلى الأراضي التركية مؤخراً غازي عنتاب بمفرده، تاركاً زوجته وطفلته في مدينته حلب، بعد أن تعذر عليه الإقامة هناك بسبب مطالبة أجهزة النظام له بالالتحاق بالخدمة الاحتياطية، بعد أن أنهى خدمته الإلزامية منذ مدة طويلة.

يتابع، "كانت مغامرة هروبي إلى هنا مرعبة، وذلك لكثرة الحواجز المنصوبة على مخارج المدينة، إلا أن إرادة الله، ومساعدة بعض المعارف جعلت خروجي ميسرا".

وعن تركه لزوجته وأولاده هناك قال: "لقد اتخذت القرار خوفاً من أن يعمم اسمي على الحواجز، فقرار مغادرتي كان دون تنسيق مسبق، تركت زوجتي عند أهلها، والآن أبحث عن عمل هنا، وبيت للايجار حتى أستطيع أن أجلبهم إلى هنا".

يأتي هذا في وقت تكثف فيه قوات النظام من حملاتها لملاحقة المطلوبين للخدمة العسكرية، فضلاً عن تجنيدها للشباب الذين أنهوا الخدمة العسكرية كجنود احتياط، ويقوم النظام بتجنيد أبناء حلب في المدينة ذاتها، بسبب كثرة نقاط اشتباك هذه المدينة وصعوبة نقل هؤلاء إلى خارج المدينة.

ورصد موقع "عربي21" نقلاً عن شهود عيان من أبناء المدينة، حالات تجنيد كثيرة لشبان من أبناء المدينة، مقابل راتب شهري لا يتعدى الـ12000 ليرة (60 دولار أمريكي)، إضافة إلى سلة غذائية توزع بشكل غير منتظم.

ويرجع الناشط الإعلامي عمر عرب، سبب قبول بعض الشباب بالتجنيد، إلى حالة البطالة المتفشية في المدينة وعدم تمكن الشباب من الفرار إلى خارج المدينة، بسبب الخناق الأمني الذي تفرضه الحواجز على المدينة.

وأوضح عرب في حديثه لـ"عربي21" أنه "لا خيار أمام الشباب إما حمل السلاح وإما مغادرة المدينة، بالمقابل قد يلتحق الكثير منهم لتحقيق رغباته في أن يكون صاحب سلطة، قد يمارسها على أبناء جلدته بأوامر من قادة غير سوريين من إيران أو لبنان أو ما شابه".

وبحسب عرب، يتجه الكثير من الشباب الذين يرفضون الخدمة في صفوف قوات النظام، إلى مناطق إدلب المجاورة أو الأراضي التركية للعمل.

وإزاء تلك التطورات، ونتيجة لهجرة الكثير من الشبان عن المدينة، بدأت المدينة تعاني من غياب شريحة الشباب، إلى حد جعل البعض يرى تشابهاً بين تركيبة أعمار سكانها الحاليين وبين التركيبة السكانية للمجتمع الأوروبي الذي يوصف بالـ "المجتمع الكهل"، وهذا بحسب الباحث الاجتماعي ماهر  النعساني، الذي بيّن أن المناطق التي يسيطر عليها النظام، تشهد حالات نزوح جماعي للشباب بفعل حملات الدهم والاعتقال، التي تقوم بها الأجهزة الأمنية، والشبّيحة، لإرغامهم على القتال معهم.
التعليقات (0)