مقابلات

معارض جزائري: البلاد تسير بدستور غير مكتوب

طابو: مؤسسات الجمهورية مشلولة - عربي21
طابو: مؤسسات الجمهورية مشلولة - عربي21
يرى رئيس حزب "الإتحاد الإجتماعي الديمقراطي" الجزائر، الغير المرخص له بالنشاط في الجزائر، كريم طابو، أن الجزائر تسير بدستور غير مكتوب، بينما لا تحترم الدساتير المكتوبة.

ويقول طابو والذي شغل منصب الرئيس السابق لـ"جبهة القوى الإشتراكية" وهي أقدم وأكبر حزب سياسي معارض بالجزائر، أن المطالبة بتطبيق البند 88 من الدستور والمتعلق بحالة الشغور بمنصب رئيس الجمهورية بسبب مرض عبد العزيز بوتفليقة، مطلب غير مناسب لأن الوضع اعقد مما يتصوره الجزائريون ويتعلق بشلل مؤسسات الجمهورية. 

كما يعرج كريم طابو بالحديث عن ظروف إقالته من على رأس أكبر حزب معارض بالبلاد لما، قرر زعيمه الأول حسين آيت أحمد التطبيع مع السلطة، ويصف ذلك بمؤامرة ضده، بالإضافة إلى حيثيات أخرى تطالعونها بهذا الحوار.

وفيما يلي نص المقابلة:

تطالب المعارضة في الجزائر بتنظيم بتطبيق البند رقم 88 المتعلق بحالة شغور الرئاسة، بدعوى أن الرئيس بوتفليقة لا يستطيع القيام بمهامه الدستورية بسبب المرض، هل أنتم مع هذا الطرح؟

لا أظن أن هذا المطلب منطقي، في ظل الظروف السياسية المعقدة حاليا، وعندما نرفع هذا المطلب فإننا نعطي إنطباع أننا في وضع عادي، وكل ما في الأمر أن الرئيس مريض ويجب أن ينسحب، بينما الوضع اعقد من هذا بكثير، فمؤسسات الجمهورية غائبة وهي تسير بدستور غير مكتوب.

ماذا تقصد بدستور غير مكتوب؟

الكل يعرف كيف تسير الأمور في الجزائر، فمنذ الإستقلال لا تحترم دساتير الجزائر، ولا تحترم القوانين، بينما تسير الأمور بالتعليمات الشفهية.

رغم صغر سنك، كنت على رأس أقدم وأكبر حزب معارض بالجزائر، هو "جبهة القوى الإشتراكية" الذي أسسه الزعيم الثوري حسين آيت احمد الماكث بسويسرا، ثم قرر هذا الأخير تنحيتك من على رأسه، بصورة مفاجأة ، ما السبب في ذلك؟

 هناك أمور لا أود التحدث عنها، وأود كشفها لاحقا، لكن أقول أن هذا الحزب المعارض، أصبح دوره مشكوك فيه حاليا خاصة بعد أن أطلق مبادرة الإجماع الوطني، وأصبح يلتقي بصفة عادية مع السلطة ومع الأحزاب التي تدور في فلكها.. لما كنت على رأس هذا الحزب رفضت التطبيع مع السلطة وعرضت علي صفقات ورفضتها، لذلك قرر زعيم الحزب الأول، آيت أحمد ومن معه تنحيتي من على رأس الأمانة العامة، حتى يتسنى للحزب التقارب مع السلطة.

ومتى كان ذلك؟
 
 أظن أن البداية كانت قبيل الإنتخابات النيابية لشهر مايو أيار العام 2012، فأنا كنت على رأس الحزب وكنت أسير باتجاه رفض المشاركة، قبل الإنتخابات بأيام قليلة تمت تنحيتي، ثم بعد ذلك أعلنت القيادة الجديدة للحزب، عن قرار خوض الإنتخابات، وذلك بعد صفقة عقدت مع السلطة، وقد فاز الحزب بأكثر من 26 مقعد برلماني، وأقول واشدد على أن تلك كانت حصة الحزب، فالكثير من المقاعد أنتزعت من أحزاب أخرى وسلمت لجبهة القوى الإشتراكية كرد للجميل بعد المشاركة.

بعد تنحيتك من الحزب، أسست حزبا مستقلا ومعارضا وسميته "الإتحاد الإجتماعي الديمقراطي"، لكن الحكومة لم تمنحك الترخيص بالنشاط بعد. لماذا؟

قضية منح الحزب رخصة النشاط القانونية، أصبحت مسألة مفضوحة جدا، فبعد عامين من تأسيس الحزب لم تعطينا رخصة النشاط، أعتقد أولا أن السلطة تخشى نشاطي لأني لو حزت على الترخيص، سيكون مصير الكثير من الأحزاب، الإندثار بما في ذلك حزبي السابق، والسلطة تخشى أن نشوش على مساعيها الحالية خاصة بعد إطلاق جبهة القوى الإشتراكية مبادرة الإجماع الوطني، عقب إصطفافها مع أحزاب الموالاة.

هل التقيت مسؤولين بخصوص رخصة النشاط؟

لعلمكم، طلبت لقاء الوزير الأول عبد المالك سلال، سبع مرات، ووزير الداخلية مرتين، ورئيس البرلمان ثلاث مرات، ولم احظ بلقاء أحد.. هم يريدون منعي من ممارسة حقي في العمل السياسي لكن هيهات، سوف لن اركع ، وسأفاجئكم في البرلمان قريبا.

ما طبيعة المفاجأة؟

سأقوم بفعل لم يسبق أن قام به شخص في أي من برلمانات العالم، وذلك إحتجاجا على منعي من النشاط.. ستكون قضيتي على لسان كل جزائري وعربي، وأتوعد الوزير الأول عبد المالك سلال أن أقوم بعمل إستعراضي غير مسبوق داخل قبة البرلمان، وسأفعلها.

ما رأيك بأداء الوزير الأول عبد المالك سلال؟

إختصارا أقول لا يمكن أن نبني دولة بالتنكيت، أو بالكذب، فالرئيس نقل إلى مستشفى غرونوبل للعلاج، الأسبوع الماضي، ولم تعلن الوزارة الأولى عن أي بيان يخبر الجزائريين بالحقيقة، وبينما كان الرئيس في فرنسا كان التلفزيون الحكومي يبث شريط مصور عن الحيوانات.. أليست هذه مهزلة؟.
التعليقات (0)